قمة الحكومات تحذر من التغيرات المناخية وتأثيراتها على البشرية

TT

قمة الحكومات تحذر من التغيرات المناخية وتأثيراتها على البشرية

قال الممثل الأميركي هاريسون فورد إن حالة التغيير المناخي اليوم تمثل أكبر أزمة أخلاقية تواجه الإنسانية في القرن الحادي والعشرين، داعياً إلى ضرورة زيادة الاستثمارات التي تستهدف خفض تلوث المحيطات، وتنمية موائلها الطبيعية وضمان استدامتها، وزيادة رقعة المساحات المحمية في البيئة البحرية.
وأكد فورد الذي يعد ناشطا بيئيا أن الطبيعة ليست في حاجة للبشر، بل هم من يحتاجون لها لضمان استمرارية وجودهم، متطرقاً إلى التقرير الخاص بقمة المناخ التي عقدت العام الماضي في بولندا، الذي أظهر أن انبعاثات الكربون وغازات الدفيئة التي تمثل المسبب الرئيسي في التغير المناخي تتسبب سنويا في وفاة سبعة ملايين شخص حول العالم.
وشدد فورد - الذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس منظمة الحفظ الدولية - على أن مدن عالمية بما في ذلك أبوظبي ودبي ولندن ولوس أنجليس وهونغ كونغ، معرضة لتهديدات ارتفاع منسوب مياه البحر بسبب ارتفاع درجة حرارة المحيطات، منوها إلى أن «75 في المائة» من أكبر المدن تقع على الساحل، ومع ارتفاع حرارة المحيطات، ترتفع مستويات مياه البحر، مما يعرض السكان للمخاطر ويهدد النشاط الاقتصادي.
وقال إن كل فرد على الكوكب سواء كان غنيا أو فقيرا أو قويا أو عاجزا سيعاني من آثار تغير المناخ، وثبت أن الجهود العالمية اليوم غير كافية على الإطلاق، وأن الأرض والبحار هي الإرث الذي سيترك للأطفال، وأن 10 سنوات أخرى من عدم التحرك لمواجهة التحديات المناخية يكون الأوان قد فات.
ويتوقع أن تتسبب تداعيات ذلك التغير بشكل مباشر في تسجيل 250 ألف حالة وفاة في الفترة بين 2030 و2050. فضلا عما ستسببه من أمراض لملايين أخرى من البشر، تتنوع بين أمراض نقص التغذية والجهاز التنفسي والإجهاد الحراري والأمراض المعوية والأوبئة التي تنتشر عقب الكوارث الطبيعية مثل الملاريا.
وجاء حديث فورد في كلمته التي ألقاها خلال مشاركته جلسة مع الدكتور ثاني الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة بعنوان «نداء لمكافحة التغير المناخي» ضمن اليوم الختامي للقمة العالمية للحكومات 2019.
وأشار الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي إلى أن العشرين عاما في الفترة ما بين «2030 و2050» ستسجل ما يقارب 7.5 مليون حالة وفاة متوقعة، وذلك بسبب الكوارث الطبيعية والأمراض التي ستخلفها تداعيات التغير المناخي على كوكب الأرض.
وأشار إلى أن منتدى تغير المناخ الذي تنظمه وزارة التغير المناخي والبيئة للعام الثالث على التواصل ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات، ركز في دورته الحالية على الوصول لهذه الحلول عبر نخبة القادة وصناع القرار ومسؤولي المنظمات العالمية والخبراء، مركزا على الصحة العامة للبشر والمحيطات.



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.