الرئاسة المصرية: أنشطة الاتحاد الأفريقي ستشهد نقلة نوعية

TT

الرئاسة المصرية: أنشطة الاتحاد الأفريقي ستشهد نقلة نوعية

أكدت الرئاسة المصرية أن أنشطة الاتحاد الأفريقي سوف تشهد انطلاقة قوية وفعالة ونقلة نوعية، تحت رئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وستعكس خبرات مصر، والاهتمام الكبير الذي توليه مصر تجاه قضايا القارة الأفريقية. في غضون ذلك، قال المستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن «مصر نجحت في الفوز باستضافة وكالة الفضاء الأفريقية. وقرر أمس المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي استضافة مصر وكالة الفضاء الأفريقية».
وأضاف حافظ أن هذا القرار جاء تتويجاً للجهود التي بذلتها وزارة الخارجية والأجهزة الفنية المختصة، ولا سيما وزارة التعليم العالي والبحث العلمي للترويج للعرض المصري، وإعداد ملف متكامل استعرض الإمكانات الفنية المصرية، ومدى استعداد مصر لإتاحتها لخدمة الأهداف التنموية الأفريقية، وهو ما انعكس في تصدر مصر قائمة الدول المتنافسة لاستضافة الوكالة مع كل من نيجيريا وإثيوبيا. مؤكداً أن «وزير الخارجية سامح شكري حرص في كلمته أثناء النقاش على التأكيد أن سعادة مصر باستضافة الوكالة تنطلق من ثقة تامة في قدرة الوكالة على خدمة القارة بأسرها، على صعيد تكنولوجيا الاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء، لدفع جهود التنمية الوطنية والإقليمية الأفريقية، وفقاً لأجندة أفريقيا 2063».واختتمت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا أمس، اجتماعات المجلس التنفيذي لوزراء خارجية الاتحاد الأفريقي، تمهيداً للقمة الأفريقية الـ32 التي تعقد غداً (الأحد) وبعد غد (الاثنين)، والتي يتسلم خلالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رئاسة الاتحاد.
وأكد السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، أن «الدورة الـ32 لقمة رؤساء الدول والحكومات للاتحاد الأفريقي، سوف تشهد تغييرات ملحوظة في العمل الأفريقي المشترك لصالح القارة، بعد أن كان العمل الأفريقي المشترك طوال العقود الماضية من قمم أفريقية، وقمم الاتحاد، ومن قبلها قمة منظمة الوحدة الأفريقية، يركز بنسبة كبيرة للغاية على قضايا الأمن وحل النزاعات الحدودية، والحروب والنزاعات بين الدول، وكذلك الحروب الداخلية». مشيراً إلى أن كل هذه المشكلات أدت إلى عدم وجود مساحة لنقاش القضايا التنموية التي تهم القارة الأفريقية، مثل موضوعات «التعليم والصحة، والابتكار، وخلق فرص عمل جديدة».
وقال راضي إن لمصر دوراً محورياً كعادتها وامتداداً لدورها التاريخي في القارة الأفريقية، بالإضافة إلى خبراتها الكبيرة، خصوصاً خلال السنوات الماضية في التنمية والإصلاح الاقتصادي، وخلق فرص عمل للشباب والقضايا الخدمية التي تمس الشعوب من الدرجة الأولى، كالنقل والطرق والصحة والتعليم والإسكان والزراعة والري، مؤكداً أن لمصر خبرات جيدة في تلك القطاعات خلال السنوات الأربع الماضية؛ خصوصاً أن مصر كانت في وضع يحتاج لتلك الإصلاحات. مضيفاً أن «الرئيس السيسي وجّه بأن يتم خلال رئاسته للاتحاد الأفريقي دفع جهود التكامل والاندماج الاقتصادي بين الأشقاء الأفارقة، سعياً لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والسلم والأمن، ومد جسور التواصل الثقافي والحضاري بين الشعوب الأفريقية».
وتتطلع مصر لإثبات حضور قوي في أفريقيا خلال رئاستها للاتحاد. وقال النائب طارق رضوان، رئيس لجنة الشؤون الأفريقية بمجلس النواب المصري (البرلمان)، إن «مصر سوف تركز على التنمية الاقتصادية والاجتماعية للقارة، عبر العمل على توفير فرص العمل وتعظيم العائد من الشباب الأفريقي، وتطوير منظومة التصنيع الأفريقية، وتحقيق الاندماج الإقليمي بالإسراع في دخول اتفاقية التجارة الحرة القارية حيز النفاذ خلال فترة الرئاسة المصرية للاتحاد، والعمل على دعم تنفيذ مشروعات البنية التحتية في أفريقيا.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».