الاتحاد الأوروبي يدعم تطوير المتحف المصري في التحرير

بـأكثر من 3 ملايين يورو على مدار 3 سنوات

الاتحاد الأوروبي يدعم تطوير المتحف المصري في التحرير
TT

الاتحاد الأوروبي يدعم تطوير المتحف المصري في التحرير

الاتحاد الأوروبي يدعم تطوير المتحف المصري في التحرير

أطلق الاتحاد الأوروبي مشروعاً لتطوير المتحف المصري بالتحرير يمتد لـ3 سنوات بتمويل يصل إلى 3 ملايين و100 ألف يورو (اليورو يعادل 20.4 جنيه مصري)، عبر تعاون تحالف من المتاحف الأوروبية العالمية مع وزارة الآثار المصرية في مجالات علم المتاحف وعلم المصريات وعلم الآثار وقياس عمر الآثار والتأريخ وإدارة التراث الثقافي.
ويعمل المشروع على المساعدة في تحقيق التميز وتعزيز وحفظ الثقافة والتراث الثقافي، وتوسيع الحدود الفكرية والثقافية من خلال التعاون الدولي مما يسهم في بناء شعور مجتمعي وتقوية المجتمع المدني.
وقال إيفان سوركوش، سفير الاتحاد الأوروبي لدى مصر، في بيان صحافي أمس: «لدى مصر تاريخ ثري على مدار آلاف السنوات يحمل ثقافة فريدة ألهمت العالم، فنحن نشعر بالفخر كوننا حظينا بفرصة لدعم التعاون وتبادل الخبرات بين أوروبا ومصر في مجال علم المصريات، وعلم المتاحف وإدارة التراث الثقافي». وأضاف: «إن تحالفا من المتاحف الأوروبية سيعمل مع زملائهم المصريين لخلق رؤية استراتيجية للمتحف المصري في القاهرة، وسيتناولون إدارة مجموعات الآثار وحفظها، وإشراك الجمهور، والبرمجة العامة والاتصالات، وتوليد الدخل، وإدارة المرافق». ولفت إلى أن «الرؤية الاستراتيجية للمتحف المصري بالقاهرة ستسهم في تحسين خبرة الزوار عن المكان، وجذب مزيد من الزوار المحليين وعلى مستوى العالم، وزيادة الأثر الاقتصادي للمتحف».
وأفاد البيان أنّ «تحالف المتاحف الأوروبية (المتحف المصري بتورينو، واللوفر، والمتحف البريطاني، والمتحف المصري ببرلين، والمتحف الوطني للآثار بهولندا، والمكتب الاتحادي للبناء والتخطيط الإقليمي، والمعهد الفرنسي لعلوم الآثار، والمعهد المركزي للآثار)، سيعمل على تطوير المتحف المصري في ميدان التحرير وسط القاهرة على مدار 36 شهرا، من خلال تنفيذ استراتيجية جديدة في مجالات العرض». ولفت إلى أنّ «المتاحف الأوروبية ستقدم خبرتها الكبيرة في أحدث ممارسات علم المتاحف على المستوى العالمي». وسيقدم هذا المشروع أيضاً المشورة فيما يتعلق بالممارسات الجديدة لعرض المجموعات الأثرية والمعارض، بالإضافة إلى المساعدة في اعتراف منظمة اليونيسكو بالمتحف المصري في القاهرة باعتباره موقعا للتراث العالمي.
وأوضح بيان مكتب الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنّ إجراءات التطوير ستركز على إعادة تنظيم طريقة العرض في صالات المدخل في الطابق الأرضي، وصياغة الخطة الرئيسية للمتحف، وعرض كنوز مقابر تانيس الملكية.
ويعمل مشروع التطوير الذي يتعاون فيه الاتحاد الأوروبي مع وزارة الآثار المصرية على الاستفادة من برامج توليد الدخل لتنمية الموارد الاقتصادية للمتحف، بجانب تنمية القدرات الإدارية والفنية لموظفي المتحف المصري في القاهرة، ليُستفاد من خبراتهم في مشروعات جديدة تتعلق بتطوير المتاحف في مصر.
يشار إلى أنّ الدكتور خالد العناني وزير الآثار المصري، قد اجتمع باللجنة العلمية المصرية الأوروبية لتطوير المتحف المصري، في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لمناقشة ووضع اللمسات الأخيرة على المقترح النهائي لمشروع تطوير المتحف.
وقالت صباح عبد الرازق، مدير عام المتحف المصري، في تصريحات صحافية سابقة، إنّ «المرحلة الأولى لعملية التطوير تشمل مدخل المتحف وجناحه الشرقي والغربي، وقاعات العرض التي سوف يعرض بها كنوز (تانيس) بعد نقل قطع الملك توت عنخ آمون إلى المتحف المصري الكبير، وترميم بعض القطع الأثرية مثل ترميم قدمي تمثال، وهو يرجع لعصر الأسرة الثالثة، وتمثال لأميرة، وجدار مقبرة رقم 100، التي عثر عليه في هيراكونوبوليس».
والمتحف المصري في التحرير، هو الثالث من نوعه لتخزين الآثار في العالم وعرضها، ويضمّ 200 ألف قطعة أثرية، وأكثر من 43 ألف كتاب يحكي المراحل المختلفة لتاريخ مصر القديم، على مساحة 28 ألف متر مربع.
وتعود قصة إنشاء المتحف المصري إلى القرن التاسع عشر، عندما بدأ الولع الغربي في الحضارة المصرية القديمة، حيث كان الأجانب والسفراء المعتمدون في مصر يجمعون الآثار المصرية ويُرسلونها إلى المدن الأوروبية، وهو ما دفع محمد علي باشا، حاكم مصر بإنشاء هيئة الآثار المصرية، ومتحف لمنع سرقة الآثار المصرية.
وفي عام 1835 أُنشئ مبنى صغير في حديقة الأزبكية في قلب القاهرة لحفظ وتجميع الآثار، من ثمّ تعرض المتحف بعد ذلك للانتقال 4 مرات ليستقر في التحرير أخيرا. وخضع المتحف المصري للكثير من مراحل التطوير، بعدما تعرض لتشوهات معمارية أخفت كثيراً من جماليات تصميمه الأصلي، بسبب عوامل خارجية مثل التلوث والكثافة المرورية.
وقد سُجّل مبنى المتحف مبنى أثريّاً عام 1983، باعتباره قيمة معمارية فريدة من نوعها، وفي أغسطس (آب) 2006، أجريت أكبر عملية تطوير للمتحف بهدف جعله مقصداً علمياً وثقافياً، عن طريق إنشاء مركز ثقافي وملحق إداري تجاري على الجانب الغربي للمتحف، وفي مايو (أيار) 2012، أطلقت وزارة الآثار مبادرة لوضع خطة لإعادة تأهيل المتحف بصورة شاملة أسهمت فيها وزارة الخارجية الألمانية بتمويل الدراسات والأبحاث العلمية اللازمة.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.