انتخاب دريان مفتيا جديدا خلفا لقباني يؤسس لمصالحة داخل الطائفة السنية في لبنان

سلام طالبه بتوطيد البعد الجامع لدار الفتوى.. والحريري ناشده حماية الاعتدال والوحدة الإسلامية

المفتي دريان مع سلفه الشيخ محمد رشيد قباني خلال حفل التسليم في بيروت أمس (رويترز)
المفتي دريان مع سلفه الشيخ محمد رشيد قباني خلال حفل التسليم في بيروت أمس (رويترز)
TT
20

انتخاب دريان مفتيا جديدا خلفا لقباني يؤسس لمصالحة داخل الطائفة السنية في لبنان

المفتي دريان مع سلفه الشيخ محمد رشيد قباني خلال حفل التسليم في بيروت أمس (رويترز)
المفتي دريان مع سلفه الشيخ محمد رشيد قباني خلال حفل التسليم في بيروت أمس (رويترز)

انتهت فصول أزمة دار الفتوى، المرجعية الرسمية العليا لدى الطائفة السنية في لبنان، أمس، مع انتخاب رئيس المحاكم الشرعية العليا الشيخ عبد اللطيف دريان، خلفا للمفتي الحالي الشيخ محمد رشيد قباني الذي تولى منصبه عام 1996 وتنتهي ولايته رسميا منتصف الشهر المقبل.
ويفتح انتخاب دريان (61 عاما)، بدعم من غالبية أعضاء مجلس الانتخاب الإسلامي، صفحة جديدة في دار الفتوى، على إيقاع التطورات المحلية والإقليمية المتسارعة، وذلك بعد عامين من خلافات عاصفة بين قباني والمناوئين له، نتيجة تباين وجهات النظر حول ملفات سياسية عدة، أبرزها أزمة سوريا، إضافة إلى اتهام المفتي قباني ونجله بقضايا فساد وتجاوزات مالية. ولم تثمر وساطات عدة في تطويق ذيول الانقسام الذي وصل إلى حد غير مسبوق، تحديدا بين قباني وتيار المستقبل، الأكثر تمثيلا لدى الطائفة السنية، ونتج عنه وجود «مجلسين شرعيين»، أحدهما مدد لنفسه نهاية عام 2012 من دون العودة إلى قباني، برضا رؤساء الحكومات السابقين والحالي، باستثناء رئيس الحكومة الأسبق سليم الحص، الأعضاء حكما في المجلس الشرعي، والثاني انتخب قبل عام بإيعاز من قباني الذي رد مجلس شورى الدولة مراجعته بشأن إبطال تمديد ولاية المجلس الشرعي المناوئ له.
وجاء انتخاب دريان، المقرب من تيار المستقبل، بعد يومين من عودة زعيم تيار المستقبل رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري إلى بيروت. ويأتي انتخابه نتيجة تفاهم سني، تحديدا بين المستقبل وقباني، وذلك بموجب «مبادرة مصرية وبمباركة عربية»، على حد تعبير قباني الذي قال مطلع الشهر الحالي إن الدعوة لانتخاب مفت جديد تأتي في «سياق الخطوات والإجراءات التي اتخذت ضمن الأجواء الختامية للحل، وبعد اطمئنانه إلى أن كل ما تم الاتفاق عليه سيكون مصانا لحفظ مكانة مقام الإفتاء الديني، ومكانة المسلمين ومرجعيتهم الدينية».
وفي سياق متصل، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية، عن مدير الأوقاف الإسلامية الشيخ هشام خليفة، قوله إن انتخاب دريان هو «ثمرة توافق بين قوى سنية فاعلة، لا سيما (تيار المستقبل) والمفتي الحالي الشيخ قباني، وذلك إثر مفاوضات قادتها مصر بمتابعة من المملكة العربية السعودية وسوريا».
وتشمل بنود التسوية التي أدت إلى انتخاب دريان، وفق خليفة «مصالحة قباني والمستقبل، ووقف السجالات بينهما»، إضافة إلى «بحث الملف المالي (في دار الفتوى) في قنواته القضائية»، وتأليف لجان «متخصصة» للبحث في تعديل قوانين دار الفتوى وصلاحيات المفتي.
وكان مجلس الانتخاب الإسلامي، الذي يضم أبرز الشخصيات السنية السياسية والروحية والشرعية، التأم أمس في مقر دار الفتوى ببيروت. وأعلن رئيس المجلس رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام فوز دريان، إثر نيله 74 صوتا من أصل 93 شخصا شاركوا في الاقتراع، بينهم رؤساء حكومات سابقون وزراء ونواب وعلماء وقضاة شرع، في حين نال منافس دريان، الشيخ أحمد الكردي، 9 أصوات، وصوت 8 آخرون بأوراق بيضاء، وألغيت ورقتان.
وأكد سلام في تصريح أن «طائفتنا طائفة الانفتاح والاعتدال للمحافظة على لبنان الديمقراطي، لبنان الحرية والسيادة، لبنان الاستقلال». وقال، خلال إطلاقه عملية الانتخاب «نمضي معا لانتخاب مفت للجمهورية بهدف توطيد دار الفتوى ببعدها المؤسسي الجامع بقيادة الطائفة دينيا، وسط ما يشهده الإسلام والمسلمون من حالات ووضعيات شاذة ومضرة، لا تمت إلى الإسلام والمسلمين بشكل».
وفي أول تصريح له، أمل المفتي الجديد أن يكون انتخابه «فاتحة خير على المسلمين»، مشيرا إلى أنه «أصاب دار الفتوى انقسام من حولها وانقسامات في قلب مؤسساتها وتراجع في خدماتها الوطنية وفي القيام بدورها الجامع ومهماتها الاجتماعية الكبرى». واعتبر أن ما جرى أمس «تعبير عن إرادة قوية من جانب كل المسلمين في لبنان في مواجهة المشكلات وتسديد المسار والتصميم على متابعة المهام والدور والإسهام المعهود من جانب هذه الدار العريقة في صون الشأنين الإسلامي والوطني».
وفي حين خاطب المسلمين بالقول «لكل مبادرة في المجال الديني والوطني مهمة ورسالة وبرنامج»، آملا أن يكون «على مستوى الأمانة التي عهدتم لي بها في رعاية الشأن الديني والوقفي والقضائي والخيري بحسب المراسيم والقوانين والأعراف المرعية، وبما تقتضيه النزاهة والشورى»، شدد دريان على أنه «لا مجال اليوم ولا بعد اليوم للانقسام بين المفتي والمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى». وأكد إصراره «على العودة إلى مسار الألفة والوحدة والعمل بقدر الوسع والطاقة مع المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى للاستعداد لما هو ضروري». وتابع «إنني مصمم على العمل مع المجلس الشرعي ومع المجلس الاستشاري ومع الإدارات الوقفية وإدارات المؤسسات الخيرية وإدارات صناديق الزكاة لتلافي ما وقع من أضرار في العمل والثقة».
ولاقى انتخاب دريان سلسلة مواقف مهنئة، جاء أبرزها على لسان زعيم تيار المستقبل، رئيس الحكومة الأسبق، سعد الحريري، الذي رأى أن دريان يتولى قيادة دار الفتوى «في مرحلة من أصعب المراحل في تاريخ لبنان»، وقال «الآمال معقودة عليكم يا صاحب السماحة في حماية الوحدة الإسلامية والتأكيد على الاعتدال والعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين، فالتحديات التي تواجه لبنان والأمة كثيرة».
وأشار الحريري في تصريحات أدلى بها أمس إلى أن «المسؤولية الملقاة على دار الفتوى وكل العلماء المسلمين في هذه المرحلة مسؤولية كبرى لا تحتمل التردد أو التخلف عن مواجهة التطرف وإنقاذ رسالة الإسلام والمسلمين من السقوط». وشدد على «اننا نتحمل المسؤولية ولن نرضى لقلة من المتطرفين أن تأخذ الإسلام إلى مواجهة مع باقي الشركاء في الوطن والأمة»، لافتا إلى أن «تلك الحفنة التي تقوم باقتلاع المسيحيين في العراق من أرضهم هي فئة ضالة معادية للإسلام وخارجة عن رسالة النبي، ومن هنا طلبنا من الدول العربية موقفا يحمي الحياة المشتركة في المنطقة وفي لبنان تحديدا، وسنحمي هذا العيش بكل ما نملك بإذن الله». ولاقى انتخاب دريان ارتياحا لدى أعضاء المجلس الإسلامي الشرعي، الذين أثنوا على الصورة الحضارية التي جسدتها العملية الانتخابية التي استكملت سياسيا بمائدة غداء جامعة أقامها الحريري في دارته وسط بيروت لكل أعضاء مجلس الانتخاب الإسلامي وبحضور المفتيين دريان وقباني، تكريسا للمصالحة السياسية. وقال عضو المجلس الشرعي المحامي محمد المراد، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن «عملية انتخاب مفت جديد جرت بطريقة ديمقراطية وحضارية وبكثير من الاحترام والانتظام والتقيد بالقوانين، مع اكتمال الصورة سياسيا بعودة الرئيس الحريري إلى بيت الوسط».
وأشار إلى أن «هذه الصورة تعبر عن الوجه الحقيقي للطائفة السنية ودار الفتوى، وتؤكد على زوال الصورة القديمة»، مثنيا على الأسس والقواعد والعناوين المهمة، التي حددها دريان في أول كلمة له، على مستوى مؤسسات الدار والأوقاف والعمل الخيري والتربوي، وكذلك على المستويين الوطني والعربي»، مقدرا «تركيزه على تعزيز الاعتدال ونبذ التطرف». وقال إن خطابه «تأسيسي وسيتم البناء عليه بما يعيد للطائفة وحدتها وتماسكها لتتمكن من القيام بدورها الأساسي والتاريخي».
يذكر أن المفتي قباني سيستمر في منصبه حتى انتهاء ولايته في 15 سبتمبر (أيلول)، تاريخ بلوغه السن القانونية (73 عاما)، على أن تعقب ذلك خطوات إدارية وقانونية عدة، في مقدمتها حفل تنصيب المفتي الجديد وتسلمه مقاليد إدارة وقيادة دار الفتوى. وتجدر الإشارة إلى أنه تخللت عملية تغطية انتخابات دار الفتوى حالة تدافع بين عدد من الإعلاميين وأفراد سرية حرس رئاسة الحكومة، تطورت إلى تضارب وإصابة أحد الصحافيين برضوض. ولاقى الاعتداء على الصحافيين استنكارا من وزير الإعلام رمزي جريج ونقابة المحررين، في وقت أعلن فيه رئيس الحكومة تمام سلام طلبه من وزير الداخلية نهاد المشنوق «إجراء التحقيق اللازم لإعطاء كل ذي حق حقه».



قصف أميركي يركّز على المخابئ المحصّنة للعتاد الحوثي

دخان وألسنة لهب إثر ضربات أميركية استهدفت ميناء نفطياً خاضعاً للحوثيين شمال الحديدة (رويترز)
دخان وألسنة لهب إثر ضربات أميركية استهدفت ميناء نفطياً خاضعاً للحوثيين شمال الحديدة (رويترز)
TT
20

قصف أميركي يركّز على المخابئ المحصّنة للعتاد الحوثي

دخان وألسنة لهب إثر ضربات أميركية استهدفت ميناء نفطياً خاضعاً للحوثيين شمال الحديدة (رويترز)
دخان وألسنة لهب إثر ضربات أميركية استهدفت ميناء نفطياً خاضعاً للحوثيين شمال الحديدة (رويترز)

في أول أيام الأسبوع السادس من الحملة الأميركية ضد الحوثيين استهدفت الضربات المخابئ المحصّنة للأسلحة في صنعاء وضواحيها الشرقية والشمالية، وصولاً إلى مخابئ في صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة شمالاً، وفي محافظة الجوف المجاورة.

وجاءت هذه الضربات بعد يوم من سلسلة غارات هي الأعنف أدت إلى تدمير ميناء رأس عيسى النفطي الخاضع للجماعة المدعومة من إيران شمال الحديدة على البحر الأحمر، وهو ما تسبّب في مقتل 80 شخصاً وإصابة 150 آخرين في آخر حصيلة اعترفت بها الجماعة.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمر بحملة ضد الحوثيين بدأت في 15 مارس (آذار) الماضي، لإرغامهم على التوقف عن تهديد الملاحة ومهاجمة إسرائيل، وتوعدهم بـ«القوة المميتة» و«القضاء عليهم تماماً»، وهو الأمر الذي ردت عليه الجماعة بتبني الهجمات ضد القوات البحرية الأميركية وإطلاق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل.

ومع عدم اعتراف الجماعة بخسائرها على مستوى العتاد والعناصر جرّاء الحملة التي يُتوقع تصاعدها في الأيام المقبلة، يتكهن مراقبون عسكريون أن الغارات أدت إلى تدمير جزء كبير من أسلحة الجماعة وقدراتها الصاروخية لا سيما في صنعاء وصعدة وعلى خطوط التماس مع القوات الحكومية في مأرب والحديدة والجوف.

زعيم الحوثيين اعترف بتلقي أكثر من 900 غارة وضربة بحرية أميركية خلال 5 أسابيع (أ.ب)
زعيم الحوثيين اعترف بتلقي أكثر من 900 غارة وضربة بحرية أميركية خلال 5 أسابيع (أ.ب)

واعترف الإعلام الحوثي، ليل الجمعة وفجر السبت، بتلقي ست غارات على مديرية أرحب في الضاحية الشمالية لصنعاء، منها غارتان استهدفتا معسكر «الصمع»، وسط تكهنات بأن الضربات طالت مستودعات للأسلحة في الكهوف والجبال.

كما طالت الضربات الضواحي الشرقية لصنعاء حيث مديرية بني حشيش، وتحدّث الإعلام الحوثي عن ست غارات، وهي منطقة سبق استهدافها في الأسابيع الماضية، إذ يُعتقد أنها تحوي مخازن محصّنة للأسلحة.

وفي مدينة صنعاء نفسها ضربت سلسلة من الغارات العنيفة معسكر الحفا أسفل جبل نقم من الجهة الجنوبية، وهي منطقة كانت تضم مخابئ للسلاح تحت الأرض وتعرّضت للاستهداف أكثر من مرة.

أما في محافظة صعدة (شمال) فقد استقبل الحوثيون ثلاث غارات في محيط مركز المحافظة، التي ضربتها حتى الآن مئات الغارات ممتدة إلى مديريات مجز وكتاف والصفراء وساقين وسحار، حيث استحدثت الجماعة -وفق عسكريين يمنيين- مخابئ في الكهوف لتخزين الأسلحة والذخائر، بما في ذلك أجزاء الصواريخ والطائرات المسيرة.

وفي محافظة الجوف الواقعة إلى الشمال الشرقي من صنعاء، اعترف الإعلام الحوثي بتلقي أربع غارات قال إنها ضربت مديريتي برط العنان وخب والشعف، وتعد هذه المناطق مواقع متقدمة لمهاجمة القوات الحكومية في مأرب وفي الجوف نفسها.

ضربات لا تتوقف

منذ بدء الحملة الأميركية التي أمر بها ترمب لم تتوقف الضربات على مدار ليالي الأسابيع الخمسة الماضية، وسط تقديرات بأنها ستستمر وتتصاعد خصوصاً مع دخول حاملة الطائرات «كارل فينسون» على خط الضربات إلى جانب الحاملة «هاري ترومان».

وتتمركز الحاملة «ترومان» ومجموعتها العسكرية في شمالي البحر الأحمر، في حين تموضعت الحاملة «فينسون» والقطع البحرية المرافقة لها في البحر العربي.

وتشير كثافة الغارات الأميركية والضربات البحرية بالصواريخ الموجهة إلى أن الجيش الأميركي عازم على حملة قد تمتد عدة أشهر، مع احتمالات على التمهيد لعمليات برية تقودها القوات الحكومية اليمنية بدعم من واشنطن لإنهاء تهديد الحوثيين المتعاظم على الأرض.

ومما يلفت الانتباه إلى احتمالية العمليات البرية هو شن المئات من الغارات على خطوط التماس مع القوات الحكومية في مأرب والجوف وجنوب الحديدة وصولاً إلى محافظة البيضاء.

وأقر زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي في أحدث خطبه، الخميس، باستقبال أكثر من 900 غارة جوية وضربة بحرية خلال خمسة أسابيع، وهو رقم يقترب من عدد الضربات التي شنّتها إدارة الرئيس السابق جو بايدن خلال عام كامل، ما يشير إلى كثافة الحملة التي أمر بها ترمب وتجاوزها للأهداف الدفاعية والاستباقية.

وفي حين يدّعي الحوثي أن قدرات جماعته لم تتأثر بهذه الضربات، إلا أنه لُوحظ تراجع قدراتها على إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، إذ لم يسجل سوى نحو 13 صاروخاً جميعها تم اعتراضها منذ 17 مارس (آذار) الماضي، إلى جانب عدد محدود من المسيرات.

استثمار في الدمار

مع محاولة الجماعة الحوثية الاستثمار داخلياً في الضربات الأميركية ومحاولة استعطاف السكان، من أجل تجنيد المزيد منهم، ترى الحكومة اليمنية أن الجماعة هي سبب تدمير البلاد، سواء من خلال انقلابها على التوافق الوطني وشن حروبها على اليمنيين أو من خلال استدعائها للضربات الأميركية والإسرائيلية.

ويتهم وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، في تصريح رسمي، الجماعة بأنها تمارس الكذب والتضليل في ادعائها الدفاع عن مقدرات اليمن وبنيته التحتية، ويؤكد أنها تسبّبت في تدمير ممنهج لهذه المقدرات منذ انقلابها عام 2014.

آثار ضربات أميركية دمّرت ميناء رأس عيسى اليمني الخاضع للحوثيين شمال الحديدة (رويترز)
آثار ضربات أميركية دمّرت ميناء رأس عيسى اليمني الخاضع للحوثيين شمال الحديدة (رويترز)

وتطرّق الإرياني إلى سلوك الحوثيين التدميري، وأوضح أنهم لم يتردّدوا منذ اليوم الأول لانقلابهم في شن حرب شاملة ضد اليمنيين، استهدفت البنية التحتية والمنشآت الاقتصادية والمدنية، من موانٍ ومطارات وقطاعات حيوية كالصحة والتعليم والطاقة، إلى جانب الطرق والجسور، وهي الأعمدة التي يقوم عليها أي بلد يسعى للنهوض.

واستعرض الوزير أبرز الهجمات الحوثية التي طالت المنشآت الحيوية، مثل استهداف مطار عدن الدولي في 30 ديسمبر (كانون الأول) 2020 بصواريخ باليستية إيرانية الصنع، في أثناء وصول طائرة تقل الحكومة اليمنية.

وأعاد الإرياني التذكير بهجمات الجماعة على مواني المخا، وشبوة، وحضرموت؛ بهدف وقف تصدير المشتقات النفطية، وخنق الاقتصاد الوطني وتقويض قدرة الحكومة الشرعية على الوفاء بالتزاماتها، وعلى رأسها دفع الرواتب وتوفير الخدمات.

عناصر حوثية تحرس حشداً للجماعة في صنعاء دعا إليه زعيمها لتأييد المواجهة مع أميركا (إ.ب.أ)
عناصر حوثية تحرس حشداً للجماعة في صنعاء دعا إليه زعيمها لتأييد المواجهة مع أميركا (إ.ب.أ)

وقال وزير الإعلام اليمني إن «هذه الممارسات لم تكن دفاعاً عن اليمن ولا عن قطاع غزة كما تزعم الميليشيا، بل كانت جزءاً من مخطط ممنهج لتدمير اليمن، وإفقار وتجويع شعبه، وتكريس الأجندة الإيرانية التخريبية، وتحويل البلاد إلى منصة لتهديد أمن واستقرار المنطقة والعالم».

وشدد الإرياني على أن المغامرات الحوثية التي استدعت الضربات العسكرية هي السبب في تفاقم معاناة اليمنيين، في وقت يحتاج فيه البلد إلى بيئة آمنة تتيح إعادة إعمار ما دمرته الحرب، واستعادة الأمل بمستقبل أفضل، وفق تعبيره.