«التكتل الديمقراطي» التونسي يقاطع الانتخابات الرئاسية

TT

«التكتل الديمقراطي» التونسي يقاطع الانتخابات الرئاسية

أعلن «حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات» المعارض، عن مقاطعته الانتخابات الرئاسية المقبلة. وأكد إلياس الفخفاخ، القيادي، خلال اجتماع عقد يوم أمس في الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية تحت شعار «تونس في حاجة إلى أحزاب المبادئ والبرامج»، عدم تقديم مرشح إلى الانتخابات الرئاسية التونسية التي تجري خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من السنة الحالية. وأضاف الفخفاخ أن الحزب سيدعم في المقابل مرشح «العائلة الديمقراطية» (الأحزاب الوسطية) على حد تعبيره.
وشنّ الاتحاد العام التونسي للشغل هجوماً غير مسبوق على رئيس حركة النهضة الإسلامية، راشد الغنوشي، واتّهمه بمحاولة استغلال النجاح في التوصل إلى إنهاء أزمة التعليم الثانوي، «لغايات سياسية». وأعلنت قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل، السبت عن «انزعاجها» واستغرابها، من «تصريح مفاجئ لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي حول انفراج أزمة التعليم الثانوي».
ولفتت قيادة اتحاد الشغل التونسي، وهو أكبر منظمة نقابية في البلاد، إلى أنه يُفهم من التصريح وجود تدخّل من رئيس «النهضة» راشد الغنوشي في حلّ أزمة التعليم الثانوي، مكذّباً ذلك، ومشدّداً على أنّ «المفاوضات جرت رأساً مع الحكومة التونسية دون سواها». واعتبر اتحاد الشغل، في بيان نشره على صفحته الرسمية، بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أنه «عدا ذلك ليس إلا محاولة يائسة للركوب على الأحداث وافتعال مبادرات لا أساس لها من الصحّة».
وأعلنت «الهيئة الإدارية القطاعية للتعليم الثانوي» بالاتحاد العام التونسي للشغل، السبت، عن قبول مقترحات حكومية جديدة، بما يتيح إنهاء أزمة التعليم الثانوي المتواصلة منذ أشهر.
وقال الكاتب العام للفرع الجامعي للتعليم الثانوي بتونس، منير خير الدين، في تصريح صحافي بعد اجتماع الهيئة الإدارية، إنه تم الاتفاق على تعديل 4 نقاط، منها المقترح المتعلق بالتقاعد في سن 57 وتوسيع قاعدة التأمين الصحي.
كما نصّ الاتفاق على إقرار منحة جديدة تسمى «منحة الاستمرار لنظّار ومديري مؤسسات التعليم الثانوي، وإدراج (المنحة الخصوصية) ضمن الراتب الأساسي، ابتداء من سنة 2021، مع إقرار زيادة 20 في المائة في ميزانية المدارس الإعدادية والمعاهد الثانوية»، وفق خير الدين.
وأوضح عضو الهيئة الإدارية القطاعية للتعليم الثانوي نبيل الحمروني، أن منحة الاستمرار للنظّار والمديرين التي تم إقرارها لا تقل قيمتها عن 50 ديناراً (نحو 20 دولاراً)، مشيراً إلى أنه سيتم تحويل 75 في المائة من منحة العودة المدرسية، بعنوان أجر الشهر 13، بداية من يناير (كانون الثاني) 2019. فيما أكد الاتحاد التونسي للشغل في تدوينة نشرها منذ قليل على صفحته الرسمية على «فيسبوك» أنه «أمام التصريح المفاجئ لرئيس حركة النهضة، بما يفهم منه تدخله في حل أزمة التعليم الثانوي، فإن المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد العام التونسي للشغل يعبر عن استغرابه من هذا الادعاء، ويؤكد أن المفاوضات جرت رأساً مع الحكومة دون سواها». وتابع اتحاد الشغل: «ما عدا ذلك ليس إلا محاولة يائسة للركوب على الأحداث وافتعال مبادرات لا أساس لها من الصحة». وفق نص التدوينة.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.