البشير: هناك محاولات لاستنساخ «الربيع العربي» في السودان

القاهرة والخرطوم أكدتا أهمية التوصل لاتفاق حول سد النهضة في أقرب وقت

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقباله نظيره السوداني عمر البشير في القاهرة (أ.ف.ب)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقباله نظيره السوداني عمر البشير في القاهرة (أ.ف.ب)
TT

البشير: هناك محاولات لاستنساخ «الربيع العربي» في السودان

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقباله نظيره السوداني عمر البشير في القاهرة (أ.ف.ب)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقباله نظيره السوداني عمر البشير في القاهرة (أ.ف.ب)

قال الرئيس السوداني عمر البشير اليوم (الأحد) إن هناك محاولات لاستنساخ «الربيع العربي» في السودان، وذلك تعليقا على الاحتجاجات التي تشهدها بلاده منذ الشهر الماضي. 
وخلال مؤتمر صحافي مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة، قال البشير: «هناك العديد من المنظمات التي تعمل على زعزعة الأوضاع في دول المنطقة، وفيما يخص السودان... الإعلام الدولي والإقليمي يحاول التهويل ولا ندعي عدم وجود مشكلة»
وأضاف: «هناك محاولات لاستنساخ قضية الربيع العربي في السودان بنفس الشعارات والبرامج والنداءات واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي».
ويخرج طلاب ونشطاء وغيرهم في احتجاجات شبه يومية في مختلف أنحاء السودان منذ 19 ديسمبر (كانون الأول)، مطالبين بنهاية للمصاعب الاقتصادية.
وأشاد البشير بزيارة قام بها وفد مصري رفيع المستوى للخرطوم في بداية الاحتجاجات ووصفها بأنها «كانت رسالة للشعب السوداني وآخرين... ودعما لاستقرار السودان».
ومنذ بدأت الاحتجاجات، تشير التقديرات الرسمية إلى سقوط 30 قتيلا بينهم اثنان من أفراد الأمن. وتتهم السلطات السودانية «مندسين» وعملاء للخارج بالوقوف وراء الاضطرابات، وقالت إنها تتخذ خطوات لحل الأزمة الاقتصادية.
من جهة أخرى، أكد الزعيمان أهمية التوصل لاتفاق حول سد النهضة الإثيوبي في أقرب وقت. وقال السيسي إن الجهود المشتركة مع السودان طوال العام الماضي تكللت بانعقاد اللجنة العليا المشتركة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بالخرطوم، وشهدت التوقيع على 12 اتفاقية، فضلا عن تقييم مسارات تنفيذ الاتفاقيات القائمة بين البلدين.
وأوضح السيسي أن اللقاء مع الرئيس السوداني تطرق إلى المشروعات المشتركة بين البلدين خاصة الربط الكهربائي إضافة الى المفاوضات الخاصة بسد النهضة، مؤكدا أن زيارة البشير تأتي تتويجا للجهود التي بذلت على مدار العام الماضي في القضايا محل الاهتمام.
وأضاف السيسي: «تناولنا خلال المباحثات العديد من الموضوعات، وفى مقدمتها تعزيز التعاون الثنائي خاصة في المجالات الاقتصادية، واستعرضنا التقدم الذي تشهده المشروعات المشتركة بين البلدين، كمشروع الربط الكهربائي، والدراسات الخاصة بمشروع الربط بين السكك الحديدية في الدولتين، فضلاً عن التعاون القائم في مجال بناء القدرات والتدريب في جميع القطاعات».
وتابع الرئيس المصري قائلا: «كما تطرقت مباحثاتنا للتطورات ذات الصلة بالمفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا حول سد النهضة، حيث اتفقنا على أهمية مواصلة العمل على التوصل في أقرب وقت إلى اتفاق حول ملء وتشغيل السد».
وأضاف السيسي أن المباحثات تناولت أيضا «التطورات الأخيرة في القرن الإفريقي، وسبل دعم تنفيذ اتفاق السلام في جنوب السودان، والذي تم توقيعه برعاية مقدرة من السودان الشقيق. وكذلك للجهود السودانية لحل الأزمة في جمهورية إفريقيا الوسطى، ولسبل تعزيز التعاون بين الدول العربية والإفريقية المشاطئة للبحر الأحمر».
وأوضح السيسي أن لقاءه مع البشير اليوم، يعد اللقاء الثامن الذي يجمعه به منذ يناير (كانون الثاني) 2018، كما شهد العام الماضي العديد من الزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين من البلدين، الأمر الذي يؤكد التوجه الذي بات ثابتاً وواضحاً في سياسة الدولتين، وهو التنسيق الكامل بينهما والسعي المستمر والدؤوب لدعم المصالح المشتركة بين الشعبين  والدولتين في كل المجالات، وبما يتناسب مع الروابط التاريخية والمصالح المشتركة بينهما، والتي يندر أن تتكرر بين بلدين على مستوي العالم، فالتاريخ يؤكد أن ما يربط بين مصر والسودان من علاقات ووشائج ووحدة في المسار والمصير هو رباط أزلي لا انفصام فيه.
من جانبه، أعلن البشير أن السودان يقوم بتنسيق المواقف كما تم الاتفاق على العديد من المشروعات في مجال الأمن الاقتصادي، مضيفاً أن هناك تنسيقاً أمنياً لضمان أمن البحر الأحمر باعتباره أهم ممر مائي دولي.
وأشار البشير إلى أنه بحث مع السيسي ما تم من تنفيذ لاتفاق السلام مع جنوب السودان وما تم التوصل إليه بشأن إفريقيا الوسطى، مؤكدًا أن العلاقات الثنائية بين مصر والسودان وصلت إلى مستويات غير مسبوقة في مختلف المجالات، مشدداً على ضرورة عدم التأثير على حقوق مصر والسودان في مياه النيل.
وكانت جلسة مباحثات عقدت بين الرئيسين بقصر الاتحادية عقب وصول الرئيس السوداني إلى القاهرة في وقت سابق اليوم في زيارة تستمر ليوم واحد.



وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
TT

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)

ناقشت اللجنة الوزارية الخماسية بشأن غزة، الأربعاء، مع ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، خطة إعادة إعمار القطاع التي أقرتها القمة العربية الطارئة في القاهرة بتاريخ 4 مارس (آذار) الحالي.

جاء ذلك خلال اجتماع استضافته الدوحة، بمشاركة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، والدكتور أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، وخليفة المرر وزير الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية، وحسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وبحث المشاركون تطورات الأوضاع في غزة، واتفقوا على مواصلة التشاور والتنسيق بشأن الخطة كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع، بحسب بيان صادر عن الاجتماع.

بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)

وأكد الوزراء العرب أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددين على ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وجدَّدوا تأكيد الحرص على استمرار الحوار لتعزيز التهدئة، والعمل المشترك من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، عبر تكثيف الجهود الدبلوماسية، والتنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.

وسبق الاجتماع لقاء للوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني، في الدوحة، بحثوا خلاله «سبل الترويج وحشد التمويل للخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، لا سيما في ظل استضافة مصر للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية، وبحضور الدول والجهات المانحة»، بحسب الخارجية المصرية.

من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)

كان الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة (غرب السعودية)، الجمعة الماضي، قد أكد دعم الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، مع التمسُّك بحق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في تصريحات أعقبت «اجتماع جدة»، إن الخطة أصبحت عربية - إسلامية، بعد تبنّي واعتماد «الوزاري الإسلامي» جميع مخرجات «قمة القاهرة»، مؤكداً السعي في الخطوة المقبلة لدعمها دولياً، عبر تبنيها من قِبل الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية؛ كاليابان وروسيا والصين وغيرها، للعمل على تنفيذها.

بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)

وأشار الوزير المصري إلى تواصله مع الأطراف الدولية بما فيها الجانب الأميركي، وقال إنه تحدّث «بشكل مسهب» مع مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط عن الخطة بمراحلها وجداولها الزمنية وتكاليفها المالية. وأضاف أن ويتكوف تحدث عن عناصر جاذبة حولها، وحسن نية وراءها.

إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، في بداية اجتماع بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الآيرلندي مايكل مارتن: «لن يطرد أحد أحداً من غزة».

من جهته، دعا رئيس الوزراء الآيرلندي خلال لقائه ترمب، إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال: «نريد السلام، نريد إطلاق سراح الرهائن»، مضيفاً: «يجب إطلاق سراح جميع الرهائن، ويجب إدخال المساعدات إلى غزة».