مديرة أعمال شوماخر تعلن أن حالته مستقرة ولكنها لا تزال حرجة

النيابة العامة تفتح تحقيقا «حول ظروف وأسباب الحادث»

سابين كيهم وكيلة أعمال مايكل شوماخر تلقي بيانا للصحافيين خارج المستشفى الذي يعالج فيه في مدينة غرينوبل الفرنسية (رويترز)
سابين كيهم وكيلة أعمال مايكل شوماخر تلقي بيانا للصحافيين خارج المستشفى الذي يعالج فيه في مدينة غرينوبل الفرنسية (رويترز)
TT

مديرة أعمال شوماخر تعلن أن حالته مستقرة ولكنها لا تزال حرجة

سابين كيهم وكيلة أعمال مايكل شوماخر تلقي بيانا للصحافيين خارج المستشفى الذي يعالج فيه في مدينة غرينوبل الفرنسية (رويترز)
سابين كيهم وكيلة أعمال مايكل شوماخر تلقي بيانا للصحافيين خارج المستشفى الذي يعالج فيه في مدينة غرينوبل الفرنسية (رويترز)

أعلنت مديرة أعمال سائق «فورمولا 1» الألماني مايكل شوماخر والمقربة من عائلته، سابين كيهم، أمام مستشفى غرونوبل، أن حالة الأسطورة كانت «مستقرة ليلا وهذا الصباح»، مضيفة أن ذلك كان «نبأ سارا».
وقالت في تصريح صحافي سريع جدا أمام عدد كبير من الصحافيين: «لن يكون هناك مؤتمر صحافي إلا إذا كان هناك تغير في الحالة الصحية» للسائق الألماني المعتزل الذي تعرض لإصابة بليغة في رأسه إثر حادث خلال تزلجه في جبال الألب الفرنسية.
ورفضت كيهم التعليق على الحالة الصحية لشوماخر في الساعات المقبلة، مشيرة إلى أن «الأطباء وحدهم مخولون الحديث في هذا الموضوع».
وشددت كيهم على أن «الحالة تبقى حرجة»، موضحة أن «عائلة شوماخر أمضت الليلة» بالقرب منه وأنها لن تقوم بأي تعليق آخر.
وأدلت كيهم بهذا التصريح مرات عدة باللغتين الإنجليزية والألمانية استجابة لطلبات الصحافيين الذين احتشدوا في ساحة المستشفى.
وبحسب النيابة العامة في البيرفيل، فقد جرى فتح تحقيق «حول ظروف وأسباب الحادث. ووقع الحادث خارج مضمار التزلج، حيث كانت الصخور مغطاة جزئيا أو كليا تحت الثلوج».
وكان الأطباء قد أعلنوا في مستشفى بمدينة غرينوبل الثلاثاء أن حالة شوماخر تحسنت بشكل طفيف، ولكنها ما زالت حرجة، بعد الخضوع لثاني عملية ليلة الاثنين/ الثلاثاء بهدف تخفيف الضغط على المخ.
كان شوماخر - الحائز لقب بطولة العالم سبع مرات قبل أن يعتزل عام 2012 - قد أصيب في الرأس إثر سقوطه على صخرة خلال التزلج في جبال الألب الفرنسية مع نجله يوم الأحد الماضي.
وقال الطبيب جيرار سيلان - وهو الذي عالج شوماخر عند إصابته سابقا بكسر في الساق جراء تصادم خلال المنافسة في سباق «جائزة بريطانيا الكبرى» عام 1999 - والذي توجه إلى غرينوبل «كصديق»، إن شوماخر لا يزال يعاني إصابات أخرى في المخ تتطلب الرعاية الطبية.
وأضاف: «هذه الإصابات تحتاج للفحص المستمر. نحتاج الكشف عليها كل ساعة».
وكانت كيم قد رفضت أمس الثلاثاء التلميحات بأن شوماخر كان يتزلج بسرعة عندما وقع الحادث. وقالت للصحافيين إنه قدم المساعدة لصديق سقط أيضا ثم استكمل التزلج، ولكنه تعثر في حجر عند منحنى ثم اصطدم بصخرة.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».