الجيش اليمني يحرر سلسلة جبال ويسيطر على طريق رئيسية بين صعدة وحجة

الميليشيات تقصف مخيم شليلة للنازحين ومنازل مأهولة في الحديدة

TT

الجيش اليمني يحرر سلسلة جبال ويسيطر على طريق رئيسية بين صعدة وحجة

حقق الجيش الوطني اليمني، المسنود من تحالف دعم الشرعية، انتصارات ميدانية جديدة على مختلف جبهات القتال باليمن؛ حيث تتلقى ميليشيات الحوثي الانقلابية خسائر بشرية ومادية كبيرة وبشكل يومي، علاوة على دحرها من مناطق وقرى وجبال استراتيجية كانت خاضعة لسيطرتها.
وعززت قوات الجيش الوطني اليمني مكاسبها الميدانية في مناطق مختلفة بمحافظة صعدة؛ المعقل الرئيسي لميليشيات الحوثي الانقلابية، حيث حررت القوات الحكومية سلسلة جبال القهر القريبة من مركز مديرية كتاف بصعدة والطريق الإسفلتية الرئيسية المؤدية لها بعد عملية نوعية قام بها «اللواء 82 مشاة جبلي».
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» عن مصادر عسكرية قولها إن «قوات الجيش الوطني مسنودة بمروحيات التحالف نجحت في عمليتها النوعية والسريعة، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات والقبض على أسرى من الانقلابيين». وأكدت المصادر مواصلة تقدم قوات الجيش الوطني على جبهة المرزق الواقعة بين مديرية الضاهر بمحافظة صعدة ومديرية حرض بمحافظة حجة الحدودية مع السعودية، وسط تكبيد الانقلابيين خسائر بشرية كبيرة.
وقال قائد «اللواء الثالث عاصفة»، العميد محمد العجابي، إن «قوات الجيش تواصل تقدمها في جبهة المرزق، وسط تهاوٍ كبير في صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية». وتابع أنه خلال «الأيام القليلة الماضية حقق الجيش انتصارات كبيرة؛ حيث وصل إلى الخط الدولي المؤدي إلى مديرية حرض»، وأن «المعارك كبدت ميليشيات الحوثي قتلى وجرحى في صفوفها، بينهم قيادات ميدانية، بالإضافة إلى تدمير عدد من الآليات التابعة لها»، وأن «مقاتلات التحالف ساندت قوات الجيش في المعارك، وقصفت تحصينات الميليشيات وتعزيزاتها».
وفي الحديدة (غرب اليمن)، ذكر سكان محليون لـ«الشرق الأوسط» أن ميليشيات الحوثي تواصل انتهاكاتها بحق المدنيين، حيث أطلقت قذائف «هاون» على منازل سكان في حي غليل بمدينة الحديدة، ما أدى إلى مقتل مدنيين اثنين وإصابة آخرين بجروح خلال الساعات القليلة الماضية.
وأوضحت المصادر أن الميليشيات منعت السكان من التجمع في مكان سقوط القذائف وقامت بتطهير المنطقة من بقايا القذائف التي أطلقتها «في محاولة منها لمحو جريمتها وإلصاق التهمة بقوات الجيش الوطني». وذكرت المصادر أن «قصف الانقلابيين الأحياء السكنية في المدينة يتزامن مع استمرار القصف على منازل المواطنين في مديريتي التحيتا وحيس، جنوبا، ما أسفر عن إلحاق أضرار مادية بأوساط المواطنين جراء تدمير عدد من المنازل؛ بما فيها منزل المواطن عبد الله حسن يحيى ومنزل المواطن عبد الله يحيى قحسي في التحيتا، بالإضافة لخلق حالة من الهلع والخوف في صفوف النساء والأطفال».
وفي محافظة حجة، قصفت ميليشيات الانقلاب مخيم شليلة للنازحين بمديرية حرض، ما أدى إلى إصابة طفلين وامرأتين بجروح بليغة، حسبما ذكرت المصادر، التي أضافت أن «انتهاكات الميليشيات ارتفعت وتيرتها ضد المدنيين العزل ومخيمات النازحين». ونقلت وكالة «سبأ» عن محافظ حجة اللواء عبد الكريم السنيني دعوته المجتمع الدولي إلى «القيام بدوره وممارسة الضغط على الميليشيات لعدم استهداف المدنيين، وتجريم وإدانة الأعمال الإجرامية التي ترتكبها الميليشيات في حق المدنيين بمحافظة حجة». وكانت ميليشيات الحوثي الانقلابية قد استهدفت المخيم بقصف مماثل في 26 يناير (كانون الثاني) الماضي أسفر عن قتل 8 نازحين وإصابة أكثر من 20 آخرين بجروح مختلفة بينهم نساء وأطفال.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.