المطران مارنيقوديموس لـ («الشرق الأوسط»): مسيحيو العراق يواجهون إبادة جماعية

رئيس الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في الموصل وكردستان قال إن عناصر «داعش» هددونا «إذا عدتم ليس أمامكم سوى السيف»

المطران مارنيقوديموس
المطران مارنيقوديموس
TT

المطران مارنيقوديموس لـ («الشرق الأوسط»): مسيحيو العراق يواجهون إبادة جماعية

المطران مارنيقوديموس
المطران مارنيقوديموس

تحدث المطران مارنيقوديموس رئيس الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في الموصل وكردستان، عن استهداف المسيحيين من قبل تنظيم «داعش» وعن حجم الكارثة الكبير الذي قد تحيق باتباع الديانة المسيحية وغيرهم إذا استمرت عملية تفريغ المدن من الأقليات الأخرى مثل الإيزيديين. وأكد أن المسيحيين، وهو شخصيا، لم يجدوا إلا النزوح خارج الموصل خوفا من القتل وتمسكا بدينهم، ولكنهم سلبوا من كل شيء يمتلكونه عند إجبارهم على ترك الموصل. وأكد المطران في حديث لـ«الشرق الأوسط» أهمية إقليم كردستان كمنطقة آمنة للمسيحيين وغيرهم وألقى باللوم على السياسيين العراقيين لأنهم نسوا الشعب، وركزوا على مصالحهم السياسية. وأكد المطران أهمية حماية المسيحيين لارتباطهم بأرض الأجداد وأنهم سكان البلد الأصليين وقدموا للعراق الكثير. ولا يتوقع المطران حل الأزمة قريبا لأنه لا توجد بوادر إيجابية لحل المعضلة التي يعانيها المسيحيون وغيرهم.
وفيما يلي نص الحوار:

> هل جرى إفراغ الموصل من كل المسيحيين نتيجة سيطرة تنظيم «داعش» عليها؟
- جرى تهجير كل المسيحيين بجميع طوائفهم وكنائسهم من الموصل، وهم قرابة ألف عائلة في 10 يونيو (حزيران)، وهي البقية الباقية من المسيحيين الذين تعرضوا للاضطهاد والتهجير القسري منذ عام 2003.
وأثناء القتال بين الجيش العراقي وقوات «داعش» جرت محاصرة المسيحيين داخل المطرانية واستمر ذلك أربعة أيام بينما كنا نحتمي بمبنى المطرانية من القصف المتبادل بين الطرفين.
وقد خرجت من الموصل قبل سقوطها في أيدي «داعش» بست ساعات. ورغم أن مقر «الإبرشية» بالموصل، اخترت الهجرة لكردستان كوني أيضا مسؤولا عن الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في الإقليم.
> بعد الهجرة القسرية للمسيحيين من الموصل ونزوحهم إلى كردستان، كيف كان استقبالهم داخل كردستان؟
- توجه بعض المسيحيين النازحين والمهجرين قسرا من الموصل إلى الأديرة مثل دير مار متى ودير مار يوحنا الديلمي في قراقوش، ولجأ البعض الآخر إلى الكنائس، ولجأ البعض منهم إلى أقاربهم في قرى سهل نينوى وغيرها، والبعض الآخر استأجر منزلا. يوجد تعاون بين الشعب والكنيسة وحكومة الإقليم. ولكن، ينام المسيحيون على الأرض بالكنائس وهو وضع لا يمكن استمراره فترة طويلة. ينطبق الوضع أيضا على العائلات التي تسكن مع أقاربهم، وكذلك من لديه مال لا يمكن الاستمرار في دفع الإيجار على المدى الطويل من دون وجود مصدر للدخل.
> وماذا عن حكومة إقليم كردستان؛ هل تقوم بكل ما في وسعها لمساعدة هؤلاء النازحين؟
- تقوم حكومة إقليم كردستان بما عليها لتقديم المساعدات للمسيحيين وغيرهم الذين لجأوا إلى الإقليم من محافظات عراقية مختلفة، ولكن الحمل ثقيل عليها. وهناك ما يقرب من مليون ومائتي ألف نازح إلى إقليم كردستان من الموصل والأنبار ومحافظات مختلفة من العراق.
> ما أهم المشكلات والصعوبات التي تواجه المسيحيين النازحين؟
- استمرار الوضع الحالي يهدد بكارثة كبيرة على السكان المسيحيين وغيرهم من الذين نزحوا إلى كردستان. لا يمكن استمرار الوضع الحالي مدة طويلة، فسوف تبدأ المدارس والجامعات بعد انتهاء الصيف فأين يذهب الطلبة والتلاميذ للدراسة؟! والبعض لم يكمل فصوله الدراسية، وكيف تستطيع العائلات الإنفاق من دون وجود عمل يدر عليها الدخل ورواتبهم متوقفة؟ وكيف يمكن الاستمرار في افتراش أرضية الكنائس للنوم وفصل الشتاء مقبل؟ كل تلك الأوضاع تجعل الوضع كارثيا إذا لم يعالج بصورة عاجلة.
> كيف تصف ما تعرض له المسيحيون في الموصل؟
- سميت ما تعرض له المسيحيون بإبادة جماعية وتطهير عرقي حقيقي يذكر بما حدث في مذبحة الأرمن والسريان في تركيا، وذبحنا قبل مائة سنة مضت. نتعرض مرة أخرى بعد مائة سنة لعملية تهجير قسري وقتل. لقد أجبر المسيحيون على ترك ديارهم وقد حملت السيوف أمامنا واضطررنا للخروج من الموصل وقالوا لنا «لا رجعة لكم إلى الموصل. وإذا رجعتم فليس أمامكم إلا السيف». هذا قتل وإبادة جماعية. لم يكن لنا خيار آخر. كانت الخيارات إما تنكرنا لديننا أو دفع الجزية أو القتل أو ترك كل شيء وترك أرضنا وجذورنا وراءنا. وفضلنا الخيار الأخير لأننا ولدنا أحرارا ولا نقبل أن نكون عبيدا.
لا نقبل أن نكون ذميين ولا نكون أهل الذمة ولا يمكننا دفع الجزية ونحن صاغرون. نحن أبناء البلد الأصليون، ونحن من استقبل المسلمين.
لو لم تكن هناك مناطق آمنة مثل كردستان لكنا قد تعرضنا لمذبحة أخرى. هذا قتل، فحتى وإن لم نقتل جسديا فهو قتل نفسي لأننا تركنا ديارنا وديار آبائنا وأجدادنا.
> هل تشجع المسيحيين على الهجرة أم البقاء في العراق وتحمل المصاعب التي قد تصل إلى القتل؟
- هذا سؤال محرج جدا لنا، لأنه سيف ذو حدين. نحن أمام نارين: إذا شجعنا على الهجرة فنحن نشجع على اقتلاع المسيحي من جذوره وجذور آبائه ومن أرضه الحقيقية وتاريخه الذي يمتد إلى ألفي سنة هي مدة التاريخ المسيحي وتاريخه في هذه الأرض الذي يمتد إلى سبعة آلاف سنة؛ فهذا قتل. وإذا شجعناهم على البقاء فيجب توفير الحماية لهم، وإلا فسيكونون عرضة للقتل. نحن بين نارين: نار الهجرة وهو ذوبان مع الوقت وترك أرض الآباء والأجداد وقطع للجذور وهو موت وقتل، والنار الثانية وهي البقاء في هذا البلد غير المستقر ويدار بيد مافيات تمتص خيرات هذا البلد دون النظر إلى مستقبله.
> هل بالفعل تناقص عدد المسيحيين من مليون ونصف المليون عام 2003 إلى قرابة 350 ألفا في الوقت الراهن وهو أحد التقديرات؟
- هذا صحيح إلى حد كبير. يواجه المسيحيون خطر نقصان عددهم بمرور الوقت ومع تعرضهم لمصاعب تصل لحد القتل والهجرة القسرية.
> ماذا حدث للمسيحيين في قرقوش؟
- لقد جرى تهجير المسيحيين قسرا وهربوا من قرقوش وكل قرى سهل نينوى، وقد أفرغت تلك القرى بالكامل من سكانها المسيحيين وتتراوح أعدادهم بمائة وخمسين ألفا. ونزحوا جميعا إلى إقليم كردستان وهذا عبء كبير على حكومة الإقليم، ولكنها تقوم مشكورة بجهود كبيرة لمساعدة النازحين، ولكن العبء ثقيل. ولكن، ينام البعض على الأرصفة. أناشد المجتمع الدولي تقديم المساعدات الإنسانية من خيام وغيرها لهؤلاء النازحين.
> ما رأيك في نداء بابا الفاتيكان من أجل حماية السكان المسيحيين بالعراق؟
- قداسة البابا مشكور ويقوم بما يقدر عليه والنداء الذي قدمه مهم، وكذلك نداءات من قيادات دينية أخرى مثل البطريرك ماراغناطيوس أفرام كريم الثاني الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية في العالم وبطريرك أنطاكية وسائر المشرق، الذي وجه نداء أيضا بهذا الخصوص، وكذلك بطاركة الشرق والكنائس لأجل مساعدة المسيحيين في العراق.
> هل فكرتم في عقد يوم عالمي للصلاة من أجل محنة المسيحيين بالعراق؟
- نحن نصلي كل يوم، ومتأكدون من أن الرب يستطيع إزالة هذه المحنة إذا أراد.
> هل جرى استهداف المسيحيين كمسيحيين أم أن تنظيم «داعش» يستهدف كل من يختلف معهم؟
- في البداية، جرى استهداف المسيحيين كمسيحيين وأنزلت الصلبان من الكنائس وخيرنا بين دفع الجزية أو الموت أو الهجرة قسرا.
قطعت الحصص التموينية والرواتب عن الموظفين المسيحيين وفصلوا عن أعمالهم، وهذا استهداف واضح للمسيحيين كمسيحيين من قبل تنظيم «داعش». وخطفوا راهبتين، وبعد مفاوضات أفرج عنهما. جرى إخراج المسيحيين وسلبهم كل شيء حتى أخذ حلق من أذن طفلة رضيعة عمرها ستة أشهر وإنزال امرأة عاجزة على كرسي متحرك للبحث عن النقود. وبعد ذلك، جرى استهداف أقليات أخرى مثل الإيزيديين وغيرهم، ولكن استهداف المسيحيين كان واضحا للعيان ولا يمكن إنكاره.
> هل ترحب بما قامت به الولايات المتحدة من تقديم المساعدات وبعض الضربات الجوية ضد مسلحي تنظيم «داعش» وتؤيد التدخل الخارجي لحل الأزمة الراهنة؟
- هذا سؤال للسياسيين، وأنا بصفتي رجل دين لا أعلق على هذا الموضوع.
> هل هناك بوادر لحل الأزمة والكارثة التي تحيق بالعراق والمسيحيين وأقليات أخرى؟
- لا توجد بوادر لحل الأزمة الحالية في العراق، لأن الخلافات بين السياسيين العراقيين كبيرة وهم ينسون آلامنا. للأسف الشديد، لا تهتم الحكومة العراقية بما يدور للمسيحيين وغيرهم، إنها تنسى الشعب وتهتم بأمور أخرى وهذا ما يصعب الموقف، وجعل من الصعوبة بمكان حل الأزمة في الأمد المنظور. إنها حكومة منتهية الولاية. ولا نعرف ما إذا كانت الحكومة الجديدة عندما تتشكل ستسير على خطى الحكومة المنتهية ولايتها أم لا. لا توجد أي علامات إيجابية لحل تلك المشكلة. نصلي لأجل حكومة كردستان ولأجل أن الرب يحمي المسيحيين وغيرهم في هذا الوقت الصعب. البقاء بكردستان والأمن فيها يعطياننا الأمل في البقاء. نصلي لأن يكون هناك حل قريب لئلا نتعرض لكارثة حقيقية. ولكن، في الحقيقة لا نرى بوادر أمل لأن الخلافات في بغداد كبيرة ولا يشعر هؤلاء الناس بمدى الكارثة التي تنتظرنا إذا طال أمد الوجود الإرهابي.



الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم