أوروبا تعاني من الثلوج وأميركا تتعافى

ارتفاع الحرارة بعد موجة من البرد القارس في الولايات المتحدة

شجعت الثلوج المتساقطة في ستورهيد بجنوب شرق بريطانيا السكان على الخروج للاستمتاع برمي كرات الثلج (رويترز)
شجعت الثلوج المتساقطة في ستورهيد بجنوب شرق بريطانيا السكان على الخروج للاستمتاع برمي كرات الثلج (رويترز)
TT

أوروبا تعاني من الثلوج وأميركا تتعافى

شجعت الثلوج المتساقطة في ستورهيد بجنوب شرق بريطانيا السكان على الخروج للاستمتاع برمي كرات الثلج (رويترز)
شجعت الثلوج المتساقطة في ستورهيد بجنوب شرق بريطانيا السكان على الخروج للاستمتاع برمي كرات الثلج (رويترز)

ككل عام في بريطانيا تسببت موجة صقيع وتساقط ثلوج إلى اضطرابات في المواصلات وحركة الطرق مع تراجع الحرارة في بعض المناطق الشمالية وتحديدا في اسكوتلندا إلى 15 درجة تحت الصفر.
واسكوتلندا وجنوب غربي إنجلترا من بين المناطق الأكثر سوءا، حيث أصدر المكتب الوطني للأرصاد الجوية تحذيرا برتقاليا نادرا بشأن الطقس - وهو ثاني أعلى مستوى من التحذيرات - للندن والمناطق المجاورة.
وتسببت الثلوج الكثيفة في تقطع السبل بعشرات من سائقي السيارات بمنطقة «بودمين مور» بمقاطعة كورنوال جنوب غربي إنجلترا.
وتسببت الثلوج في بريطانيا في تعطل السيارات على بعض الطرق السريعة في بعض المناطق أمس، كما هطلت الأمطار الممزوجة بالثلج في مناطق أخرى، ما تسبب في تكوين ما يسمى «الثلج الأسود» مما عرقل من حركة السيارات في كثير من الطرق السريعة. وذكرت «الغارديان» أن هناك تقارير بأن شلل حركة المرور في بعض المناطق قد أدى لبقاء السائقين عالقين في سياراتهم طوال الليل في مناطق مثل مقاطعة كنت وهامبشاير؛ حيث حذر البوليس السائقين من الثلج المتجمد على الطرق.
وأصدر مكتب الأحوال الجوية تحذيرا بدرجة اللون الأصفر من الثلج في مناطق متعددة من المملكة المتحدة؛ منها شمال اسكوتلندا ومعظم شمال آيرلندا والساحل الشرقي لإنجلترا والساحل الغربي لمقاطعة ويلز.
وفي شمال الولايات المتحدة، عادت درجات الحرارة إلى مستواها الموسمي، إثر موجة برد قل مثيلها تسببت بوفاة نحو 20 شخصاً في غضون أسبوع، قبل أن تتوقف عند ساحل المحيط الأطلسي، في الوقت الذي تعرضت فيه إيطاليا لموجة من الثلوج الكثيفة، وشهدت أستراليا فيضانات عقب درجات الحرارة المرتفعة القياسية التي شاهدتها البلاد.
فقد حطمت مناطق الغرب الأوسط والبحيرات الكبرى في الأيام الأخيرة أرقاماً قياسية على صعيد تدني درجات الحرارة، من خلال (-53) في ولاية مينيسوتا، و(-51) في ولاية ويسكونسن، و(-50) في ولاية أيوا، و(-48) في ولاية إيلينوي.
وتسبب الهواء القطبي بتجمد جزء من شلالات نياغارا الشهيرة، على الحدود بين الولايات المتحدة وكندا. وتفيد مصلحة الأرصاد الجوية أن الجليد غطى نحو نصف مياه البحيرات الكبرى، مما عرقل حركة السفن بين كندا والولايات المتحدة.
وتوفي نحو 20 شخصاً بسبب موجة البرد، كما ذكرت وسائل الإعلام، نقلاً عن تقرير رسمي مؤقت.
وتسببت الكتلة الهوائية التي انحدرت من القطب الشمالي في انقطاع المياه والتيار الكهربائي، وأحدثت ارتباكاً في حركة النقل، وأدت إلى وقوع عدد من الحوادث.
وفي ماديسون، بولاية ويسكونسن، أشعل أحد السكان النار، الخميس، في سيارته المتوقفة بسبب الجليد لدى محاولته تسخين الأرض بفحم مشتعل، وفق رجال الإطفاء.
وعادت حركة الملاحة الجوية إلى حالتها الطبيعية بعد إلغاء آلاف الرحلات في جميع أنحاء الولاية هذا الأسبوع. وقال متحدث باسم شركة الخطوط الجوية الأميركية لوكالة الصحافة الفرنسية: «تمكن غالبية ركابنا من تغيير تذاكرهم». وقد شهدت شيكاغو، ثالث مدينة في الولايات المتحدة، الأربعاء، تدني الحرارة إلى 29 درجة مئوية تحت الصفر، فاقتربت من الرقم القياسي المسجل في يناير (كانون الثاني) 1985 (-32). وشهدت هذه المدينة الملقبة بـ«مدينة الرياح»، الجمعة، درجات حرارة قريبة من الدرجات العادية الموسمية (9 درجات تحت الصفر)، فيما كانت موجة من الدفء متوقعة.
وقال جيف ماسترز، خبير الأرصاد الجوية: «في بعض مناطق الغرب الأوسط، سيصل ارتفاع درجات الحرارة إلى أقصى حد نشهده في فترة قصيرة».
وأصدرت وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية نشرة حذرت فيها من خطر الفيضانات جراء الذوبان السريع للثلوج. وفي منطقة شلالات نياغارا، حذرت السلطات من ارتفاع منسوب المياه بسبب كتل الجليد التي تبطئ تدفق الأنهار.
وفي ولاية إيلينوي، سكبت محطة للطاقة النووية المياه الساخنة في أحد الأنهار لتسريع ذوبان الجليد ومنع الفيضانات.
وبلغ سوء الأحوال الجوية شرق البلاد، يوم الجمعة، ذروته، وغطت قشرة رقيقة من الثلوج منطقة واشنطن، وتسببت بالإغلاق التام لعدد كبير من المدارس. وفي نيو إينغلاند وبنسلفانيا، اللتين ما زالتا تسجلان في بعض الأماكن 15 تحت الصفر، أفادت التوقعات بتحسن ملحوظ السبت.
وتضررت منطقة بافالو، في شمال غربي ولاية نيويورك، كثيراً منذ الأربعاء. فقد توفي 3 أشخاص من البرد، أحدهم مشرد عثر عليه في محطة للحافلات، ومات الآخران بينما كانا يزيلان الثلوج.
وكانت منطقة أخرى، هي بيتسبورغ، في حالة شلل الجمعة. فقد أغلقت مدارس كثيرة أبوابها، وتعذر سلوك طرق بسبب تشكل الجليد، وسقطت الثلوج خلال النهار بسماكة عدة سنتيمترات.
لكن من المتوقع الآن في كل مكان حصول ذوبان سريع للثلوج، يترافق مع درجات حرارة متوقعة تفوق الـ10 درجات مئوية في عدد كبير من مناطق الشمال الشرقي مطلع الأسبوع المقبل.
إلا أن فصل الشتاء لم ينته بعد في سهول الشمال العالية. وقد أعلنت محطة «سيوكس فولز» للأرصاد الجوية في ولاية داكوتا الجنوبية، الجمعة، عن موجة جديدة من البرد منتصف الأسبوع المقبل.
وفي إيطاليا، أدى تساقط الثلوج بكثرة في شمال إيطاليا إلى أعطال كثيرة على الطرق، وأثر على حالة المرور والتواصل مع بقية أوروبا.
وقالت قوات الحماية المدنية جنوب التيرول، السبت، إن طريق «برينر إيه 22»، وهو جزء من الطريق الأوروبي، تم إيقاف الحركة عليه مؤقتاً.
وذكرت وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا) أن انهياراً جليدياً وصل إلى جزء من الطريق السريع، على مقربة من الحدود الإيطالية النمساوية، إلا أن أحداً لم يصب بجروح.
وذكرت وسائل إعلام إيطالية أن المسافرين قبعوا لساعات داخل سياراتهم، كما بقيت سيارات النقل غير المزودة بسلاسل الثلوج متوقفة على الطريق.
ونصحت هيئة الحماية المدنية السياح في وادي بوسترتال والأودية القريبة بتأجيل سفرهم من المنطقة.
وأوضحت وكالة الأنباء الألمانية أن حركة القطارات تأثرت أيضاً بصورة شديدة، وألغيت رحلات عدد من القطارات.
وقالت هيئة الحماية المدنية أيضاً إن عدداً من حافلات النقل المستخدمة بديلاً عن القطارات لم تتمكن هي الأخرى من الحركة لأن الموقف «حرج» على كثير من الطرق.
من جهة أخرى، تسببت الأمطار الغزيرة في مناطق من وسط وجنوب إيطاليا في مشاكل من نوع آخر غير التي تسببت فيها الثلوج.
وحذرت السلطات من فيضانات للأنهار في منطقة إميليا - رومانيا، بينما ارتفع منسوب المياه في البندقية إلى أكثر من 110 سنتيمترات. كذلك هطلت الأمطار بلا توقف، اليوم السبت، في روما.


مقالات ذات صلة

تحذير من «فيضانات» بعد أمطار غزيرة ضربت غرب ليبيا

شمال افريقيا متطوعو الهلال الأحمر الليبي يحاولون إبعاد سيارة عالقة بالمياه في مدينة الزاوية (الهلال الأحمر)

تحذير من «فيضانات» بعد أمطار غزيرة ضربت غرب ليبيا

أغرقت مياه الأمطار شوارع عديدة في غرب ليبيا، كما طوقت محيط مستشفى ترهونة التعليمي، وعزلت عديد المنازل، وسط جريان أودية وتحذير من «فيضانات محدودة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
تكنولوجيا أعلنت «غوغل» الأميركية ابتكار أداة ذكاء اصطناعي «جين كاست» قادرة على توفير توقعات متعلقة بالطقس على مدى 15 يوماً بدقة غير مسبوقة (متداولة)

«غوغل» تبتكر وسيلة ذكاء اصطناعي توفر توقعات جوية بدقة غير مسبوقة

أعلنت شركة غوغل الأميركية، اليوم الأربعاء، ابتكار أداة ذكاء اصطناعي قادرة على توفير توقعات متعلقة بالطقس على مدى 15 يوماً بدقة غير مسبوقة.

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو)
بيئة رجل يركب دراجة هوائية في شارع غمرته المياه جنوب إسبانيا (أ.ف.ب)

إسبانيا تقرّ «إجازة مدفوعة لأسباب مناخية» في الظروف السيئة

أقرت الحكومة الإسبانية اليوم (الخميس) «إجازة مدفوعة لأسباب مناخية» لأربعة أيام لتجنب تنقل الموظفين في حال وجود تحذير بسبب سوء الأحوال الجوية.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
يوميات الشرق الأجواء الباردة شجعت السكان على التوجه إلى البراري ومناطق التخييم (واس)

موجة باردة مفاجئة تعيد حياة سكان الرياض إلى الأجواء الشتوية

شهدت العاصمة السعودية الرياض، ومعظم المناطق الوسطى من البلاد، تغييراً مفاجئاً في طقسها.

بدر الخريف (الرياض)
الولايات المتحدة​ طواقم تعمل على إزالة شجرة أسقطتها عاصفة قوية ضربت منطقة شمال غربي المحيط الهادئ بالولايات المتحدة (رويترز)

مقتل شخصين جراء عاصفة مميتة ضربت غرب أميركا

ضربت عاصفة قوية ولاية واشنطن الأميركية، اليوم (الأربعاء)، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مئات الآلاف وتعطل حركة السير على الطرق ومقتل شخصين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.