راوول دي بلازيو يفتتح موسم حفلات «عيد الحب» في بيروت

فيروز حضرت في معزوفاته فكانت مسك الختام

راوول دي بلازيو يشارك اللبنانيين حفلات «عيد الحب» مع أحد العازفين في فرقته الموسيقية
راوول دي بلازيو يشارك اللبنانيين حفلات «عيد الحب» مع أحد العازفين في فرقته الموسيقية
TT

راوول دي بلازيو يفتتح موسم حفلات «عيد الحب» في بيروت

راوول دي بلازيو يشارك اللبنانيين حفلات «عيد الحب» مع أحد العازفين في فرقته الموسيقية
راوول دي بلازيو يشارك اللبنانيين حفلات «عيد الحب» مع أحد العازفين في فرقته الموسيقية

هي ليست المرة الأولى التي يحلّ فيها عازف البيانو العالمي الأرجنتيني الأصل راوول دي بلازيو ضيفاً على أحد مسارح لبنان. فقد سبق وزاره أكثر من مرّة وأحيى حفلات كثيرة في مناطقه بدءاً من العاصمة بيروت مروراً بمدينة جونية وصولاً إلى بلدة فقرا التي احتضنته قلعتها الأثرية الصيف الفائت.
وعلى مسرح كازينو لبنان وبمناسبة «عيد الحب» أحيى دي بلازيو ليل السبت (أول من أمس)، حفلاً موسيقياً انطبع بالرومانسية رمز هذا العيد، فأتحف الحضور الذي زحف بالمئات إلى صالة السفراء في المكان المذكور بمقطوعات موسيقية من تأليفه وأخرى عالمية تماهى معها الجمهور تصفيقاً وغناء. لعبت أنامله على مفاتيح بيانو أسود ضخم توسّط الخشبة، وعلى خلفية شاشة عملاقة رافقته بعروض تصاميم غرافيكية حملت بغالبيتها قلوباً حمراء تيّمناً بالمناسبة.
وبين مقطوعات لأغاني شارل أزنافور (لا بويم) وأخرى لفرانك سيناترا (ماي واي) وغيرها لليونيل ريتشي (كم أحبك)، إضافة إلى معزوفات مشهورة من تأليفه، عبقت صالة السفراء في كازينو لبنان بأجواء الحبّ والرومنسية ليفتتح معها بلازيو موسما غنيا من الحفلات التي تقام في لبنان في هذه المناسبة. كما حضرت فيروز في برنامجه الموسيقي إذ اختار أغنية «حنا السكران» من ريبيرتوارها ليختتم بها حفله في بلاد الأرز الذي لا يستطيع مقاومة رغبة العودة إليه بين وقت وآخر كما ذكر في الحفل.
ومنذ اللحظات الأولى لبداية الحفل الذي زخر بالتفاعل المباشر ما بين دي بلازيو والحضور، حرص الموسيقي الأرجنتيني الذي كان يرافقه عازفون من المكسيك ولبنان، على تقديم حفل يتّسم بالحركة الدائمة على الخشبة بحيث وقف مرات يلقي التحية على أصدقاء له بين الحضور، وعلى الاحتفال بعيد ميلاد أحدهم عازفا له موسيقى «سنة حلوة يا جميل». كما لوّنه مرات أخرى بتلك العلاقة الدافئة والإنسانية التي تربط بينه وبين الجمهور. فقدّم أمسية تختلف عن سابقاتها إذ رقص وغنّى وعزف وتوجّه برسائل ونصائح للرجال والنساء من خلال خبرته في الحياة، تصبّ في خانة الحفاظ على حبّهما مهما واجهها من مصاعب.
وقبيل تقديمه معزوفته الرقيقة «سولو» تحدّث إلى الحضور قائلاً: «جميعنا نحن الرجال نخطئ ونشعر بالذنب إثرها. ويوم ألّفت هذه المعزوفة كان يجتاحني إحساس فظيع بالوحدة، فانتبهوا إلى شريكاتكم ولا تتوقفوا عن تزويدهن بالحبّ».
ومن المكسيك والأرجنتين والبيرو بلدان أميركا الجنوبية التي تأثر بموسيقاها منذ نعومة أظافره، عزف راوول دي بلازيو مقطوعات «باروكو» و«بينيلوبي» و«كورازون دي نينو» و«لاست تانغو» و«دكتور زيفاغو» وغيرها فأمتع الحضور بعزفه المحترف وقد لوّنه بنغمات شرقية على موسيقى الطبلة بقيادة العازف اللبناني الشهير مصطفى تمساح. وفي أقسام أخرى من هذا الحفل الذي استغرق نحو ثلاث ساعات متتالية شاركته فرقته الموسيقية بعزف منفرد على الساكسوفون وآلات الإيقاع فيما دعا غبريال فرنانديز للجلوس إلى جانبه وتقديم وصلة موسيقية على آلة الأكورديون في معزوفة إسبانية.
لم يستطع الحضور التقاط أنفاسه طيلة مدة الحفل لشدة انجذابه لحرفية راوول دي بلازيو في تقديمه هذا العرض. فكان يتمتع بحركة دائمة على المسرح ليقف ويجلس ويتمشّى ويخبر الطرائف ويعلّق بكلمات مختصرة على مشاهداته بين الجمهور. كما كان يطالب المشرف على الإضاءة، تسليط الضوء عليه مباشرة حين يتكلّم. وليبدي انزعاجه في الوقت نفسه، من ترك أبواب الدخول إلى القاعة مفتوحة بعد أن يتسرّب النور إليه من خلالها فتصيبه تلقائيا. كما أظهر بشكل لافت مدى معرفته بلبنان واللبنانيين، فطلب منهم مازحا التقيد بالنظام الذي لا يحبّونه تارة، وعلّق على تمتعهم بثقافات واسعة، مما يدفعهم أحيانا بأن يشهقوا مرددين كلمة «أوه» (oh!) تعبيرا عن إعجابهم بشيء لم يسبق أن سمعوا به، تارة أخرى.
ومع وردة حمراء وضعها على آلة البيانو ومنشفة كان يمسح بها عرقه المتصبب من وجهه، لم يتعب راوول دي بلازيو ابن الـ70 سنة، من الإغداق على الحضور بمعزوفاته المتنوعة والمختارة من الباراغواي والهند وجامايكا. كما اهتم بأناقته وبشكله الخارجي عندما اعتذر من الحضور ليأخذ 5 دقائق استراحة يبدّل خلالها ثيابه ويستبدل سترته السوداء بأخرى بيضاء. ولم يتوان عن استضافة ثنائيين متزوجين على المسرح لتكريمهما في عيد الحب، وليهديهما بعد إجراء حوارات شيقة معهما المعزوفات التي يرغبان في سماعها على طريقة «ما يطلبه المستمعون». وعلى أنغام أغنية «حنا السكران» لفيروز اختتم راوول دي بلازيو الحفل واعدا اللبنانيين بالعودة القريبة إلى بلادهم التي يعشقها.
يذكر أن الموسيقي الأرجنتيني أحيى حفلين على المسرح نفسه في 9 و10 الجاري ضمن برنامج خاص ينظمه كازينو لبنان في مناسبة عيد الحب. ويستضيف هذا البرنامج في 15 فبراير (شباط) الجاري، كل من المغني البلجيكي كلود بارزوتي والفرنسي فرنسوا فاليري ليصدحا سويّاً بأغنيات على البال حفظتها أجيال من اللبنانيين ورددتها في الثمانينات والتسعينات وصولا إلى اليوم.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.