وزير النفط الإيراني ينتقد العراق واليونان وإيطاليا

وزير النفط الإيراني  ينتقد العراق واليونان وإيطاليا
TT

وزير النفط الإيراني ينتقد العراق واليونان وإيطاليا

وزير النفط الإيراني  ينتقد العراق واليونان وإيطاليا

قال وزير النفط الإيراني بيغن زنغنه، أمس، إن العقوبات الأميركية التي أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرضها على إيران «أقسى من الحرب مع العراق»، كما وجه انتقادات لاذعة إلى اليونان وإيطاليا لعدم شرائهما نفط بلاده رغم الاستثناءات الأميركية، وقال إن البلدين لم يقدما لطهران أي تفسير لقرارهما.
وقال زنغنه في مؤتمر صحافي بمناسبة الذكرى الأربعين للثورة الإيرانية، إن العقوبات الأميركية على إيران أشد صعوبة من الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات، لكن طهران لن تسمح للولايات المتحدة بوقف صادراتها النفطية. مضيفا أنها «ستلجأ لجميع الطرق الممكنة لبيع النفط».
وعزا زنغنه عدم شفافية بلاده حول صادرات النفط بهدف عدم تسريب الإحصائيات المعتقلة بالنفط الإيراني إلى الخزانة الأميركية، مشيرا إلى وجود فريق خاص بمراقبة أنشطة إيران النفطية في الخزانة الأميركية. وانتقد زنغنه العراق بشدة لعدم تسديده مقابل الغاز والكهرباء الإيراني، مضيفا أن العراق يشتري من إيران شهريا 200 مليون دولار من النفط والغاز. وقال إن العراق مديونة لإيران بملياري دولار، لافتا إلى أن بغداد «تمتنع عن تسديد ديونها لإيران بعد بدء العقوبات الأميركية الأخيرة».
وصرح زنغنه بأن العراق أوقف عملية استبدال شحنات نفط حقول كركوك مع إيران بعد العقوبات. كما انتقد زنغنه ضمنا ما وصفه بعدم رغبة العراق في التعاون مع إيران لتطوير حقول النفط المشتركة وخاصة في شط العرب.
وكانت الولايات المتحدة منحت البلدين إعفاء إلى جانب ست دول أخرى - تركيا والصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان - يسمح بمواصلة شراء النفط الإيراني بشكل مؤقت مع إعادة واشنطن فرض العقوبات على قطاعي البنوك والطاقة الإيرانيين.
وأفادت «رويترز» عن وزير النفط الإيراني بأنه «لا يوجد أي بلد أوروبي - ما عدا تركيا - يشتري النفط من إيران باستثناء تركيا».
وأضاف زنغنه: «اليونان وإيطاليا حصلتا على استثناءات من أميركا، لكنهما لا تشتريان النفط الإيراني ولا تردان على استفساراتنا».



قلق أميركي من سعي إيران لإعادة حضورها العسكري في سوريا

عناصر من الميليشيات الإيرانية في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
عناصر من الميليشيات الإيرانية في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
TT

قلق أميركي من سعي إيران لإعادة حضورها العسكري في سوريا

عناصر من الميليشيات الإيرانية في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
عناصر من الميليشيات الإيرانية في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)

تخشى الولايات المتحدة من محاولات إيران لاستعادة حضورها العسكري في سوريا، بما في ذلك خط إمداد «حزب الله»، رغم سحبها الكبير لقواتها من الأراضي السورية بعد انهيار نظام الأسد، الشهر الماضي، في ضربة لاستراتيجيتها الإقليمية، وفقاً لمسؤولين غربيين وإقليميين.

وقال مسؤول أميركي رفيع لصحيفة «وول ستريت جورنال» إن الانسحاب الإيراني من سوريا يمثل نهاية لجهود طهران الإقليمية لنشر النفوذ وشن حروب بالوكالة ضد أميركا وإسرائيل، حيث فر أعضاء في «فيلق القدس»، وتم تفكيك الميليشيات.

وأنفقت إيران مليارات الدولارات لدعم الأسد خلال الحرب، وأرسلت قوات من «الحرس الثوري» إلى سوريا؛ لمساعدة حليفها على البقاء في السلطة.

بدأت إيران بسحب قواتها بعد انهيار الجيش السوري في أواخر العام الماضي، في ظل ضربات إسرائيلية متواصلة، وكانت غاضبة من الأسد الذي ظل غائباً خلال صراعها مع إسرائيل.

وامتدت شبكة إيران في سوريا من الشرق لنقل الأسلحة والمقاتلين إلى حدود لبنان لتسليح «حزب الله».

وقال مسؤولون غربيون وعرب إن معظم المقاتلين المدعومين من إيران في شرق سوريا، بينهم ضباط من «الحرس الثوري»، فروا إلى القائم بالعراق، بينما هرب بعض الإيرانيين المقيمين في دمشق إلى طهران، ومقاتلو «حزب الله» عبروا إلى لبنان.

وقالت باربرا ليف، المسؤولة عن شؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأميركية، عن مغادرة القوات الإيرانية من سوريا: «إلى حد كبير، نعم... إنه أمر استثنائي».

الرئيس السوري بشار الأسد في لقاء مع وزير الخارجية الإيراني خلال زيارته لسوريا في 2 ديسمبر 2024 (د.ب.أ)

وقالت ليف إن سوريا أصبحت الآن أرضاً معادية لإيران، وأضافت: «هذا لا يعني أنهم لن يحاولوا العودة، لكن الأوضاع هناك معادية للغاية».

وهاجم المرشد الإيراني، علي خامنئي، الأسبوع الماضي، الانتقادات لحضور إيران الإقليمي، قائلاً: «بعض الأشخاص بسبب افتقارهم للفهم وقلة الوعي والتحليل الصحيح للقضايا يقولون إن الدماء التي أريقت في سبيل الدفاع عن الأضرحة قد ذهبت هدراً». وأضاف: «هذا التصور خطأ كبير؛ لأنه لولا قتال الجنرال سليماني ومدافعي الأضرحة لما بقي أثر من المراقد المقدسة، سواء السيدة زينب أو حتى كربلاء والنجف».

وقال دبلوماسيون غربيون إن العسكريين الإيرانيين وحلفاءهم أُجبروا على ترك كمية كبيرة من المعدات والذخائر العسكرية في أثناء هروبهم، وجرى تدميرها لاحقاً بواسطة إسرائيل، أو تم الاستيلاء عليها من قبل «هيئة تحرير الشام» وجماعات أخرى.

وقال مسؤول سابق في «البنتاغون» إن انهيار نظام الأسد قلل من تأثير إيران في المنطقة، وقدرتها على دعم الجماعات المسلحة لتحقيق أهدافها الإقليمية.

في الأيام الأخيرة، أفادت تقارير بأن إيران حاولت زيادة شحنات النقود إلى «حزب الله» في لبنان، وتم تأخير وتفتيش رحلة دبلوماسية إيرانية لدى وصولها إلى بيروت.

صورة نشرها موقع البرلمان الإيراني من سلامي خلال جلسة مغلقة حول سوريا ديسمبر الماضي

ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن إيران ستسعى لإعادة الجسر البري، ولكن من غير المحتمل أن تسمح الحكومة السورية الجديدة لـ«الحرس الثوري» الإيراني بتجديد وجوده العسكري بسبب دعمه للأسد.

وفي نهاية ديسمبر (كانون الأول)، توقع خامنئي ظهور «قوة شريفة في سوريا»، قائلاً إن «الشباب الشجعان والغيارى في سوريا سيقومون بطرد إسرائيل».

ویخشی المسؤولون الأمیركيون من أن إيران قد تحاول إعادة نفوذها في سوريا على المدى الطويل، عبر تفعيل الشبكات القديمة، واستغلال عدم الاستقرار في البلد.

قال أندرو تابيلر، المدير السابق لسوريا في مجلس الأمن القومي: «هذا فشل كارثي لإيران. حجم الكارثة سيعتمد على ما إذا كانت سوريا ستظل موحدة»، وأضاف: «قد تجد إيران طريقاٌ للعودة بفضل الانقسامات الطائفية التي لا تزال غير محلولة في ظل النظام الجديد».