مجلس الأمن يطالب بتنفيذ سريع لإعادة انتشار القوات في الحديدة

طالب جماعة الحوثي بضمان أمن أفراد بعثة الأمم المتحدة وسلامتهم وتيسير حركتهم

TT

مجلس الأمن يطالب بتنفيذ سريع لإعادة انتشار القوات في الحديدة

طالب مجلس الأمن أطراف النزاع في اليمن بـ«العمل على وجه السرعة» من أجل تنفيذ الخطة المتفق عليها لإعادة الانتشار المتبادل للقوات من مدينة الحديدة وموانئ الحديدة وصليف ورأس عيسى وفقا لالتزاماتها في اتفاق استوكهولم، مطالباً جماعة الحوثي تحديداً بـ«ضمان أمن وسلامة أفراد بعثة الأمم المتحدة، وتسهيل حركتها». ولوحوا بـ«اتخاذ إجراءات أخرى» دعماً للتسوية السياسية ولتنفيذ قراراته، بما في ذلك القرار 2216 والقرار 2451 والقرار 2452، وأكد أعضاء مجلس الأمن في بيانهم «تأييدهم للاتفاقات التي توصلت إليها الحكومة اليمنية والحوثيون في ديسمبر (كانون الأول) 2018 في شأن مدينة الحديدة ومحافظاتها وموانئ الحديدة وصليف ورأس عيسى»، فضلاً عن الآلية التنفيذية لاتفاق تبادل السجناء وبيان التفاهم حول تعز، كما جرى تحديده في اتفاق استوكهولم. وشددوا على «الأهمية الحاسمة لوفاء الأطراف بالالتزامات التي قطعوها في السويد، من أجل مصلحة الشعب اليمني». وركزوا أيضاً على «الأهمية الحيوية لإحراز تقدم في اتجاه التوصل إلى اتفاق سياسي لإنهاء النزاع وتخفيف المعاناة الإنسانية للشعب اليمني»، مرحبين بأن «وقف النار في الحديدة لا يزال صامداً». وأثنوا على «التزام الطرفين السياسي المستمر بدعم اتفاق استوكهولم». بيد أنهم عبروا عن «قلقهم حيال الادعاءات المتعلقة بانتهاك وقف النار»، منددين «بشدة بالأعمال التي تعرض للخطر التقدم الذي أحرزته الأطراف في اتفاق استوكهولم». وشددوا على أن التصعيد العسكري والأعمال العدائية يمكن أن تلحق الضرر بالثقة بين الأطراف وتهدد بتقويض احتمالات السلام»، مذكرين بطلبهم من الأمين العام للأمم المتحدة أن يقدم تقريراً عن عدم امتثال أي طرف بالقرارين 2451 و2452.
ودعا أعضاء مجلس الأمن الأطراف إلى «اغتنام هذه الفرصة للتحرك صوب السلام المستدام من خلال ممارسة ضبط النفس وتهدئة التوترات واحترام التزامها باتفاق استوكهولم والمضي في التنفيذ السريع»، مرحبين بـ«الإشارة المشجعة» المتمثلة بإطلاق سجناء من كلا الطرفين. وأضافوا أنه «كخطوة تالية فورية»، دعوا الأطراف إلى «العمل على وجه السرعة مع رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار التابعة للأمم المتحدة وبعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة من أجل «تنفيذ الخطة المتفق عليها لإعادة الانتشار المتبادل للقوات من مدينة الحديدة وموانئ الحديدة وصليف ورأس عيسى وفقا لالتزاماتها ومن دون مزيد من التأخير».
وحضوا الأطراف «في مناطق سيطرتهم، ولا سيما الحوثيين الذين يسيطرون على موانئ الحديدة وصليف ورأس عيسى على ضمان أمن وسلامة أفراد بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة، وتسهيل حركتها السريعة ومن دون عوائق، داخل اليمن، أكان لجهة الأفراد أو المعدات والتجهيزات والإمدادات الأساسية وفقا للقرار 2452 ولا سيما تلك المطلوبة لإنشاء بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة وتشغيلها ودعم عملياتها الكاملة». كما دعوا الأطراف إلى «مضاعفة جهودهم لوضع اللمسات الأخيرة على ترتيبات اتفاق تبادل الأسرى وإنشاء لجنة التنسيق المشتركة في تعز».
وشدد أعضاء مجلس الأمن على «ضرورة إحراز تقدم نحو تسوية سياسية شاملة للنزاع، وفقاً لما تنص عليه قرارات وبيانات مجلس الأمن ذات الصلة، وكذلك مبادرة مجلس التعاون الخليجي ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني»، مؤكدين على «أهمية المشاركة الكاملة للمرأة ومشاركة الشباب في العملية السياسية». وركزوا على «أهمية قيام كل أطراف النزاع بضمان حماية المدنيين»، مكررين نداءهم إلى كل الأطراف «من أجل الوفاء بالتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك احترام مبادئ التناسب والتمييز». وعبروا عن «قلقهم البالغ إزاء استمرار تدهور الحالة الإنسانية»، داعين الأطراف إلى «تيسير التدفق السريع والآمن وغير المعوق للإمدادات والأفراد التجاريين والإنسانيين إلى البلاد». وجددوا «دعمهم الكامل للجهود الدؤوبة» التي يبذلها المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن مارتن غريفيث ورئيس رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار الميجر جنرال الهولندي باتريك كاميرت، مناشدين كل الأطراف «بالانخراط بحسن نية» معا. وطلبوا من المبعوث الخاص أن «يواصل إبقاءهم على علم بالتطورات حتى يتمكنوا من النظر في اتخاذ إجراءات أخرى عند الاقتضاء دعماً للتسوية السياسية»، مكررين مطالبتهم «بالتنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن وبياناته، بما في ذلك القرار 2216 والقرار 2451 والقرار 2452». وعبروا عن «عزمهم على النظر في اتخاذ مزيد من الإجراءات، بحسب المقتضى، لدعم تنفيذ كل القرارات ذات الصلة». وأكدوا «التزامهم القوي بوحدة وسيادة واستقلال ووحدة أراضي اليمن».


مقالات ذات صلة

بن مبارك: الالتزامات الدولية تجاه اليمن تشمل المجالات الأمنية والدفاعية

خاص رئيس الوزراء اليمني أحمد عوض بن مبارك خلال لقاء سابق مع السفيرة البريطانية لدى اليمن (سبأ)

بن مبارك: الالتزامات الدولية تجاه اليمن تشمل المجالات الأمنية والدفاعية

قال رئيس الوزراء اليمني إن الالتزامات الدولية تجاه اليمن لن تقتصر على الجوانب السياسية والاقتصادية، بل ستشمل أيضاً المجالات الأمنية والدفاعية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
الخليج نزع فريق «مسام» في محافظة عدن 154 ذخيرة غير منفجرة (واس)

مشروع «مسام» ينتزع 732 لغماً في اليمن خلال أسبوع

تمكّن مشروع «مسام» لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام، خلال الأسبوع الثالث من شهر يناير (كانون الثاني) الحالي، من انتزاع 732 لغماً.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي لقاء سابق بين رئيس الوزراء اليمني والسفيرة البريطانية لدى اليمن (سبأ)

«اجتماع نيويورك»... نحو شراكة استراتيجية بين اليمن والمجتمع الدولي

تأمل الحكومة اليمنية تأسيس شراكة حقيقية مع المجتمع الدولي، وحشد الدعم السياسي والاقتصادي لخططها الإصلاحية، وجوانب الدعم الدولية المطلوبة لإسناد الحكومة.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي عضو في فريق يمني لمكافحة الألغام خلال حملة توعوية بمحافظة الحديدة (أ.ف.ب)

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

كشفت بعثة الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق ستوكهولم الخاص بالحديدة ومنظمتان حقوقيتان في مأرب عن سقوط أكثر من 150 ضحية للألغام خلال العامين الماضيين.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».