خوسيه غوميز: بوبي روبسون كان رمزاً لكرة القدم الإنجليزية

مدرب ريدينغ الجديد أكد أنه حقق حلمه بالتدريب في إنجلترا بعد انتظار دام 25 عاماً

غوميز يصافح لاعبيه بعد مواجهة مانشستر يونايتد في كأس إنجلترا (رويترز)
غوميز يصافح لاعبيه بعد مواجهة مانشستر يونايتد في كأس إنجلترا (رويترز)
TT

خوسيه غوميز: بوبي روبسون كان رمزاً لكرة القدم الإنجليزية

غوميز يصافح لاعبيه بعد مواجهة مانشستر يونايتد في كأس إنجلترا (رويترز)
غوميز يصافح لاعبيه بعد مواجهة مانشستر يونايتد في كأس إنجلترا (رويترز)

لم يكن المدير الفني البرتغالي خوسيه غوميز يتردد في فترة التسعينات من القرن الماضي في أن يتغيب عن دراسته الجامعية من أجل الذهاب إلى الحصص التدريبية لكرة القدم. وكان المدير الفني الشاب آنذاك يقيم في ثاني أكبر المدن البرتغالية، وكان مغرما بالمدير الفني الإنجليزي الشهير السير بوبي روبسون الذي تولى قيادة بورتو النادي الذي كان يعشقه، والذي يقول عنه «لقد كان الأمر يبدو وكأن الزمن يتوقف» عندما كان يقف لمشاهدة روبسون وهو يقف مع اللاعبين ويوجههم داخل الملعب.
لم يكن غوميز بالطبع هو الوحيد الذي يروي حكايات عظيمة عن روبسون، لكن المشاعر التي أثارتها تلك الكلمات كان لها صدى خاص. لقد مرت عدة أسابيع منذ تعيين غوميز مديراً فنيا لنادي ريدينغ، وبالتالي تحقق هدف غوميز بالعمل في إنجلترا، فعندما كان يشاهد روبسون وهو يقود التدريبات في موسم 1994-1995 كان يمني النفس بأن يعمل في إنجلترا يوما ما.
يقول غوميز: «لقد كنت معجبا للغاية بالطريقة التي يعمل بها هذا الرجل وهو في الستينات من عمره والطريقة التي ينقل بها هذا الشعور بالشغف إلى لاعبيه. لقد نظرت إليه وكان من المستحيل فصله عن كرة القدم الإنجليزية. لقد كان بمثابة رمز لما تعنيه كرة القدم الإنجليزية في حقيقة الأمر». ويتذكر غوميز ما حدث في أحد التدريبات عندما تسبب الجناح البرتغالي أنطونيو فولها في إثارة غضب روبسون بسبب ارتكابه لأخطاء متكررة، ويقول: «لقد كان يصيح في وجهه: يا غبي، يا غبي. لكن بعد بضع ثوانٍ، وفي نفس الحصة التدريبية، قام فولها بعمل جيد، وهو ما جعل روبسون ينحني على ركبتيه على الأرض ويصرخ: رائع، رائع. لقد كان روبسون في الثانية والستين من عمره، لكنه كان يعيش كل حصة تدريبية بشغف كبير وحب منقطع النظير. وستظل هذه التفاصيل شاخصة في ذهني إلى الأبد، لأنها هي الطريقة التي توضح أن المدير الفني يحترم عمله ووظيفته».
لقد استغرق الأمر ما يقرب من عقدين ونصف، لكن المدير الفني البرتغالي نجح في تحقيق هدفه في نهاية المطاف، وتولى تدريب ريدينغ وهو «مفعم بالطاقة والحيوية»، على حد قوله. ويوجد نادي ريدينغ في منطقة الهبوط بدوري الدرجة الأولى، بعد نصف موسم كارثي تحت قيادة بول كليمنت. يقول غوميز عن بدايته مع الفريق: «لقد وصلت في منتصف المعركة، ولم أكن أعرف الاتجاهات التي كانت تأتي منها القنابل». لكن غوميز لديه خبرة كبيرة في التكيف مع الأجواء الجديدة بسرعة، فرغم أنه لا يزال في الثامنة والأربعين من عمره فإنه يمتلك خبرات كبيرة للغاية في مجال التدريب، حيث بدأ العمل كمدير فني مع نادي باكوس دي فيريرا البرتغالي، قبل أن يخوض 21 تجربة تدريبية مختلفة في سبعة بلدان. ويعتقد غوميز بأن معظم الخبرات التي حصل عليها في السابق كانت بمثابة إعداد للمهمة التي يواجهها الآن.
وما زال غوميز يتذكر تفاصيل سفره إلى إنجلترا خلال نهائيات كأس الأمم الأوروبية عام 1996 مع بعض أصدقائه، حيث زار معسكر المنتخب البرتغالي، لكنه لم يطلب من اللاعبين أن يوقعوا له على صور تذكارية، لأنه كان يشعر بأنه سيتولى تدريب لاعبين دوليين يوما ما، ولا يريد أن تؤثر تلك الأمور بالسلب على صورته أمام اللاعبين. وفي البداية، تولى غوميز تدريب أندية متوسطة المستوى في البرتغال، بعضها كمساعد مدرب، وبعضها كمدرب لياقة بدنية، لكن بداية من عام 2005 تقريبا بدأ غوميز العمل كمدير فني بشكل رئيسي.
وخلال فترة عمله كمدرب للياقة البدنية في نادي بنفيكا التقى بالمدير الفني البرتغالي المخضرم جيسوالدو فيريرا، الذي لا يزال يعمل في مجال التدريب بشكل نشط رغم أنه في الثانية والسبعين من عمره. يقول غوميز عن فيريرا، الذي عمل معه بعد ذلك كمساعد في أندية بورتو وملقة وباناثينايكوس: «إنه خبير في التفاصيل الصغيرة التي يتعين على اللاعبين تطويرها».
وبحلول عام 2013. شعر غوميز بأن الوقت قد حان للعمل كمدير فني مرة أخرى، وكانت الفرصة هذه المرة مع نادي فيديوتون المجري الشهير. يقول غوميز عن تلك التجربة: «لقد كان هناك اختلاف كبير فيما يتعلق بالعقلية والتنظيم. في نادي باكوس دي فيريرا البرتغالي كان لدينا 17 مسؤولا يتنفسون كرة القدم ويعملون على حل جميع مشكلات النادي، أما في نادي فيديوتون فلم يكن حتى مالك النادي يعرف شيئا عن قواعد كرة القدم». وعندما كان غوميز يريد حلا للمشكلات التي كان يعاني منها، فإنه كان يلتقي برئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الذي يعد من أشهر مشجعي نادي فيديوتون. يقول غوميز: «كنا نذهب لتناول القهوة أو العشاء وكان أوربان يساعدني. إنه رجل محب لكرة القدم ويحب أن يتحدث عن كرة القدم».
وعندما تصاعدت التوترات بين المجر وأوكرانيا، أصبح أوربان مشغولا للغاية، ورحل غوميز في نهاية المطاف عن فيديوتون، وقد أعرب عن رضاه عن إنهاء الدوري في المركز الثاني ثم في المركز الرابع، لكنه كان يشعر بالإحباط بسبب مماطلة النادي في تعيين مدير للكرة. وبعدما فشل غوميز في الحصول على فرصة للتدريب في إنجلترا ومل من مشاهدة المباريات على شاشة التلفزيون، وافق على تولي مهمة تدريب نادي التعاون السعودي.
قاد غوميز نادي التعاون للتأهل لدوري أبطال آسيا، ويقول عن تلك التجربة: «لو كنت توليت هذه المهمة قبل 10 أو 15 عاماً، ربما كنت سأرحل بعد أسبوع على أقصى تقدير. إنها تجربة مختلفة تماما من حيث الضغوط والثقافة والعقلية. إنك تعمل في بلد جديد وأشخاص مختلفين ووفق قواعد مختلفة، لكن الشيء المهم هو ألا تتخلى عن أفكارك وطريقة تطبيقها». وقضى ولايتين في نادي التعاون بينهما تجربة أخرى مع النادي الأهلي، ثم موسم آخر في الإمارات مع نادي بني ياس.
وبعد ذلك، عاد غوميز إلى البرتغال للعمل مع نادي ريو أفي، الذي قاده إلى المركز السادس هذا الموسم وكان يقدم كرة هجومية جيدة، وهو الأمر الذي جذب أنظار مسؤولي نادي ريدينغ للتعاقد معه. وفي مبارياته الأولى في إنجلترا، قدم غوميز مستويات جيدة، حيث حقق الفوز على نوتنغهام فورست وقدم أداء جيدا أمام مانشستر يونايتد في كأس الاتحاد الإنجليزي رغم الخسارة.
يقول غوميز: «قال لي أولي غونار سولسكاير بعد تلك المباراة: لا تغير أسلوبك وواصل العمل بأفكارك لأنك تقدم كرة قدم رائعة». ويضيف غوميز: «أشعر بأنني مستعد لمساعدة هذا النادي، وهؤلاء اللاعبين، والسير على الطريق الصحيح. لدينا جميع الظروف هنا التي تساعدنا على تحقيق ما نريد، ثم سنسعى خلال العام القادم لتحقيق مزيد من الأهداف الطموحة».


مقالات ذات صلة

لويس-سكيلي يتألق في أول مشاركة بقمة آرسنال و توتنهام

رياضة عالمية مايلز لويس-سكيلي (رويترز)

لويس-سكيلي يتألق في أول مشاركة بقمة آرسنال و توتنهام

واجه لويس-سكيلي مهمة صعبة بمشاركته للمرة الأولى في مباراة القمة أمام توتنهام هوتسبير، أحد أكثر فرق الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم تعطشاً لتسجيل الأهداف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية البرازيلي ويليان (رويترز)

تشيلسي يتفاوض مع رابطة «البريميرليغ» بشأن مخالفات محتمَلة

يسعى نادي تشيلسي للتوصل إلى تسوية مالية مع رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز بشأن ادعاءات حول مدفوعات غير منتظمة جرت ضمن صفقات التعاقد.

«الشرق الأوسط» (لندن )
رياضة عالمية أنجي بوستيكوغلو (د.ب.أ)

بوستيكوغلو: لا يوجد علاج سحري لإصلاح توتنهام... يجب أن نقاتل

وصف أنجي بوستيكوغلو، مدرب توتنهام هوتسبير، أداء فريقه في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بأنه غير مقبول، وذلك بعد الهزيمة 2-1 أمام آرسنال، أمس الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية ميكل أرتيتا (أ.ف.ب)

أرتيتا: الفوز على توتنهام أثبت أن آرسنال منافس حقيقي على التتويج

أثنى ميكل أرتيتا، مدرب آرسنال، على فوز فريقه 2-1 على توتنهام هوتسبير في قمة شمال لندن، أمس (الأربعاء)، ووصفه بأنه دليل على أن فريقه لا يزال يتقدم في السباق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية سفين غوران إريكسون (رويترز)

مدرب إنجلترا السابق إريكسون مات غارقاً في الديون

توفي السويدي سفين جوران إريكسون، أول مدرب أجنبي يقود منتخب إنجلترا لكرة القدم، غارقاً في ديون تجاوزت 3.8 مليون جنيه إسترليني.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».