عرض حفائر البعثة الفرنسية ـ الإيطالية في المتحف المصري

قطع أثرية تعود إلى العصر البطلمي والروماني والبيزنطي

أدوات منزلية من الفخار
أدوات منزلية من الفخار
TT

عرض حفائر البعثة الفرنسية ـ الإيطالية في المتحف المصري

أدوات منزلية من الفخار
أدوات منزلية من الفخار

افتتحت وزارة الآثار المصرية، أول من أمس، معرضاً مؤقتاً بالمتحف المصري في التحرير عن حفائر البعثة الفرنسية - الإيطالية في منطقة «أم البريجات» بمحافظة الفيوم (جنوبي القاهرة)، بالتعاون مع المعهد الفرنسي للآثار الشرقية وجامعة ميلانو الإيطالية، ضمن فعاليات العام الثقافي المصري الفرنسي 2019.
وقالت إلهام صلاح، رئيسة قطاع المتاحف، بوزارة الآثار المصرية، في بيان للوزارة أمس، إن المعرض سيستمر لمدة شهرين، ويضم نحو 200 قطعة من نتاج أعمال البعثة الفرنسية - الإيطالية بمنطقة «أم البريجات» بالفيوم، تم اكتشافها خلال العقود الثلاثة الماضية، وتعرض القطع صورة مفصلة للحياة في القرية منذ القرن الثالث قبل الميلاد، إلى القرن التاسع الميلادي.
بدورها، أوضحت صباح عبد الرازق، مديرة المتحف المصري بالتحرير، أنه «من بين القطع المعروضة 3 نوافذ من الخشب تعود إلى القرن الأول والثاني الميلادي، ينفرد بها المتحف، وأدوات منزلية مصنوعة من الخشب، والسلال، والمعادن عُثر عليها في منازل القرية، وأواني من الفخار للطبخ، وأدوات المائدة، وأواني لتخزين الطعام من العصر البطلمي والروماني والبيزنطي في الفيوم».
وأضافت عبد الرازق: «يحتفي المعرض أيضاً بالمسارج، ولوحات تكرس بعض المعبودات مثل (سوكنبتينيس) و(ثيرموثيس)، وتماثيل من (التركوتا)، وعدد من العملات المعدنية، والحلي التي شملت القلائد والأساور والأقراط والخواتم، ترجع إلى الفترة الزمنية ما بين القرن الثالث قبل الميلاد، حتى العصر البيزنطي، وأغلبها من البرونز أو من مواد أكثر تواضعاً، مثل الأصداف أو الطين، ما يعد مؤشراً واضحاً على الظروف الاقتصادية التي مرت على الأسر التي كانت تعيش في تبتينيس». ولفتت إلى أن المعرض «يعرض أيضاً مجموعة متميزة من أدوات التجميل والزينة، منها قنينات صغيرة للعطور والزيوت المعطرة، والأمشاط الخشبية، ودبابيس من الخشب والعظام والمعادن، التي استخدمت للتحكم في طرق تصفيف الشعر، بالإضافة إلى الملابس والأحذية، وأدوات الموسيقى والوثائق التي من خلالها تم التأكيد على شهرة تبتينيس، باعتبارها واحدة من أغنى المواقع في مصر بالبردي. فقد تم العثور على نحو 10000 نص، تم كتابة ما يقرب من نصفها على ورق البردي باللغتين المصرية واليونانية».
يشار إلى أن قرية «تبتينيس» المعروفة باسم «أم البريجات» تم اكتشافها عام 1899 حيث قامت عدة بعثات علمية إنجليزية وألمانية بإجراء حفائر متتالية بالموقع، وكان آخرها بعثة إيطالية استمرت حتى عام 1936. كما تم نهبها وتدميرها من خلال الباحثين عن الآثار وحفاري السباخ. وفى عام 1988 قررت البعثة الفرنسية - الإيطالية، برئاسة البروفسور كلاوديو جالاتزى، والباحثة جيزيل حاجي - ميناجلو، مواصلة الحفائر في تبتينيس؛ حيث تم اكتشاف أحياء جديدة ومبانٍ رائعة، مثل المقصورة المكرسة للمعبودة ثيرموثيس، ومخزن كبير للحبوب يعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد، وحمامات عامة تعود إلى القرن الثالث والقرن الثاني قبل الميلاد، وكثير من المباني داخل القرية مثل المخابز، والمحلات التجارية، وورش العمل.
إلى ذلك، قال الباحث الأثري أحمد عامر لـ«الشرق الأوسط» إن «أم البريجات» تعد من أهم مناطق محافظة الفيوم الأثرية، إذ تقع على بعد 30 كيلومتراً جنوبي غرب الفيوم بالقرب من قرية «قصر الباسل» التابعة لمركز إطسا بمحافظة الفيوم. وأضاف: «تم ذكر اسم قرية (تبتينيس) المعروفة حالياً باسم (أم البريجات) 1052 مرة في 707 وثيقة بردية في العصر الروماني، وذكرت الإحصائيات العلمية أنه تم اكتشاف ما يقرب من 1400 وثيقة بردية في القرية الأثرية، وحفظ كثير منها في جامعة ميلان، كما تم العثور علي معبد كبير للإله (سوبك) يعود إلى بداية العصر البطلمي».
وأوضح عامر أنه «تم العثور على عدد كبير من البرديات الديموطيقية واليونانية التي تكشف عن الحالة الاقتصادية لهذه المنطقة، خاصة في القرن الأول الميلادي». مشيراً إلى أن «المدينة الأثرية المكتشفة أمدّتنا بالبرديات اليونانية عن هذه الحقبة من تاريخ الفيوم ومصر، فالمدينة قديماً كانت تتكون من كثير من المنازل والمعبد الرئيسي الذي بني من الحجارة في عهد الملك (بطليموس)، بجانب مركز الاحتفالات بأعياد الآلهة».


مقالات ذات صلة

اكتشاف بقايا معبد الوادي لحتشبسوت في الأقصر

يوميات الشرق اكتشافات أثرية جديدة في الأقصر (البعثة الآثارية)

اكتشاف بقايا معبد الوادي لحتشبسوت في الأقصر

أعلن عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس، الأربعاء، عن اكتشاف بقايا معبد الوادي للملكة حتشبسوت بالأقصر (جنوب مصر)، مع عدد من الاكتشافات الأثرية الأخرى.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية (الشرق الأوسط)

شراكة سعودية - صينية لتعزيز الحفاظ على التراث بالعلا

وقّعت الهيئة الملكية لمحافظة العلا وأكاديمية «دونهوانغ» الصينية شراكة استراتيجية تهدف إلى تعزيز التعاون الثقافي والسياحي والتراثي بين المملكة والصين.

«الشرق الأوسط» (العلا)
يوميات الشرق الغرابة (SWNS)

تمثال غريب الشكل في الكويت يُحيِّر علماء الآثار

اكتُشف رأسٌ غريب الشكل لكائن غير معروف، من الفخار، يعود إلى آلاف السنوات خلال عملية تنقيب في الكويت، مما أثار حيرة علماء الآثار بشأنه.

«الشرق الأوسط» (وارسو)
يوميات الشرق المقبرة تضم رموزاً لطبيب القصر الملكي في الدولة القديمة (وزارة السياحة والآثار)

مصر: اكتشاف مصطبة طبيب ملكي يبرز تاريخ الدولة القديمة

أعلنت مصر، الاثنين، اكتشافاً أثرياً جديداً في منطقة سقارة (غرب القاهرة)، يتمثّل في مصطبة لطبيب ملكي بالدولة المصرية القديمة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق مدخل مقبرة بسقارة

مصر: اكتشاف مصاطب ومقابر أثرية تبوح بأسرار جديدة عن سقارة

ما زالت منطقة سقارة الأثرية تبوح بأسرارها، حيث اكتشفت البعثة الأثرية المصرية اليابانية مصاطب ومقابر ودفنات تكشف مزيداً عن تاريخ هذه المنطقة الأثرية المهمة. …

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.