مساع حوثية لإنشاء صندوق لدعم التعليم الطائفي

وزير يمني يدعو إلى {إنقاذ جيل كامل من خطر الأفكار الإيرانية}

TT

مساع حوثية لإنشاء صندوق لدعم التعليم الطائفي

كشفت مصادر برلمانية في صنعاء عن أن الجماعة الحوثية تضغط على النواب الخاضعين لها في صنعاء من أجل تمرير قانون لإنشاء صندوق لدعم التعليم الطائفي الذي تحاول الجماعة فرضه على مدارس التعليم العام. وتهدف الجماعة الموالية لإيران من هذا القانون، بحسب المصادر، إلى تسخير الأموال التي ستجنيها للإنفاق على طباعة الملازم الخمينية وتمويل عناصرها الذين فرضتهم في مفاصل العمل التعليمي والتربوي. وقالت المصادر إن شقيق زعيم الجماعة الحوثية المعين وزيرا للتربية والتعليم في حكومة الانقلاب غير المعترف بها يحيى الحوثي يضغط على النواب الموجودين في صنعاء من أجل تمرير قانون إنشاء الصندوق الذي يريد تحويله إلى رافعة مالية لتحقيق أهداف الجماعة الطائفية.
وكانت الجماعة أوقفت دفع رواتب نحو 135 ألف معلم في مناطق سيطرتها، ما دفع كثيرين منهم للبحث عن مهن أخرى لمجابهة متطلبات العيش، وذلك قبل أن تقوم بإحلال الآلاف من عناصرها في المدارس الحكومية لتلقين التلاميذ أفكارها الطائفية.
وحوّلت الميليشيات جدران المدارس والفصول الدراسية إلى لوحات إعلانية لصور قتلى الجماعة، كما تعمدت تحويل العشرات من المدارس إلى مقرات لنشر الأفكار الطائفية واستقطاب الصغار إلى معسكرات التجنيد. وضمن مساعيها لتدمير العملية التعليمية، لجأت الجماعة إلى فرض مبالغ مالية شهريا على أولياء أمور الطلبة من أجل السماح لهم بمواصلة التعليم، في انتهاك صارخ لمجانية التعليم العام.
وأكد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أن الميليشيات الموالية لإيران بدأت استقطاب الأطفال وتجنيد عناصرها من داخل صفوف الدراسة منذ وقت مبكر، مشيرا إلى أن مدارس منطقة ‎مران بمحافظة ‎صعدة كانت هي أول نقطة للاستقطاب والتجنيد. وأبدى الإرياني في سلسلة تغريدات نشرها في حسابه على «تويتر» مخاوفه من الوضع الآن بعد سيطرة الميليشيات على آلاف المدارس في العاصمة صنعاء وباقي مناطق وجود الجماعة. وعلق الوزير اليمني على صورة قديمة لبدر الدين الحوثي - وهو والد مؤسس الجماعة حسين الحوثي وشقيقه الذي يتزعمها حاليا عبد الملك الحوثي - ظهر فيها وهو يلقي محاضرة في مدرسة بمنطقة مران محافظة صعدة، وقال: «‏هكذا يتوارث عناصر المسيرة الإيرانية الخرافة والكهنوت جيلا بعد جيل عبر التغرير بالأطفال والجهلة والحمقى وجعلهم وقودا لمعاركهم العبثية ومحاولة فرض مشروعهم الطائفي الدخيل على قيم ومعتقدات اليمنيين بقوة السلاح، وهدم قيم الدولة والمجتمع خدمة للأجندة الفوضوية لأسيادهم في طهران». واختتم الوزير الإرياني ‏‏سلسلة تغريداته قائلا: «إن اليمنيين يدفعون الآن ثمن ترك طلاب خمس مدارس في مران بصعدة فريسة لهذا الفكر الجهادي الإرهابي المتطرف، فما الذي ينتظرهم إن لم يعوا المخاطر المترتبة على تأجيل معركة الحسم ويتداركوا الأمر لإنقاذ جيل كامل من اليمنيين من مخاطر هذه النبتة الشيطانية على اليمن والعالم».
وكانت تقارير دولية وحقوقية ذكرت أن الجماعة الحوثية جندت في صفوفها أكثر من 25 ألفا من صغار السن وطلبة المدارس خلال أربع سنوات؛ حيث تخضع الجماعة هؤلاء الأطفال لبرامج تعليمية طائفية مكثفة قبل أن تزج بهم في صفوفها الأمامية.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.