الكستناء... حلوى الشتاء السكرية

ترتبط بذكريات الطفولة وتضم 9 أنواع

الكستناء... حلوى الشتاء السكرية
TT

الكستناء... حلوى الشتاء السكرية

الكستناء... حلوى الشتاء السكرية

الكستناء من النباتات الخاصة التي تذكرنا عادة بفصل الشتاء حين ينتشر بائعو الأسواق الشعبية في الزوايا وهم يعملون على إبقاء النار حية وسط ضجيج طقطقات الحبات البنية السكرية الداكنة التي تلهب ذاكرة الأطفال على حد سواء على نار الجمر.
- الشجرة
يطلق على النبتة الخاصة كثير من الأسماء؛ منها القسطل وأبو فروة والشاهبلوط، وأشجارها كبيرة عالية الارتفاع، والمناطق الدافئة في القسم الشمالي من المعمورة؛ وبشكل عام شمال أفريقيا وجنوب أوروبا، تعدّ موطنها الأصلي. وهي أيضا، كما تشير المعلومات المتوفرة، من الفصيلة البلوطية التي تضم نحو 9 أنواع. هناك عدة أنواع من الكستناء؛ أشهرها الكستناء اليابانية والأميركية والأوروبية والصينية والمهجنة. وعادة ما تكون أشجار اليابانية صغيرة وثمارها كبيرة وطيبة المذاق، والأوروبية كبيرة الحجم وثمارها حلوة الطعم، أما الأميركية التي تعد الأفضل؛ فحباتها صغيرة، أما الصينية فهي الأكثر تحملا للآفات الزراعية؛ كما تؤكد الموسوعة الحرة.
- التسمية
يقول «معجم المعاني» الجامع، في مجال تعريف كلمة «كستناء» إن ثمرة الكستناء من فصيلة البلوطيات، وهي كثيرة النشاء، وتحتوي على غلاف أسمر قاتم، تشوى على النار، وتعرف أيضا بالقسطل - وعلى الأرجح أن التسمية جاءت من التسمية اللاتينية القديمة «كستينيا»، وهي كلمة تعني «اللون الأسمر القاتم» الذي يوصف أحيانا بـ«الكستنائي» بالعربية.
وتؤكد الموسوعة الحرة أن أصول اسم «تشسنت» – chestnut الاسم الإنجليزي للكستناء يعود إلى الكلمة الفرنسية القديمة «تشستن» - chastain، أما الكلمة الفرنسية فهي مشتقة من اللاتينية «كستينيا» - Castanea وهو أيضا الاسم العلمي للشجرة، الذي يعود إلى الكلمة اليونانية القديمة «كستانون» - κάστανον أو «الكستناء حلو». ويقال إن الاسم اليوناني يعود إلى مدينة Kastanea القديمة في تساليا التي أخذت اسمها من الشجرة التي تنمو حولها.
- التاريخ - الاستخدامات
ويقول موقع «موضوع» إن الكستناء تاريخيا «كانت تغمر بماء الورد، ثمّ تأكل على شكل حلوى، وكانت تقدّم على موائد الملوك وهي مشوية». ويقول البعض إنها كانت أول الأطعمة التي عرفت منذ فجر التاريخ.
وتؤكد المعلومات التاريخية أن الكستناء الأوروبية أو الإسبانية نشأت في سارديس بآسيا الصغرى؛ أي تركيا حاليا، وأن الإغريق القدماء كانوا أول من أدخلوا وزرعوا الكستناء في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط منذ أكثر من 3 آلاف سنة، ويقول بعض المؤرخين إن الاسكندر المقدوني خلال حملاته العسكرية كان وراء عن انتشار الشجرة في أوروبا آنذاك. ويبدو أن الرومان في وقت لاحق هم الذين عملوا على تمديد الزراعة إلى شمال غربي ووسط أوروبا.
وقد كتب عدد من المؤرخين الإغريق عن خصائص الكستناء الطبية وعلى رأسهم ديوسقريديس.
كان الرومان والإغريق يعتمدون على الكستناء غذاءً رئيسياً قبل اكتشاف البطاطا كما يبدو.
و«من الاعتقاد الشائع أن الكستناء الحلوة المحمصة أو المطحونة كانت جزءاً مهماً من النظام الغذائي الروماني، وكان الجنود الرومان يُطعمون عصيدة مصنوعة من الكستناء الحلوة قبل الدخول في معركة؛ ولهذا السبب قام الرومان بزرع أشجار الكستناء الحلوة في جميع أنحاء أوروبا؛ بما في ذلك بريطانيا، من أجل إطعام أنفسهم إلى الأبد». وتضيف جيني جونس، التي كتبت عن التاريخ المتواضع للكستناء في موقع «جورنال» أنه «من الواضح أنهم (الرومان) شعروا بأنهم واثقون تماماً من أنهم سيستقرون في هذه الأماكن، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الأمر قد يستغرق 20 عاماً لشجرة الكستناء لتنضج وتحمل الفاكهة»!
وتضيف جونس أيضا: «منذ ذلك الوقت، أصبحت الكستناء الحلوة نوعاً محلياً فخرياً لبريطانيا، وعلى هذا النحو، فهي شجرة جميلة مألوفة ومهيبة، تبدو تماماً في المنزل كجزء من الصورة الرمزية للمتنزهات البريطانية، نظراً لأن الكستناء الحلوة أصبحت من المناظر الطبيعية الشهيرة، خصوصا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، واليوم غالباً ما تكون في حدائق جميلة بحيث يمكن العثور على أقدم وأكبر هذه العينات».
وحسب المعلومات المتوفرة، فإن المجتمعات التي تقطن الغابات في جنوب أوروبا في القرون الوسطى كانت تعتمد على الكستناء «مصدراً رئيسياً للكربوهيدرات؛ حيث كان الحصول على دقيق القمح صعباً. ويمكن أن تؤكل مكسرات الكستناء مشوية أو مغطاة بالسكر أو العصير، وفي فرنسا تباع على أنها حلوى تحت اسم «مارون غلاسيه» (بالفرنسية: marrons glacés).
وظهرت الكستناء بطريقة الحلوى المثلجة في القرن الثامن عشر.
وبشكل عام، فإن الكستناء تؤكل مشوية ومسلوقة ونيئة ومقلية ومبخرة، ويمكن طحنها للحصول على دقيق يمكن استخدامه بعد ذلك لإعداد الخبز والمعجنات والكعك. ولا عجب في أن تستخدم الكستناء في أفريقيا بديلاً للبطاطا في معظم الأطباق.
وتؤكل الكستناء في بلدان شمال غربي أوروبا نيئة بعد تقشيرها؛ على عكس أميركا الشمالية. أما في هنغاريا، وأحيانا في فرنسا وسويسرا، فيتم هرس الكستناء المطبوخة وخلطها بالسكر ووضع الكريمة عليها؛ حيث تقدم على أنها حلوى.
- الفوائد الصحية
للكستناء، كما هو واضح، فوائد صحية كثيرة؛ إذ إنها تحتوي كمية كبيرة من المعادن والبروتينات وغيرهما من المواد؛ وعلى رأس هذه المواد الفسفور والبوتاسيوم والمغنيزيوم والزنك والحديد والكالسيوم والنشويات والدهون الأحادية غير المشبعة والألياف والمواد المضادة للأكسدة والفيتامينات (أ - بـ1 - ب2 - ب3 - ب6 - ج...) وغيرها.
ولأن الكستناء تحتوي على الـ«بيتا آسين»، فإنها قادرة على منع انتشار الأورام السرطانية والحد من نموها. كما أنها تساعد على التخلص من السمنة أو التقليل منها وتخفيض الوزن، لاحتوائها على إنزيم الليباز الذي يبطئ من عملية امتصاص الأمعاء للدهون، وبالتالي تعزيز الكولسترول الجيد؛ كما تشير الدراسات الأخيرة. ولأنها غنية بالكالسيوم، فهي تمنع ترقق العظام.
كما أن للكستناء خصائص مضادة للالتهابات، وتحارب التهابات المفاصل، وتحد من آثار البواسير، وتخفف من ألم الدورة الشهرية، وتعالج الإسهال، وتحمي من الحمى، وتخفف من السعال، وتعالج الحكة، خصوصا حكة الإكزيما عند الأطفال، وتشفي تقرحات الجروح. وتشير الدراسات الطبية خلال السنوات الأخيرة إلى أن المواد المضادة للأكسدة تمكن الكستناء من حماية خلايا الكبد من التلف. وتستخدم الكستناء أيضا في علاج التهاب المثانة، وتقوي عضلات الجسم، وتعالج الحصبة، وتحارب الفيروسات والبكتيريا، وتهدئ الأعصاب، كما تحمي من السكتات الدماغية والقلبية.


مقالات ذات صلة

«الست بلقيس» لـ«الشرق الأوسط»: أنصح بالابتعاد عن الطعام المالح

مذاقات الست بلقيس (الشرق الاوسط)

«الست بلقيس» لـ«الشرق الأوسط»: أنصح بالابتعاد عن الطعام المالح

تنشغل ربّات المنازل خلال شهر رمضان بالتحضير للمأكولات التي تزيّن مائدة الشهر الفضيل.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق تشارلز مغرم بالباذنجان بكل وصفاته

تشارلز مغرم بالباذنجان بكل وصفاته

زار الملك تشارلز، الأربعاء، الطاهي السوري عماد الأرنب في مطعمه «عماد سيريان كيتشان (Imad’s Syrian Kitchen)» الواقع في منطقة سوهو بوسط لندن قبل أيام من قدوم شهر

جوسلين إيليا (لندن)
مذاقات «شوكولاته بيروت» المحشوة بالبقلاوة (الشرق الأوسط)

الشيف فيليب خوري يبتكر «شوكولاته بيروت»

يقول إنه إذا رُزق يوماً بولد فسيطلق عليه اسم «سيدر (أَرز)» من شدة تعلّقه بوطنه الأم، لبنان. فالشيف الأسترالي، اللبناني الأصل، فيليب خوري متخصص بصناعة الحلوى.

فيفيان حداد (بيروت)
مذاقات شوربة الطماطم (فيسبوك)

الحساء... أشكال وألوان تفتح الشهية

في لبنان يعرف بطبق «الشوربة» الذي يزوّد متناوله بالدفء في فصل الشتاء. ويعتمد هذا الطبق المعروف بالعالم العربي بالحساء في شهر رمضان.

فيفيان حداد (بيروت)
مذاقات التمر هندي... مكون أساسي في أطباق جنوب شرقي آسيا وشرق الهند

التمر هندي... مكون أساسي في أطباق جنوب شرقي آسيا وشرق الهند

بعيداً عن تناوله بشكل منفصل عن الوجبات، أصبحت استخدامات التمر هندي كثيرة ومتنوعة، ما بين دمجه في أطباق أخرى أو الحصول عليه في شكل سلطات

نادية عبد الحليم (القاهرة)

«الست بلقيس» لـ«الشرق الأوسط»: أنصح بالابتعاد عن الطعام المالح

الست بلقيس (الشرق الاوسط)
الست بلقيس (الشرق الاوسط)
TT

«الست بلقيس» لـ«الشرق الأوسط»: أنصح بالابتعاد عن الطعام المالح

الست بلقيس (الشرق الاوسط)
الست بلقيس (الشرق الاوسط)

تنشغل ربّات المنازل خلال شهر رمضان بالتحضير للمأكولات التي تزيّن مائدة الشهر الفضيل. بعضهن تلجأن إلى أمهاتهن أو إلى أي شخص مقرّب يملك خبرة في هذا المجال، فيزودهن بالعناوين العريضة لأطعمة يجب أن تُحضّر يومياً، ويحبّها جميع أفراد العائلة. ونساء أخريات تفضّلن اغتنام الوقت والاستعداد للشهر الفضيل على طريقتهن قبل وصوله. وحسب خبرة «الست بلقيس» الشيف المشهورة اليوم في لبنان بتحضير المأكولات التراثية، فإن هناك قواعد يجب الالتزام بها في هذا الشأن.

وتقول في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لكل ربة منزل أسلوبها في تنظيم مطبخها لاستقبال شهر الصوم الكريم على أفضل وجه. ولكن من خلال خبرتي فأني أنصح كل سيدة بأن تغتنم وقت فراغها، فتقوم بالتحضير سلفاً لأكلات نحتاج إليها أسبوعياً على مائدة رمضان، فتخزنها في ثلاجتها بحيث تستعين بها في الوقت المناسب».

وتنصح «الست بلقيس» بتحضير جميع أنواع المعجنات من رقائق الجبن والـ«سنبوسك باللحم» وتلك المحشوة بالسبانخ. وكذلك، لا يجب أن ننسى أقراص الكبّة المحشوة باللحم والجوز، فتخبزها وتحتفظ بها في «الفريزر» بحيث لا تتطلب منها سوى تسخينها عند الإفطار. وتتابع: «أعتقد أن تحضير نحو 5 دزينات من كل نوع تكفي لطيلة الشهر».

طبق "الفتوش" وتحضير مكوناته سلفاً (الشرق الاوسط)

من ناحية ثانية، تشدّد بلقيس عثمان المعروفة بـ«الست بلقيس» على حفظ أنواع الخضراوات الضرورية لطبق سلطة الفتوش. وتقول: «لا يجب أن ترتبك ستّ البيت بالتحضير لهذا الطبق المعروف بـ(سيد مائدة رمضان). ولذلك؛ عليها غسل الخضراوات المكونة للطبق. ومن ثم تحتفظ بها في ثلاجتها بطريقة سليمة؛ كي لا يصيبها الذبل أو العفن. فكما البندورة والخيار والخس، كذلك البقدونس والنعناع والفجل وورق الزعتر الأخضر. ومن الأفضل أن تجففها جيداً بعد الغسيل وتغطيها بمناديل ورقية أو بفوطة جافة داخل علبة من الزجاج أو البلاستيك».

ومن المكونات التي تنصح بأن تشتريها سيدة المنزل قبل وصول الشهر الكريم جميع أنواع الحبوب. وبالأخص العدس المجروش لصنع الحساء منها.

المأكولات المالحة غير منصوح بها

تقدّم «الست بلقيس» نصائح عدة للمرأة اللبنانية التي تحبّ تحضير سفرة الإفطار بأناملها. ومن أهمها عدم الركون إلى الأكلات المالحة وتلك المقلية بالزيت؛ لأنها تتسبب بالعطش. «ابتعدي قدر الإمكان عن جميع الأكلات الدسمة. فالاعتدال بتناول هذا المكون ضروري لتمضية فترة صوم صحية. فلا (سوشي) ولا باذنجان مقلياً ولا صلصة صويا. كما أنصح بتناول كل أنواع اللحوم خلال الأسبوع من سمك ولحم دجاج وبقر. وكذلك السلطات والحساء على أن يفطر الصائم على مكون بارد وسهل الهضم. ومن ثم يمارس المشي أو مشاهدة التلفاز لفترة 10 دقائق قبل أن يهمّ بتناول باقي أنواع الطعام. فمن الضروري جداً ألا يلتهم طعامه بسرعة».

المعجنات تزين السفرة الرمضانية (الشرق الاوسط)

قواعد على الضيف اتباعها

تنصح «الست بلقيس» الأشخاص المدعوين إلى مائدة إفطار عند أحدهم أن يخبره مسبقاً عن الأكلات التي لا يستطيع تناولها. وتوضح: «يجب الوضع في الحسبان احترام وقت ربّة المنزل في تحضيرها أطباق المائدة. فمن يعاني أمراضاً معينة لا تخوّله تناول جميع الأطعمة، عليه أن يفصح عنها باتصال مسبق. فبذلك يوفّر على ربة المنزل الارتباك بصنع مأكولات خاصة له قبل موعد الإفطار بدقائق قليلة. وأنا شخصياً أخبر من يدعوني بأني لا أتناول البرغل ولا الفلافل لأني أعاني داء القولون. وبالنسبة للأشخاص الذين يتبعون حمية غذائية معينة لإصابتهم بداء السكري أو لأسباب صحية أخرى فعليهم القيام بالمثل».

موسم رمضان هذه السنة بعطر الـ«بوصفير»

تعدّ «الستّ بلقيس» موسم رمضان هذه السنة مواتياً جداً لتحضير أكلات يستخدم فيها عصير الـ«بوصفير». وهو نوع من الحمضيات الشهيرة في مختلف المناطق اللبنانية. وتضيف: «أعرف تماماً أن أهالي بيروت كما سكان مدينتي طرابلس وصيدا وغيرها يتمتعون بموسم زاهر به. ولذلك أنصح بتحضير أطباق «كبّة أرنبية» و«طاجن السمك» و«الفول المدمّس» معه. فهو يضفي طعماً ونكهة لذيذين على هذه الأطعمة. وعلينا الاستفادة من الموسم الزراعي هذا؛ إذ قد لا نصادفه في كل سنة خلال شهر رمضان».

وصفة بيروتية على طريقة «الست بلقيس»

تختار «الست بلقيس» طبق «سلل الأوزة» البيروتي لتقدمه بصفته وصفة طعام تزين مائدة الشهر الفضيل. «هذا الطبق بيروتي بامتياز ويصنع من عجينة البقلاوة اللذيذة. ويمكننا أن نمد هذه العجينة في صينية ونغمرها بكمية من الدجاج مع الأرز المتبقية عندنا. ومن ثم نعود ونغطيها بطبقة من العجين نفسه وندخلها الفرن بعد دهنها بالسمن أو الزيت. «إننا بذلك نعمل على عدم رمي أي مكون طعام سبق وتناولناه قبل يوم أو أكثر. وهنا أحبّ التذكير بضرورة التفكير بهذا الشهر الكريم بالغريب كما القريب، فنقدّم يومياً طبق طعام لفقير أو جار وحيد؛ فتكتمل بذلك معاني الشهر الفضيل قولاً وفعلاً».