انطلاق مهرجان أسوان الدولي السابع للثقافة والفنون في مصر

بمشاركة 26 فرقة فنية من 19 دولة

مدينة أسوان تستعد لاستقبال مهرجان الثقافة والفنون «الشرق الأوسط»
مدينة أسوان تستعد لاستقبال مهرجان الثقافة والفنون «الشرق الأوسط»
TT

انطلاق مهرجان أسوان الدولي السابع للثقافة والفنون في مصر

مدينة أسوان تستعد لاستقبال مهرجان الثقافة والفنون «الشرق الأوسط»
مدينة أسوان تستعد لاستقبال مهرجان الثقافة والفنون «الشرق الأوسط»

ينطلق مهرجان أسوان الدولي السابع للثقافة والفنون (جنوب البلاد) بداية من يوم 17 فبراير (شباط) وحتى 22 من الشهر نفسه، بمشاركة أفريقية وعربية واسعة بالتزامن مع إعلان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أسوان عاصمة للشباب الأفريقي 2019، وأيضا مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي.
وتعد احتفالية تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني بمعبده الكبير بأبي سمبل يوم 22 فبراير المقبل، أهم فعالية في المهرجان تصاحبها عروض فنية مشتركة بين الفرق على وقع الإيقاعات الأفريقية والعربية والعالمية أثناء حدوث ظاهرة تعامد الشمس التي تستغرق 20 دقيقة فقط.
من جهتها، قالت وزيرة الثقافة المصرية، الدكتورة إيناس عبد الدايم لـ«الشرق الأوسط»، إن «مهرجان أسوان سوف يمثل انطلاقة كبرى لأجندة الفعاليات الخاصة باحتفاء مصر برئاستها للاتحاد الأفريقي، بمشاركة 26 فرقة من 19 دولة منها 11 دولة أفريقية، هي: مصر وتونس والجزائر والمغرب وموريشيوس وغانا وتوغو وكينيا ونيجيريا والسودان والكونغو الديمقراطية التي ستحل ضيف شرف هذه الدورة من مهرجان أسوان»، لافتة إلى أن «المهرجان يشهد لأول مرة مشاركة أفريقية موسعة»، وأعلنت أن برنامج المهرجان سيشهد افتتاح قصر ثقافة جديد بأسوان وسيقام معرض كتاب يرافق الفعاليات فضلا عن افتتاح مؤتمر خاص للمرأة.
وردا على تساؤل «الشرق الأوسط» حول افتتاح مراكز ثقافية مصرية في أرجاء القارة السمراء، على هامش المؤتمر الصحافي الذي عقدته الوزارة أول من أمس قالت عبد الدايم: «المكاتب الثقافية التابعة لنا بدول القارة تركز على البعثات التعليمية، وهي قليلة جدا، وتجري مناقشة ذلك مع الجهات العليا في الدولة، لأن مثل هذه المراكز مهمتها التواصل مع الدول الأفريقية بشكل دائم، ولكن قبل نهاية العام سيكون هناك قرار بخصوصها في إطار تدعيم القوة الناعمة لمصر، ونحن ننسق مع الدارسين الأفارقة في مصر للمشاركة معنا في الترجمة وأيضا في الفعاليات الفنية المقبلة على مدار العام الحالي».
بدوره، قال محافظ أسوان اللواء أركان حرب أحمد إبراهيم، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «يتزامن انعقاد المهرجان مع اختيار أسوان من قبل اليونيسكو ضمن أفضل المدن في العالم، وسوف تكرمها منظمة اليونيسكو خلال الفترة المقبلة، ولفت إلى أن المهرجان يحقق النجاح من عام لآخر واستطاع أن يلفت أنظار العالم مرة أخرى صوب أسوان التي تشبعت طاقتها الفندقية بالسياح».
كما قال صالح فتحي، مدير عام المهرجانات بالهيئة العامة لقصور الثقافة لـ«الشرق الأوسط»: «يشهد المهرجان دمجا بين الفرق العربية والأجنبية، ففي العام الماضي رقصت الفرق العربية والأجنبية على أغنية (حلاوة شمسنا)، وهذا العام سيكون هناك كرنفال بمراكب النيل وكرنفال بالسوق لكل الفرق المشاركة في المهرجان ليلة التعامد الشمسي التي يعتبرها أهالي أسوان عيدا، حيث تبدأ الاحتفالية منذ منتصف الليل وحتى فجر التعامد الشمسي».
إلى ذلك، أكد الدكتور سعيد المصري، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة بمصر، أن «المهرجان سيشهد مشاركة المجلس بمؤتمر الفنون في القارة الأفريقية، كما سيشهد المجلس الأعلى للثقافة عقد كثير من الندوات والموائد المستديرة التي تناقش الأدب والشعر والفلسفة وشتى نواحي الفكر في أفريقيا». لافتا إلى أنه «من الضروري التوجه للقارة الأفريقية وتغيير الصورة الذهنية الملتبسة لدى المصريين والأفارقة حول هويتهم المشتركة».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».