«مطبخ دوار»... مبادرة مجتمعية لدعم السوريات في مصر

فريق العمل مع بعض الضيوف (الصفحة الرسمية لمطبخ دوار على موقع فيسبوك)
فريق العمل مع بعض الضيوف (الصفحة الرسمية لمطبخ دوار على موقع فيسبوك)
TT

«مطبخ دوار»... مبادرة مجتمعية لدعم السوريات في مصر

فريق العمل مع بعض الضيوف (الصفحة الرسمية لمطبخ دوار على موقع فيسبوك)
فريق العمل مع بعض الضيوف (الصفحة الرسمية لمطبخ دوار على موقع فيسبوك)

حول طاولة مستطيلة تجمع ما يقرب من 14 سيدة مصرية وسورية، لتقديم أصناف متعددة من الأطباق السورية والمصرية بـ«نَفس مشترك»، في مبادرة مجتمعية تقدمها مؤسسة دوار للفنون والتنمية، والتي من ضمن أهدافها تقديم الدعم المجتمعي والنفسي للاجئين.
حيث يوفر «مطبخ دوار» فرصة عمل للسيدات السوريات وكذلك المصريات، من خلال خدمات تقديم الطعام وإنتاجه. كما أنه يقوم بتوفير ظروف عمل عادلة للعاملات المشاركات في اتخاذ القرارات والتخطيط لمستقبل المطبخ.
وتقول ندا الشاذلي لـ«الشرق الأوسط»: «بدأت فكرة المطبخ في أبريل (نيسان) 2018. بتوفير فرص عمل كريمة وبدخل مناسب للاجئات السوريات، خاصة بعد أن حضرن مع مؤسسة دوار العديد من اللقاءات التي تنظمها مؤسسة دوار والتي ترتكز على تقديم الفنون من أجل التعافي والتثقيف وتفعيل الحوار الإيجابي، وبالحديث معهن، وجدنا أن بعضهن يقومون بإعداد الوجبات الغذائية من المنزل ولكنهن يواجهن صعوبات في تسويق طباختهم، ثم فكرنا في افتتاح مطعم بوسط المدينة، ثم وجدناها فكرة مكلفة للغاية، فكانت الفكرة في النهاية بتوفير مطبخ متكامل التجهيزات، تعمل فيه السيدات السوريات وكذلك المصريات».
وتكمل ندا الشاذلي: «اختيارنا لمكان المطبخ لم يكن بدون قصد، بل كنا نريد أيضاً أن يكون المطبخ موقعه في منطقة نستطيع أن نقدم لها يد العون بطرح فرص عمل أخرى لأهل المنطقة، فوقع الاختيار على منطقة «عزبة خير الله» (شمال حي المعادي بجنوب القاهرة) التي تحتاج خدمات كثيرة وبها العديد من الأسر التي تريد فرص للعمل، وقمنا بتدريب سيدات عزبة خير الله، وكانت تجربة الدمج بين السوريات والمصريات مبهرة للغاية، حيث وصلت درجة التناغم إلى تكوين علاقات شخصية وأسرية بينهن».
ويقدم مطبخ دوار قائمة طعام متنوعة، من مصر وسوريا وبلاد أخرى، ويعتمد المطبخ على تسويق منتجاته المطبوخة عبر خدمات التوصيل، كما يقدم خدمة الطعام المجمد، كما توصل المطبخ إلى شراكة مع كبرى المحلات ويقوم بتنظيم قائمة طعام الحفلات.
ويقوم المطبخ كذلك بتنظيم حفل غداء شهري، في قلب المطبخ بمشاركة الطباخات المصريات والسوريات، ليشاهد الضيوف عملية إعداد الطعام.
وتقول ندا: «في الأشهر السابقة، حضر إلى حفلات الغداء ضيوف من المصريين والأجانب الذين يعيشون في مصر، وبعض العاملين في السفارات الأجنبية وكذلك منظمات المتجمع المدني، للوقوف على مدى جدية عمل سيدات المطبخ، وكذلك معايير النظافة في العمل واختيار المكونات التي نحتاجها، حيث كان يشكك البعض في اختيار موقع المطبخ في منطقة عشوائية تعاني من افتقار العديد من الخدمات، ولكننا مع الوقت نتغلب على تلك الأمور بالمثابرة على العمل والمحافظة على مستوى الجدوى».
ويسعى العاملون في مطبخ دوار، إلى زيادة عدد المشاركات في الفترة المقبلة، حيث تعمل في المطبخ 14 سيدة سورية ومصرية.
كما يهدف إلى توسيع نطاق المبادرة بشكل أكبر، وضم بعض الفعاليات التي تستخدم في العلاج الجماعي لأصحاب الظروف الإنسانية القاسية.
وترى ندا الشاذلي أن السيدات المشاركات في المبادرة، أصحاب تجربة مؤثرة في حياة كل واحدة منهن، حيث قررت كل سيدة ألا تقف أمام الظروف الحياتية القاسية، والاتجاه لخلق فرصة لحياة كريمة، مستغلين موهبتهن الخاصة في الطهي وإعداد الطعام.


مقالات ذات صلة

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

صحتك امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

أصبحت فوائد اتباع النظام الغذائي المتوسطي معروفة جيداً، وتضيف دراسة جديدة أدلة أساسية على أن تناول الطعام الطازج وزيت الزيتون يدعم صحة الدماغ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك خبراء يحذرون بأن الناس غالباً ما يختارون جودة الطعام على الكمية وهو ما قد لا يكون كافياً من الناحية التغذوية (رويترز)

دراسة: «الهوس بالأطعمة الصحية» قد يسبب اضطرابات الأكل والأمراض العقلية

حذر خبراء بأن «الهوس بالأكل الصحي» قد يؤدي إلى الإدمان واضطرابات الأكل.

«الشرق الأوسط» (بودابست)
يوميات الشرق ألمانيا تشهد بيع أكثر من مليار شطيرة «دونر كباب» كل عام مما يجعل الوجبات السريعة أكثر شعبية من تلك المحلية (رويترز)

«الدونر الكباب» يشعل حرباً بين تركيا وألمانيا... ما القصة؟

قد تؤدي محاولة تركيا تأمين الحماية القانونية للشاورما الأصلية إلى التأثير على مستقبل الوجبات السريعة المفضلة في ألمانيا.

«الشرق الأوسط» (أنقرة- برلين)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)

شراكة سعودية - صينية لتعزيز الحفاظ على التراث بالعلا

شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية (الشرق الأوسط)
شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية (الشرق الأوسط)
TT

شراكة سعودية - صينية لتعزيز الحفاظ على التراث بالعلا

شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية (الشرق الأوسط)
شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية (الشرق الأوسط)

وقّعت الهيئة الملكية لمحافظة العلا، وأكاديمية «دونهوانغ» الصينية شراكة استراتيجية تهدف إلى تعزيز التعاون الثقافي والسياحي والتراثي بين المملكة والصين، وتُمثل هذه الشراكة علامة فارقة في العلاقات السعودية - الصينية، إذ تجمع بين خبرات أكاديمية «دونهوانغ» التي تمتد لأكثر من 8 عقود في أبحاث التراث والحفاظ الثقافي، والتزام الهيئة الملكية لمحافظة العلا بالحفاظ على التراث الثقافي الغني للعلا ومشاركته مع العالم.

وتتولى أكاديمية «دونهوانغ» إدارة كهوف «موغاو»، وهي مجمع يضم 735 كهفاً بوذياً في مقاطعة «قانسو»، تم تصنيفه موقعاً للتراث العالمي للـ«يونيسكو» في عام 1987، وتشتهر كهوف «موغاو» بجدارياتها ومنحوتاتها التي تعكس تلاقي الثقافات على طول طريق الحرير القديم.

وبوصفها بوابة مهمة إلى الغرب، كانت «دونهوانغ» مركزاً رئيسياً للتجارة على طريق الحرير، في حين شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة؛ حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية، وأسهمت في تبادل المعرفة والتجارة عبر العصور.

وتُشكل المنطقتان مركزاً حيوياً للتجارة والمعرفة والتبادل الثقافي، ما يجعل هذه الشراكة متماشية مع الإرث التاريخي المشترك.

وتهدف الشراكة إلى توحيد الجهود بين الهيئة الملكية لمحافظة العلا وأكاديمية «دونهوانغ» للحفاظ على تراث وتقاليد المحافظة، وقد نالت الأكاديمية إشادة دولية من قبل «اليونيسكو» والبنك الدولي والحكومة الصينية؛ تقديراً لجهودها في الحفاظ على كهوف «موغاو».

تشتهر كهوف «موغاو» بجدارياتها ومنحوتاتها التي تعكس تلاقي الثقافات على طول طريق الحرير القديم (الشرق الأوسط)

وستسهم الشراكة في تطوير برنامج شامل للحفاظ على المواقع والمعالم التاريخية في غرب الصين والعلا، إضافة إلى تنظيم معارض أكاديمية وبرامج تبادل للموظفين والعلماء.

وقالت سيلفيا باربون، نائب رئيس الشراكات الاستراتيجية في الهيئة الملكية لمحافظة العلا: «لطالما جمعت بين السعودية والصين علاقة تاريخية عميقة، تجاوزت المسافات واختلاف الفترات الزمنية، لتربط بين الشعوب والأماكن، واليوم نواصل تعزيز هذه الروابط من خلال تعاوننا المثمر مع المؤسسات الرائدة والوجهات الحاضنة لأبرز المعالم التاريخية في العالم».

وأضافت: «بصفتنا حماة لبعض من أهم المواقع الثقافية في العالم وروّاداً لتراثنا الإنساني المشترك، تنضم أكاديمية (دونهوانغ) إلى الهيئة في طموحنا لجعل العلا مركزاً للبحث والاكتشاف في مجالات الثقافة والتراث والسياحة، في حين نواصل التجديد الشامل للعلا».

وتأتي هذه الشراكة عقب انطلاق معرض السفر السعودي، الذي نظمته الهيئة السعودية للسياحة؛ حيث تميّزت العلا بمشاركة لافتة من خلال جناح مميز في حديقة «تيان تان» بالعاصمة الصينية بكين، والذي سلّط الضوء على التراث الطبيعي والثقافي الغني للعلا.

وتزامنت هذه المشاركة مع توقيع اتفاقية تعاون جديدة بين وزارتي الثقافة السعودية والثقافة والسياحة الصينية لإطلاق العام الثقافي السعودي الصيني 2025.

من جانبه، قال الدكتور سو بوه مين، مدير أكاديمية «دونهوانغ»: «نحن فخورون بالدخول في هذه الشراكة مع الهيئة الملكية لمحافظة العلا، وتُمثل هذه الشراكة خطوة مهمة نحو ربط تاريخنا الثقافي الغني وتعزيز جهود الحفاظ على التراث».

وأضاف: «من خلال مشاركة خبراتنا ومواردنا، نسعى إلى تعزيز التبادل الثقافي، وتعميق الفهم المتبادل، وابتكار برامج جديدة تُفيد المجتمع في الصين والسعودية، ونتطلع إلى تعاون مثمر يلهم ويثقف الأجيال القادمة».

وفي يناير (كانون الثاني) من العام الماضي، استضافت المدينة المحرّمة -موقع التراث العالمي للـ(يونيسكو) في بكين- معرض العلا: «واحة العجائب في الجزيرة العربية»، الذي تضمن عرضاً لمقتنيات أثرية من مجموعة الهيئة الملكية لمحافظة العلا، وذلك لأول مرة، واستقطب المعرض أكثر من 220 ألف زائر، والذي اتبعه توقيع اتفاقية شراكة بين الهيئة الملكية لمحافظة العلا وإدارة التراث الثقافي في مدينة خنان الصينية.

وتدعم هذه الشراكة تطوير العلا و«دونهوانغ» بوصفها مراكز سياحية عالمية، كما تسهم في تفعيل برامج الحفاظ المشتركة والمبادرات الثقافية، وتعزيز مشاركة المجتمعات لدعم الازدهار، بما يتماشى مع مبادرة الحزام والطريق الصينية و«رؤية السعودية 2030».