قبل ثلاثة أشهر سرّب أحد المتصلين إنتاجياً بفيلم جنيفر لورنس الجديد «دارك فينكس» خبراً بأن الفيلم سوف يشترك في مهرجان برلين المقام حالياً. هذا لم يكن وارداً عندما بدأ العمل على هذا الفيلم في منتصف سنة 2017، وبعد أن انتهى التصوير في مطلع العام الماضي غاب المشروع في طيّات مرحلة طويلة (ولا تخلو من المصاعب) من مراحل ما بعد التصوير، خصوصاً أنه من أفلام الفانتازيا التي تأتي مصحوبة بكثير من المؤثرات الخاصة.
وحسب مصدر في شركة «فوكس» الموزعة، فإنها فضّلت التأني على إنجاز هذا الفيلم وتهيئته للعرض على أن ترميه في سوق صيف السنة الماضية. والآن إذ بات الفيلم جاهزاً للعرض، فإن الشركة ليست بصدد عرضه خارج المسابقة، لا في «برلين» ولا في سواه.
حسب المتحدث، فإن «فيلماً كهذا قد يكون حدثاً ترفيهياً كبيراً، لكنه لا يحتاج لمهرجان لكي ينجح، بل يكتفي برصيد ممثلته وبهواة النوع الذي ينتمي الفيلم إليه».
في حوار مع «الشرق الأوسط» تتناول بطلة الفيلم جنيفر لورنس بعض جوانبه، وتعود معنا قليلاً لمسيرتها في صنف الأفلام الفانتازية وعما إذا كانت مكترثة للانتقال مجدداً إلى ناصية الأفلام التي - قد - تصلح للمهرجانات العالمية فعلاً.
> «دارك فينكس» ينتمي إلى سلسلة «رجال إكس». هل هو بداية سلسلة متفرعة كما كان حال «وولفرين» مع هيو جاكمان؟
- في المبدأ هذا صحيح. «دارك فينكس» هو فرع من شجرة «رجال إكس» والشخصية التي أؤديها هي شخصية «ميستيك» التي مثلتُها في تلك السلسلة. لكن لا أدري في هذا الوقت إذا ما كان هذا الفيلم الأول سيكون بداية سلسلة مختلفة. من المبكر التأكيد على الرغم من أنني أتوق إلى ذلك.
> شخصية «ميستيك» في «رجال إكس» (أو «رجال ونساء إكس» كما كان من الأفضل ربما أن يكون العنوان) في تلك السلسلة هي شخصية بطولية تتمتع بقدرات خارقة لكنها تعمل ضمن المجموعة. هل هي منفردة هنا بنفسها؟
- نعم، لكنها ليست منفردة فقط، بل منشقّة.
> عن «رجال إكس»؟
- نعم، ملخص الفيلم هي أنها تحوّلت من امرأة تساعد المجموعة في إحقاق العدالة وفي المهام المستحيلة التي تسند إليها، إلى طائر خارج فصيلته. هي وصلت إلى قناعة من أن الدور السابق لا يمكن أن يأتي بنتيجة في عالم فوضوي وتقرر أن تنتقل من الخير إلى الشر.
> لا وجود لباقي الشخصيات في هذا الفيلم إذن؟
- لا هم موجودون... مايكل فاسبيندر وصوفي تيرنر وجسيكا شاستين وجيمس ماكفوي... كلهم هنا.
> هل تؤثرين الابتعاد عن الأفلام الدرامية أو الكوميدية هذه الأيام لصالح أفلام مثل سلسلة «رجال إكس» و«ألعاب الجوع»، أو مثل «رد سبارو» في العام الماضي؟
- لا تستطيع أن تقول ذلك. ربما الأفلام التي أقوم فيها بلعب أدوار القتال والقائمة على الفانتازيا هي الأكثر رواجاً وبالتالي تسترعي الاهتمام الإعلامي أكثر من سواها. لكني لم أنقطع عن تمثيل أفلام درامية، خصوصاً أن هذه الأفلام تتيح لي التنفس طبيعياً وهي لا تتطلب العمل الشاق نفسه الذي تتطلبه تلك الأفلام.
> هل يمكن لأفلام الفانتازيا المليئة بالمؤثرات أن تفيد الممثل - وأنا أقصد أي ممثل - على صعيد صقل موهبته كفنان؟
- هذا سؤال جيد. من الظاهر أن هذه الأدوار لا تتيح مجالاً واسعاً للممثل لكي يقدّم أداءً يستحقّ الجوائز عليه أو تصقل له موهبته التي هي في غالب الأحوال العنصر الرئيسي الذي أوصله إلى الشهرة. لكن لا يمكن الحديث بالتعميم هنا. الأفلام التي هي من صنف أفلامي التي ذكرتها أو من صنف «سوبرمان» و«ذا أفنجرز» مصنوعة للترفيه، والممثل فيها عليه ألا يتوقف لكي يقدّم ما يصطدم أو يتعارض مع ذلك الهدف. هل تصقل هذه الأدوار موهبتي؟ أشعر بأنها تفعل ذلك، لكني لست واثقة (تضحك). الموهبة تحتاج لأفلام مختلفة عن أفلام القتال والمعارك.
> هل حدث لك أن حاولت تقديم مشاهد تتطلب منك توفير موهبتك الخاصة كممثلة في أفلام «رجال إكس» و«ألعاب الجوع»؟
- نعم. في البداية، ووجدتُ أن ما أقوم به ليس هو المطلوب. أقصد أنه من غير المناسب أن يقوم الممثل بتعميق درجة أدائه لمجرد أنه يريد أن يعود إلى السبب الذي من أجله بات ممثلاً. سيبدو ذلك غريباً وغير ملائم ويتعارض مع ما يتطلبه الفيلم. شعرت بالخجل عندما حاولتُ ذلك. كذلك ليس هناك الوقت الكافي لتقديم أي شيء آخر غير المطلوب مني ومن الآخرين تنفيذه.
> هل تتطلب هذه الأفلام التحضير المسبق كممثلة؟
- لا. ليس بالنسبة لي على أي حال. لكن أعلم أن البعض يقوم بالتدريبات قبل التصوير. التدريبات التي أقوم بها هي في الأفلام الأخرى التي لا علاقة لها بشخصيتي في هاتين السلسلتين. أرى أنه من واجبي إتقان ما أمثله، لأنها أفلام مختلفة بالطبع عن السائد وتتطلب كل جهد ممكن من الممثل المشترك فيها. أيضاً التدرّب على مشاهد في تلك الأفلام الدرامية يعيدني من جديد إلى الشعور بأنني ممثلة تمتثل لشروط العمل وتحترمها. وخصوصاً من بعد سنوات العمل على الأفلام الأخرى، لا يمكن لي أن أقفز من نوع يتطلب جهداً بدنياً إلى نوع يتطلب إتقاناً درامياً من دون فرصة بينهما تتيح لي التأقلم من جديد.
> في زمن قصير نسبياً انتقلت من ممثلة تلقف النقاد عملها في فيلم «وينتر بوون» Winter’s Boone)) إلى النجاح التجاري في سلسلة «رجال إكس». هل تفضلين الأفلام الفنية على التجارية أو العكس؟
- الأفلام الفنية للإبداع والأفلام التجارية للمال (تضحك)... أفضلهما معاً.
> إحدى المسائل المثيرة فيما يتعلق بالعمل في مسلسل ما هو أن الممثل يعود إلى شخصيته ذاتها مرّة بعد مرّة. هل هناك وسيلة لتقديم ما هو جديد ضمن المسلسل الواحد؟
- هناك قيود تمنع الممثل من الاغتراب في تلك الأدوار عما قام به سابقاً. الشخصية هنا مرتبطة بمنهج وسلوك واحد لا يتغير، لأنه سيخلق هوّة بين مسلسل وآخر. ألا تعتقد؟ لكن التكرار ليس مخيفاً في هذه الحالات، بل المواصلة في تقديم المستوى الجيد ذاته.
أقصد أن ما يشغل بال الممثل هو الدفاع عن النمط الواحد وليس تغييره. لكن مع «دارك فينكس» هناك مجال لما تذكره. شخصية «ميستيك» في «رجال إكس» ليست شخصيتها تحديداً في هذا الفيلم، لأن الفرصة هنا متاحة لتقديم الجانب الآخر من تلك الشخصية.
جنيفر لورنس لـ«الشرق الأوسط»: الموهبة تحتاج لأفلام مختلفة عن القتال والمعارك
جنيفر لورنس لـ«الشرق الأوسط»: الموهبة تحتاج لأفلام مختلفة عن القتال والمعارك
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة