تخيلوا أنكم تصورون مقطع فيديو دون أن تتمكنوا من تقريب الصورة، والتركيز على الموضوع الرئيسي فيها، هذا ما يحدث مع الصوت، إلا أن شركة «نوكيا» تقول إن هذه الميزات نفسها يجب أن تتوفر في التسجيلات الصوتية أيضاً.
تسجيلات متداخلة
يحدث كثيراً أن يصور المحترفون والهواة مقاطع فيديو بواسطة الهاتف الجوال ليكتشفوا لاحقاً أن الجزء الصوتي من التسجيل يوضح الأحاديث الجارية حولهم، بدل إيضاح الصوت الصادر عن موضوع الفيديو نفسه. ويحصل هذا الأمر أثناء تصوير أداء الأولاد في إحدى المسرحيات المدرسية مثلا، بينما أحدهم جالس بالقرب وهو يسعل أو يتحدث.
وكذلك الحال عند اختبار التسجيلات على شاطئ البحر عندما يظن المصوِّر أن تسجيله سيكون مليئاً بأصوات الأمواج والنوارس، ليتبين لاحقاً أنه يحتوي على أصوات أشخاص كانوا يصرخون بقربه. لهذا السبب، يمكن أن نفهم جيداً المشكلة التي قررت شركة «نوكيا» حلّها ببرنامج «أوزو» (OZO) الصوتي الجديد.
ومن المقرّر أن يصبح هذا المنتج، الذي قُدّم خلال معرض الإلكترونيات الاستهلاكية في لاس فيغاس الأسبوع الماضي، متوفراً في جميع الهواتف الذكية في العالم في وقت لاحق من هذا العام.
يهدف برنامج «نوكيا» إلى منح مستخدمي الهواتف الذكية مزيداً من السيطرة على تسجيلات الصوت، بعد أن اعتادوا الحصول عليها في تصوير مقاطع الفيديو أو التقاط الصور. من هنا، ستتيح هذه التقنية للمستخدمين التركيز انتقائياً على نقاط مختلفة من المشهد الذي يصورونه حتى يتمكنوا من التقاط الصوت الصادر من أمام كاميرا أو ميكروفون الجهاز (أو حتى خلفهما). علاوة على ذلك، سيتيح البرنامج للتسجيل الصوتي تعقُّب شخص معين أو حيوان أو شيء، بالإضافة إلى السماح للمستخدم بالتركيز على صوت محدد كشخص يتكلم أو طائر يغني، ودمج التقريب الصوتي مع التقريب التصويري.
صوت متميز
وتحدث جيري هيوبانييمي، رئيس قسم المنتج والتقنية في «نوكيا تكنولوجيز»، ذراع البحث والترخيص التابعة لشركة «نوكيا»، عن هذا البرنامج كان جزءاً من مشروع لتطوير كاميرا تصوير 360 درجة. ولكن الجهود الرامية لصناعة الكاميرا توقفت، ليتابع البرنامج الصوتي تقدمه مستقلاً، على حد تعبيره.
ونقل موقع جمعية المهندسين الكهربائيين الأميركية عن هيوبانييمي: «شهدت الهواتف الذكية تطورات كثيرة في مجال المحتوى الذي يقدمه المستخدم. كما تم تكريس كثير من الجهود لتحسين تصوير الفيديو، ولكن التسجيل الصوتي لم يحظَ بحصّته من هذا الاهتمام. لذا، قررنا أن نبحث في أنواع التسجيلات الصوتية التي يمكننا التقاطها بهواتف متعددة الميكروفونات» (تضم معظم هواتف اليوم ميكروفونين على الأقل). إن القدرة على تقريب الصوت والتركيز انتقائياً على التسجيل الصوتي أثناء تصوير الفيديو هي أولى أدوات معالجة الصوت التي خرجت من هذا البحث، ولكن رئيس قسم المنتج في «نوكيا تكنولوجيز» يعد بالمزيد.
ولأن الخوارزميات التي تستخدمها «نوكيا» لهذه الغاية يجب أن تُضبط بشكل يسمح لها باحتساب الوضعية الدقيقة للميكروفونات في كل هاتف ذكي، يمكن طرح هذه التقنية على شكل تطبيق هاتفي، بحسب ما أفاد به هيوبانييمي. أما الحل الآخر لإيصال هذه الأداة إلى يد المستخدم، فسيكون بحصول صُنّاع الهواتف على رخصة لدمج الأداة في برامج تسجيل الفيديو والصوت في أجهزتهم. أصبحت هذه الأداة متوفرة في بعض موديلات هواتف نوكيا المصنعة من قبل شركة «إتش إم دي» التي تُباع خارج الولايات المتحدة. ولفت هيوبانييمي إلى أنها ستصبح متوفرة على أجهزة جوالة تابعة لشركات أخرى خلال هذا العام.
يمكن القول إن تجربة هذه الأداة كانت مثيرة للإعجاب، فقد استطاع الخبراء لمس شاشة العرض للتركيز على نقاط مختلفة في مشهد معين، بهدف الاستماع إلى أصوات مختلفة. ويشبه هذا النوع من التركيز الصوتي ميزة التركيز على الصورة المتوفرة بعض الهواتف المتعددة الكاميرات إلى حد بعيد. وتروق إمكانية سماع ما يحصل «خلف» الشخص، وقد يشعر بالحماس لتجربة هذه الميزة كأداة معززة للتنصت على مقاطع من محادثات مهمة في مقهى يعج بالناس.