11 عاماً على وفاة «الحكيم»... عدو التسويات

ذكرى جورج حبش تمر بهدوء «احتراماً لظروف الفلسطينيين»

جورج حبش (غيتي)
جورج حبش (غيتي)
TT

11 عاماً على وفاة «الحكيم»... عدو التسويات

جورج حبش (غيتي)
جورج حبش (غيتي)

تذكر الفلسطينيون جورج حبش، أحد أبرز قادتهم خلال الثورة المعاصرة مؤسس {حركة القوميين العرب}، و{الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين}، وذلك في الذكرى الـ11 لرحيله.
وعلى رغم أن الذكرى مرت هادئة إلى حد كبير بلا مهرجانات أو بيانات صاخبة أو كلمات، فإن سيرة «الحكيم» احتلت مساحات لافتة في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لدى أنصاره.
حبش الذي عُرف واحداً من القادة الذين لا يقبلون الحلول الوسط، ولد في 12 أغسطس (آب) 1926 في مدينة اللد، لعائلة مسيحية ميسورة الحال مؤلفة من 7 أفراد، وتعرض للتهجير عام 1948 إثر النكبة. أنهى دراسته الابتدائية في مدينة اللد، وتابع دراسته الثانوية في مدينتي يافا والقدس، وتخرج من مدرسة ترسنطا في القدس، وعاد إلى يافا مدرساً قبل التحاقه بالجامعة.
انتقل إلى بيروت عام 1944 للالتحاق بكلية الطب في الجامعة الأميركية، وتخرج منها طبيباً عام 1951، وخلال مرحلة دراسته الجامعية، تبلورت أفكاره وتعزز انتماؤه القومي، فأسهم في إعادة صياغة جمعية «العروة الوثقى» وتحويلها إلى منتدى سياسي وفكري، لتناول الحالة السياسية الفلسطينية، وتعزيز العلاقات بين الشباب العرب.
قام بتشكيل «كتائب الفداء العربي» التي التف حولها جمع من الشباب العرب ونفذت عمليات عسكرية عدة ضد أهداف إسرائيلية في الأرض المحتلة.
ترك جورج حبش مهنة الطب واتجه إلى ميدان السياسة، فأسس مع مجموعة من رفاقه «حركة القوميين العرب» عام 1951، وكان من بين المؤسسين وديع حداد وهاني الهندي، وكانت الحركة تسعى إلى خلق حالة نهوض عربي شامل.
وانتقل إلى الساحة الأردنية، حيث واصل حراكه السياسي قبل أن يغادر الأردن إلى سوريا ثم إلى بيروت بهدف تشكيل خلايا لـ{حركة القوميين العرب} في الدول العربية.
وأسس حبش «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» وأعلن انطلاقتها في 11 ديسمبر (كانون الأول) 1976، وتشكلت الجبهة نواةً لحزب ماركسي لينيني، مع التركيز على البعد القومي العربي ميداناً للعمل.
واصل حبش قيادته {الجبهة الشعبية} أميناً عاماً حتى عام 1999، وترك موقعه طوعاً وخلفه مصطفى الزبري (أبو علي مصطفى)، الذي اغتالته إسرائيل في 27 أغسطس 2001 في رام الله.
عاش الحكيم بعد استقالته في العاصمة الأردنية عمان متفرغاً للإشراف على مركز للدراسات والأبحاث، إلى أن توفي يوم 26 يناير (كانون الثاني) 2008، في عمّان ودفن فيها.
تزوج حبش عام 1961 من المقدسية هيلدا حبش، وأنجبا فتاتين. وقالت هيلدا إنها ستبدأ في نشر مذكرات كتبها حبش بنفسه وتغطي مراحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي ومع الأردن وفي لبنان والصراع الداخلي، إضافة إلى رأيه في اتفاق السلام الذي عده {تنازلا وتجاوزاً للخط الأحمر}.
كان حبش هدفاً لـ«الموساد» على مدى سنوات طويلة، وحاول الجهاز الإسرائيلي عام 1973 اختطافه حين اعترضت مقاتلات إسرائيلية طائرة مدنية عراقية وأجبرتها على الهبوط في مطار «بن غوريون»، ومن ثم سمحت لها بالإقلاع والمغادرة بعد أن تبين خطأ المعلومات الاستخبارية، وأن حبش لم يكن على متنها.
يعد حبش أول أمين عام لحركة فلسطينية يترك منصبه طوعاً. والعام الماضي صدر في تل أبيب كتاب سيرة عن حبش للمؤرخ الإسرائيلي إيلي غاليا، قال فيه إن حبش {كان واعياً إلى أن العنف الثوري ليس بديلاً للحركة الشعبية}. ووصفه بـ{العدو اللدود} لإسرائيل و{عدو التسويات}.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».