مضيق «طيب اسم»... واحة سياحية على جبال تبوك السعودية

موقع «مضرب عصا النبي موسى» يضم عدداً من الآثار والنقوش

تستهوي الواحة عشاق السياحة الطبيعية (تصوير: خالد الخميس) - جبال شاهقة تعد موقعاً لممارسة تسلق الجبال - تعد المنطقة واحة خصبة للزراعة
تستهوي الواحة عشاق السياحة الطبيعية (تصوير: خالد الخميس) - جبال شاهقة تعد موقعاً لممارسة تسلق الجبال - تعد المنطقة واحة خصبة للزراعة
TT

مضيق «طيب اسم»... واحة سياحية على جبال تبوك السعودية

تستهوي الواحة عشاق السياحة الطبيعية (تصوير: خالد الخميس) - جبال شاهقة تعد موقعاً لممارسة تسلق الجبال - تعد المنطقة واحة خصبة للزراعة
تستهوي الواحة عشاق السياحة الطبيعية (تصوير: خالد الخميس) - جبال شاهقة تعد موقعاً لممارسة تسلق الجبال - تعد المنطقة واحة خصبة للزراعة

حركة سياحية نشطة في تبوك السعودية (شمال غربي البلاد)، حيث تشهد إحدى المناطق الجغرافية الصغيرة تدفق الباحثين تاريخاً ومعرفة وسياحة. «طيب اسم» تعد موقعاً يجمع تضاريس قل نظيرها، فالجبال تحيطها من جانبين، وتجري وسطها عيون الماء، وتنتعش أشجار النخيل، ويحدها شاطئ، ليخيل للجائل فيها.
هذه المنطقة تكثر حولها روايات التاريخ، حيث يتحدث وائل العسيوي، وهو أحد الباحثين في الآثار والتاريخ، أن المكان يعد موقع مضرب عصا النبي موسى، متحدثاً لـ«الشرق الأوسط»: «وفقاً لعدد من الباحثين، فإن ذلك المسار بين الجبلين انحسر من الماء، بعد أن ضرب النبي بعصاه، حتى يتجاوز تلك المنطقة متوجهاً إلى مدين، حيث مكث أربعين عاماً بها، وفي العين الزرقاء في وادي الديسة، كما عاش في مغائر شعيب أيضاً». و«طيب اسم» كما يصفها الباحث الجغرافي علي البلوي، شق وسط جبال شاهقة تتوسطها مياه لعيون جارية طوال العام محاطة بأشجار متنوعة، لا سيما النخيل.
وأضاف البلوي لـ«الشرق الأوسط»، خلال جولة في «طيب اسم»، أن المنطقة ترتفع نحو 314 متراً عن سطح البحر، وتقع شرق ساحل خليج العقبة وشمال غربي السعودية. وتطرق إلى أن «طيب اسم» يعد اسماً حديثاً نسبياً، والاسم القديم للمنطقة هو مضرب عصا موسى، كما أن المنطقة تضم عدداً من الآثار القديمة والنقوش التي تدل على حياة الأمم السابقة.
أما عبد الله الخالدي الباحث في الديانات السماوية الذي يقطن منطقة تبوك منذ أكثر من 20 عاماً، فذكر أن منطقة «طيب اسم» مهمة لمجموعة دينية وثقافية متعلقة بالمورمونية إحدى الديانات المسيحية، التي أسسها جوزيف سميث خلال أواسط القرن التاسع عشر، وأشارت إلى ذلك بعض الكتب المحسوبة على «حركة المرومون».
وللأهمية التاريخية والسياحية، فإن منطقة «طيب اسم» مقبلة على طفرة سياحية واستثمارية، حسب المختص بالاقتصاد علي المحيا الذي أشار إلى أن الحكومة ركّزت على منطقة تبوك عموماً، والجزء الذي يضم منطقة «طيب اسم» على وجه التحديد، للاستفادة من كنوزها التاريخية التي تزيد على 3 آلاف سنة، سواء من الجانب السياحي أو الاقتصادي، وسنرى مشروعات سياحية مقبلة بهذا الاتجاه.
وأضاف أن بعثات من دول عدة حول العالم، لا سيما الغرب ودول الصين وشرق آسيا، تأتي بشكل دوري سنوياً لزيارة المنطقة والتقاط الصور التاريخية.
«طيب اسم» التي تبعد نحو 10 كيلومترات عن خليج العقبة تضم عيوناً جارية على مدار السنة، منها عين النبي موسى وفقاً لعدد من المراجع التاريخية، ما أتاح نمو أشجار النخيل وكذلك الحمضيات كالبرتقال والليمون.


مقالات ذات صلة

شراكة سعودية بريطانية بمجال التراث الثقافي ودعم العلا مَعْلماً سياحياً عالمياً

يوميات الشرق ولي العهد مستقبلاً ستارمر في الرياض مساء الاثنين (واس)

شراكة سعودية بريطانية بمجال التراث الثقافي ودعم العلا مَعْلماً سياحياً عالمياً

هيئة التراث التاريخية في إنجلترا تضع اللمسات الأخيرة على شراكة جديدة مع هيئة التراث السعودي

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
يوميات الشرق تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه خلال الحفل (واس)

تركي آل الشيخ: مبادرة الزواج الجماعي ستكون حافزاً لمراحل مقبلة في مناطق السعودية

أكد المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه، أن «مبادرة الزواج الجماعي» التي تم الإعلان عنها تمثل حافزاً لمراحل إضافية خلال الفترة المقبلة.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
خاص ‎⁨فيلم «زيرو» للمخرج جان لوك إيربول يُعرض في الدورة الجديدة (إدارة المهرجان)⁩

خاص عسيري لـ«الشرق الأوسط»: «البحر الأحمر» هو السفير الأول للسينما المحلية والإقليمية

يترقب عشاق الفن السابع انطلاق الدورة الربعة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، الخميس، التي تستضيفها مدينة جدة.

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق جانب من الفعاليات التي شهدتها «أيام مصر» في حديقة السويدي بالعاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

حديقة السويدي تختتم فعاليات «أيام مصر» ضمن «انسجام عالمي»

اختتمت «حديقة السويدي» فعالياتها ضمن مبادرة «تعزيز التواصل مع المقيمين» التي أطلقتها وزارة الإعلام السعودية تحت شعار «انسجام عالمي» بفعاليات «أيام مصر»

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الفعاليات تنوّعت ما بين مختلف الثقافات المصرية (الشرق الأوسط)

الثقافات المصرية تحصد تفاعلاً في «حديقة السويدي» بالرياض

شهدت فعاليات «أيام مصر» في «حديقة السويدي» بالعاصمة السعودية الرياض، حضوراً واسعاً وتفاعلاً من المقيمين المصريين في السعودية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.