المغرب: «العدل والإحسان» المعارضة تنتقد تشميع السلطات بيوت قياداتها

TT

المغرب: «العدل والإحسان» المعارضة تنتقد تشميع السلطات بيوت قياداتها

قررت جماعة العدل والإحسان الإسلامية المغربية (شبه محظورة)، كشف ملابسات تشميع بيوت ثلاثة من أعضائها، وذلك في لقاء صحافي تعقده اليوم الجمعة.
وكانت الجماعة قد أوضحت أن السلطات أقدمت الثلاثاء الماضي على إغلاق وتشميع بيوت ثلاثة من أعضائها بكل من مدن الدار البيضاء والقنيطرة وأكادير، وقالت في بيان إن البيوت جرى «اقتحامها بشكل متزامن من قبل أجهزة أمنية بمختلف تلاوينها بأسلوب عنيف، وفي خرق للمساطر القانونية».
ووصفت الجماعة قرار التشميع بـ«الانتهاك الشنيع»، ووعدت بـ«كشف زيف التبريرات الواهية، والمغالطات المتهافتة التي رافقت هذا الانتهاك الخطير لحقوق المواطنين».
وسبق للسلطات أن قامت بتشميع بيوت قياديين في الجماعة، بينهم بيت أمينها العام محمد عبادي بوجدة، المشمع منذ 2006.
وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي جرى تشميع بيت لطفي حساني، عضو مجلس شورى الجماعة بمدينة وجدة، وقالت الجماعة وقتها إن القيادي «كان يستقبل فيه مجالس النصيحة التي يتم فيها تحفيظ القرآن وتدارسه».
وتتخذ السلطات قرار تشميع بيوت أعضاء بارزين في هذا التنظيم المعارض، بسبب تحويلها من بيوت للسكن، إلى ما يشبه دور للعبادة أو مقرات لعقد اجتماعاتها، من دون الحصول على تراخيص قانونية، ويتهم مالكوها جراء ذلك بـ«عقد تجمعات غير مرخص لها»، و«الانتساب إلى جمعية محظورة». بينما تقول الجماعة إن الغرض من التشميع هو التضييق على أنشطتها.
وكان آخر صدام بين الجماعة والسلطة، عندما كشف هذا التنظيم المعارض في فبراير (شباط) 2017 عن إعفاء نحو 105 من الأطر المنتمية إليه من مهاهم الوظيفية في عدد من القطاعات الوزارية التي يعملون فيها، بدعوى قطع الطريق على الجماعة نحو «التغلغل داخل مفاصل الدولة في أفق تحقيق مشروعها السياسي». وراج آنذاك أن «العدل والإحسان» لديها مشروع شبيه بمشروع جماعة فتح الله غولن في تركيا. إلا أن الجماعة سخرت من التشبيه، وقالت إن الأمر يدخل ضمن «الحرب الممنهجة» لتشويه صورتها.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.