إشعال الحطب والتسمم بأول أكسيد الكربون

إشعال الحطب والتسمم بأول أكسيد الكربون
TT

إشعال الحطب والتسمم بأول أكسيد الكربون

إشعال الحطب والتسمم بأول أكسيد الكربون

> يكثر استخدام الحطب أو الفحم للتدفئة في فصل الشتاء لأنه وسيلة سهلة نسبياً وتُعطي دفئاً جميلاً، كما يشكل إشعال الحطب مصدراً للمتعة بالسمر في ليالي الشتاء الباردة. والإشكالية الصحية الأبرز لوسيلة التدفئة هذه هي أنها مصدر لغاز أول أكسيد الكربون، ما يتطلب اتخاذ وسائل للوقاية من حصول التسمم به.
ولإدراك آلية نشوء حالة التسمم هذه، نلاحظ أن عملية احتراق الحطب هي تفاعل كيميائي بين مادتين ينتج عنها حرارة وغاز ثاني أكسيد الكربون وماء. وعملية الاحتراق باللهب تتطلب تفاعل غاز الأكسجين مع مادة الحطب. ولأن ليس كل احتراق بلهب يتم بشكل تام، فإن إشعال الحطب قد لا يُعطي فقط غاز ثاني أكسيد الكربون المحتوي على ذرتين من الأكسجين، بل قد يُعطي أيضاً كمية من غاز أول أكسيد الكربون. ومعلوم أن أول أكسيد الكربون غاز لا لون له ولا طعم ولا رائحة، وفي الوقت نفسه قد يتسبب استنشاقه في أضرار صحية على الجسم.
ويمكن منع حصول ذلك بالحرص على حصول اشتعال كافٍ للحطب، عبر انتقاء أنواع جيدة وجافة من الحطب، وعبر عدم إشعال الحطب في داخل المنزل أو الأماكن المغلقة فيه كالحجرة مثلاً، بل في الهواء الطلق، ليسهم ذلك في تطاير ذلك الغاز الضار وتقليل احتمالات استنشاقه. وهذا ليس خاصاً بالحطب، بل حتى بالفحم.
ولتوضيح آلية تسبب غاز أول أكسيد الكربون بالضرر الصحي، فإن هذا الغاز من السهل أن يدخل إلى الدم حال استنشاقه مع دخان الحطب، وفي الدم يلتصق بشدة مع الهيموغلوبين في داخل خلايا الدم الحمراء، ويُؤدي ذلك إلى إعاقة قدرة الدم على حمل الأكسجين وتزويد أعضاء الجسم المختلفة به. وهناك جانب آخر لضرر غاز أول أكسيد الكربون، وهو أنه عندما يصل إلى الجهاز العصبي فإنه يتسبب في المعاناة من أعراض الدوار أو القيء أو الغثيان أو تدني مستوى الوعي والإدراك أو الإغماء أو تلف دائم في الخلايا العصبية، وفي الحالات الشديدة قد يتسبب في الوفاة. والأشخاص الأكثر عُرضة لهذه الأضرار الصحية هم الأجنة في رحم الأم الحامل، وكبار السن، والأطفال، ومرضى القلب، ومرضى الرئة، ومرضى فقر الدم.
ولذا تجدر ملاحظة أعراض التسمم بأول أكسيد الكربون، التي تشمل: الصداع الخفيف، والضعف، والدوخة، والغثيان أو القيء، وضيق النفس، والتشوش الذهني، وعدم وضوح الإبصار، وربما فقدان الوعي. وتُعد هذه الحالة حالة طبية طارئة تتطلب نقل المصاب إلى مكان به هواء نقي، وسرعة طلب المعونة الطبية. ووفق ما تشير إليه المصادر الطبية، فإن مقدار الضرر الصحي يعتمد على درجة شدة التعرض للتسمم بأول أكسيد الكربون ومدته، ما قد يتسبب في تلف دائم بالدماغ أو القلب.


مقالات ذات صلة

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

صحتك ارتفاع ضغط الدم تحدٍّ كبير للصحة العامة (رويترز)

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

بعض العلامات التحذيرية التي تنذر بارتفاع ضغط الدم، وما يمكنك القيام به لتقليل المخاطر:

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك المشي اليومي يسهم في تعزيز الصحة ودعم الحالة النفسية (رويترز)

6 فوائد صحية للمشي اليومي

أكدت كثير من الدراسات أهمية المشي اليومي في تعزيز الصحة، ودعم الحالتين النفسية والجسدية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك زيوت البذور يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون (رويترز)

للوقاية من سرطان القولون... تجنب استخدام هذه الزيوت في طهي الطعام

حذَّرت دراسة من أن زيوت البذور -وهي زيوت نباتية تستخدم في طهي الطعام، مثل زيوت عباد الشمس والذرة وفول الصويا- يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق يعاني الكثير من الأشخاص من كثرة التفكير وقت النوم (أ.ف.ب)

كيف تتغلب على كثرة التفكير وقت النوم؟

يعاني كثير من الأشخاص من كثرة التفكير ليلاً؛ الأمر الذي يؤرِّقهم ويتسبب في اضطرابات شديدة بنومهم، وقد يؤثر سلباً على حالتهم النفسية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

جهاز لتحفيز الأعصاب يفتح آفاقاً لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم

لا يستطيع بعضنا النوم أحياناً رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)
لا يستطيع بعضنا النوم أحياناً رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)
TT

جهاز لتحفيز الأعصاب يفتح آفاقاً لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم

لا يستطيع بعضنا النوم أحياناً رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)
لا يستطيع بعضنا النوم أحياناً رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)

لأول مرة في المملكة المتحدة، صُمّم جهاز طبي مبتكَر يُعرَف باسم «Genio» يهدف إلى تحفيز الأعصاب في اللسان لتحسين التنفس أثناء النوم، ما يُعدّ إنجازاً طبياً بارزاً لمرضى انقطاع التنفس أثناء النوم، الذي يؤثر على نحو 8 ملايين شخص في البلاد، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

الجهاز، الذي طوّرته شركة «Nyxoah»، يُدار بالكامل عبر تطبيق على الهاتف الذكي، ويُعدّ خياراً حديثاً للمصابين بانقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم، وهو النوع الأكثر شيوعاً من الاضطراب، حيث يتسبب استرخاء جدران الحلق في انسداد مجرى الهواء، ما يؤدي إلى أعراض مثل الشخير العالي، وأصوات الاختناق، والاستيقاظ المتكرر.

وفي عملية استغرقت ثلاث ساعات بمستشفيات كلية لندن الجامعية (UCLH)، قام الأطباء بتركيب الجهاز للمريضة ناتالي بولر (63 عاماً) التي وُصفت تجربتها بأنها تحسن ملحوظ خلال أيام قليلة، مضيفة أنها تتطلع إلى استعادة نشاطها اليومي بعد سنوات من الإرهاق المزمن.

* تقنية متقدمة لعلاج مريح وفعال

يعمل جهاز «Genio» من خلال تحفيز العصب تحت اللسان، المسؤول عن تحريك عضلات اللسان، لمنع انسداد مجرى الهواء أثناء النوم. يجري التحكم في الجهاز بواسطة شريحة تُلصق أسفل الذقن قبل النوم، وتُزال في النهار لإعادة الشحن.

وعبر تطبيق الهاتف الذكي، يمكن للمرضى ضبط مستويات التحفيز، ومتابعة بيانات نومهم، مما يتيح لهم تجربة علاج شخصية ومتكاملة.

الجهاز يُعدّ بديلاً لأجهزة ضغط الهواء الإيجابي المستمر (Cpap)، التي تُعدّ العلاج الأول لانقطاع التنفس أثناء النوم، لكنها غالباً ما تُواجَه بالرفض من المرضى بسبب عدم الراحة المرتبطة باستخدام الأقنعة.