أزمة فلسطينية ـ إسرائيلية في أفق مهرجان «فينيسيا».. وإدارته تحاول الموازنة

مخرج فلسطيني في لجنة التحكيم الرسمية.. وممثلة إسرائيلية في لجنة تحكيم تظاهرة أخرى

فيلم «فيلا توما».. شعل أزمة في فينيسيا
فيلم «فيلا توما».. شعل أزمة في فينيسيا
TT

أزمة فلسطينية ـ إسرائيلية في أفق مهرجان «فينيسيا».. وإدارته تحاول الموازنة

فيلم «فيلا توما».. شعل أزمة في فينيسيا
فيلم «فيلا توما».. شعل أزمة في فينيسيا

بوادر أزمة فلسطينية - إسرائيلية من نوع جديد ترتسم من الآن في أفق الدورة 71 من مهرجان فينيسيا المقبل، ينطلق في 27 أغسطس(آب)، ومفادها أن «صندوق دعم الأفلام الإسرائيلي» يطالب المخرجة والمنتجة الفلسطينية سهى عراف بالمبلغ الذي تقاضته من الصندوق، وقدره 400 ألف دولار، بعدما جرى تقديم الفيلم باسم فلسطين في تظاهرة «أسبوع النقاد» التي يجري موازيا مع أعمال المهرجان الأخرى.
الصندوق، يرى أن الفيلم، وعنوانه «فيلا توما» هو عمل إسرائيلي لم تضع فيه الجهة الفلسطينية أي جهد مالي، لكن من السابق لأوانه والمهرجان ما زال على بعد أسبوعين من الآن معرفة وجهة نظر المخرجة سهى عراف في هذه المسألة. الثابت، أن الصندوق، خصوصا في أعقاب حرب غزة، لا يشعر بأن الوقت مناسب للتساهل أو للتواصل مع صانعي الفيلم في هذه المسألة عوض نشر غسيلها على حبال الإعلام.
من ناحيته، يمشي مهرجان فينيسيا في دورته الجديد، على خيط رفيع يحاول التوازن فيه خاصة مع انحسار الأعمال العربية، وربما الإسرائيلية أيضا، المناسبة للعرض على شاشات المهرجانات الدولية إضافة إلى الحرب القائمة في فلسطين. ويتبدى التوازن المأمول في اختيار المخرج الفلسطيني إيليا سليمان كعضو في لجنة التحكيم الرسمية التي يحكمها - ولأول مرة في تاريخ مهرجان فينسيا على الأقل - موسيقار هو ألكسندر دسبلات، وتضم أيضا المخرج الألماني فيليب غرونينغ والمخرجة النمساوية جسيكا هاوسنر والممثلة الصينية جوان تشن والكاتب الهندي جومبا لاهيري، من بين آخرين. في المقابل، تم تعيين الممثلة الإسرائيلية موران أتياس في لجنة تحكيم مسابقة «أفق» التي ترأسها المخرجة الصينية آن هوي، لكن مع ملاحظة وجود المخرج التشادي محمد صالح - هارون وناقدة من تركيا هي أليس تاشيان.
بالنسبة للأفلام المشاركة ذاتها، فإن فيلم «فيلا توما» هو أحد ثلاثة تحمل سمات عربية. هناك «ذيب» لناجي أبو نوار وهو إنتاج جامع بين الأردن والإمارات وقطر موجود في تظاهرة «أفق»، وهناك فيلم قصير مقدم باسم فلسطين عنوانه «في الوقت الضائع» إخراج رامي ياسين ومكرم خوري. علما أنه بإلقاء نظرة على لائحة الأفلام المشتركة في تظاهرة «أسبوع النقاد» يتبين أن المهرجان تحاشى وضع اسم الدولة (فلسطين أو إسرائيل) على فيلم «فيلا توما» دون باقي الأفلام المشتركة، وهو ما قد يعكس رغبته في تحاشي آثار المسألة بكاملها.
المشاركة الإسرائيلية تتمثل في ثلاثة أفلام تتوزع في العروض المختلفة لكنها خارج المسابقة الرسمية مثل الأفلام العربية. هذه الأفلام هي «تسيلي» لأموس غيتاي (وهو إنتاج مشترك مع روسيا وإيطاليا وفرنسا) و«حفلة الوداع» في قسم «أيام فينسيا» و«الخبز اليومي» وهو قصير من إخراج جمعي.



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.