«طفل البلكونة» يشعل غضب المصريين... ومصوّر الواقعة يروي التفاصيل

القبض على الأم والتحقيق معها بعدما عرضت حياة ابنها للخطر

مشهد من الفيديو والأم تدفع ابنها لتسلق الشرفة (فيسبوك)
مشهد من الفيديو والأم تدفع ابنها لتسلق الشرفة (فيسبوك)
TT

«طفل البلكونة» يشعل غضب المصريين... ومصوّر الواقعة يروي التفاصيل

مشهد من الفيديو والأم تدفع ابنها لتسلق الشرفة (فيسبوك)
مشهد من الفيديو والأم تدفع ابنها لتسلق الشرفة (فيسبوك)

ألقت أجهزة الأمن في مصر اليوم (السبت)، القبض على سيدة ظهرت في مقطع فيديو وهي تجبر طفلها الصغير على القفز من النافذة نحو شرفة مجاورة، بعد أن نسيت مفتاح شقتها بداخلها، ما عرّض حياة الطفل للخطر.
وكانت حالة من الغضب انتشرت بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في مصر خلال الساعات الماضية، بعد أن وثق فيديو لم يتعدَّ الدقيقة ونصف الدقيقة، الواقعة، التي عرفت عبر مواقع التواصل باسم «طفل البلكونة».
وبينما تمثُل الأم أمام النيابة المصرية للتحقيق معها، قررت لجنة الأمومة والطفولة ونجدة الطفل إيداعَ الطفل في إحدى دور الرعاية لحين البتّ في وضع أمّه القانوني، وفق وسائل إعلام مصرية.
وألقت الشرطى القبض على السيدة التي تقطن إحدى عمارات حي 6 أكتوبر (غرب القاهرة)، اليوم (السبت)، وأكدت التحقيقات أن الطفل هو ابنها، عقب شكوك بين متابعين عبر «فيسبوك» و«تويتر» في أن يكون ابنها.
وكان المجلس القومي للطفولة والأمومة بمصر قد تقدم ببلاغ إلى النائب العام ضد السيدة، وصرحت عزة العشماوي الأمين العام للمجلس: «حرصاً على مستقبل الطفل ولوقف الانتهاكات التي تعرض لها، حيث أظهرت هذه الواقعة إساءة لكرامة وحقوق الطفل، وتعريضه للخطر، وفقاً لحكم المادة (96) من قانون الطفل رقم 12 لسنة 1996، المعدل بالقانون رقم 126 لسنة 2008، فقد تم إبلاغ مكتب النائب العام لاتخاذ اللازم بشأن هذه الواقعة».
وجرى تداول مشاهدة الفيديو ما يزيد على 75 ألف مشاهدة منذ أمس، وتظهر فيه السيدة بينما تدفع الطفل، فيما تحثها أصوات الجيران، إضافة لمصوّر الفيديو، على التراجع وسحب الطفل مرة أخرى.
وطالب عدد من رواد مواقع التواصل بمعاقبة السيدة ومحاسبتها، بسبب الإهمال وقسوة القلب.
وكشف محسن عبد الراضي، مصور الفيديو، أنه كان يتحدث في الهاتف من شرفة منزله عصر أمس، وعند مشاهدته للواقعة ظن أن الأم تحاول منعه، لكنه اكتشف بعد دقائق أنها هي التي تدفعه للقفز لنسيانها المفتاح.
وأوضح عبد الراضي لـ«الشرق الأوسط» أنه فضّل توثيق الواقعة، مع مناداة الأم، وبمساعدة الجيران، لمنعها عن هذا الفعل، مضيفاً أن الوقت لم يكن ليسمح له بالنزول من عمارته بالدور السادس حتى العمارة التي تسكن بها الأم لمنعها، لذلك فضّل التصوير، مضيفاً: «ربما لو نزلتُ للطفل كان قد سقط ولم توثَّق اللحظة التي أسهمت في إنقاذه».
وبحسب عبد الراضي، فقد كان الطفل البالغ من العمر 9 سنوات قد ترك المنزل وذهب للعب كرة القدم، وقد انغلق باب الشقة، مما أغضب الأم ودفعها لهذا الفعل، متابعاً: «كانت الأم غاضبة وتقول لابنها: (أريدك أن تقع)، ليرد ابنها: (أنا خايف أقع سأبحث عن المفتاح)، لكن عقب صراخ الجيران تراجعت الأم».
وعقب تصوير الفيديو، لم يكن يتوقع مصور الفيديو سرعة استجابة السلطات المصرية لمحاسبة الأم، وقال مختتماً حديثه: «أتمنى محاسبة الأم، لأنها اعتادت ضرب ابنها، وحتى عقب سحبه من النافذة انهالت عليه بالضرب، وهو ما لم أستطع تصويره».



«جائزة الشجاعة» لفتاة في التاسعة «أهدت» جدّتها عمراً جديداً

الجدّة والحفيدة الشُّجاعة (مواقع التواصل)
الجدّة والحفيدة الشُّجاعة (مواقع التواصل)
TT

«جائزة الشجاعة» لفتاة في التاسعة «أهدت» جدّتها عمراً جديداً

الجدّة والحفيدة الشُّجاعة (مواقع التواصل)
الجدّة والحفيدة الشُّجاعة (مواقع التواصل)

مُنحت «جائزة الشجاعة» إلى فتاة رأت أنَّ جدتها تعاني سكتةً دماغيةً، فطبَّقت تعليمات حفظتها من أجل إنقاذها. وأدركت صفاء حسين، البالغة 9 سنوات، من شيبلي بغرب يوركشاير بإنجلترا، الأعراض التي ينبغي الانتباه إليها بعدما تعلّمتها في المدرسة الابتدائية؛ فحصلت على شهادة تقدير من عمدة مدينة برادفورد ضمن حفل استقبال خاص. كما كُرِّمت المُساعِدة في التدريس، هيلين ماثيوز، التي أدارت درس الإسعافات الأولية خارج المنهج الدراسي.

وقال رئيس بلدية المدينة بيف مولاني: «إنه لأمرٌ عظيم أن نعترف بشجاعة صفاء والتعليم الممتاز الذي تلقّته، مما سمح لها باتخاذ إجراءات للمُساعدة في إنقاذ جدّتها. أحسنت صفاء بحفاظها على هدوئها وتقديمها المُساعدة». تغيَّبت صفاء عن المدرسة، وأقامت مع جدّتها ماري شيخ (79 عاماً)، بينما كانت والدتها في العمل.

علَّقت الصغيرة: «عندما جلستُ على سريرها، حاولت تقديم بعض الطعام لها، لكنها لم تستطع تناوله. جرّبتُ كل ما قالته السيدة ماثيوز، وكنتُ أعلم أنها أُصيبت بسكتة دماغية». وتابعت: «اتصلتُ بأمي وقلتُ لها: (عليكِ الاتصال بسيارة إسعاف. جدّتي مصابة بسكتة دماغية)؛ ففعلت ذلك». أخذت سيارة الإسعاف، شيخ، إلى مستشفى برادفورد الملكي حيث تلقَّت علاجاً مُنقذاً للحياة. أضافت صفاء: «كانت سكتة دماغية مخيفة. أشعر بالسعادة والحماسة لأن جدّتي لا تزال بيننا».

شهادة تقدير على العمل البطولي (مواقع التواصل)

بدورها، روت والدتها، عائشة شيخ (49 عاماً)، أنها تركت ابنتها مع والدتها، وبعد 40 دقيقة تلقَّت المكالمة الهاتفية. وقالت: «دعتني قائلة إنّ جدّتها في حالة سيئة وتعرَّضت لسكتة دماغية. قلتُ لها: (ماذا تعنين؟ أنت في التاسعة، كيف عرفتِ أنها أصيبت بسكتة دماغية؟)، فأجابت: (قدَّمتُ لها نوعاً من الإفطار ولم تستطع تناوله. وأيضاً كان وجهها شاحباً ولم تستطع التحدُّث. إنها بطلتنا الصغيرة. لقد أنقذتها. لم تكن لتنجو لولا ذلك». وتابعت: «ولولا الآنسة ماثيوز أيضاً التي لقّنتها الإرشادات».

أما ماثيوز فأكدت أنّ أحد أدوارها كان تعليم الإسعافات الأولية من السنة الأولى حتى السادسة: «إنه ليس جزءاً من المنهج الوطني، لكننا نعتقد أنه من الجيّد تعليم الأطفال». وأضافت أنّ أحد الأشياء التي علّمتها كانت أهمية «الساعة الذهبية» وكيفية التصرُّف خلالها: «قال المسعفون إنّ هذا ما أنقذ الجدّة، لأنّ صفاء أنجزت دورها بسرعة، ونحن فخورون بها».