مراوحة ما بين الشعر والرواية في أوراق اليوم الختامي

ملتقى النص يطوي جلساته بـ16 ورقة بحثية

جانب من جلسات اليوم الختامي لملتقى النص
جانب من جلسات اليوم الختامي لملتقى النص
TT

مراوحة ما بين الشعر والرواية في أوراق اليوم الختامي

جانب من جلسات اليوم الختامي لملتقى النص
جانب من جلسات اليوم الختامي لملتقى النص

أوصى المشاركون في ملتقى قراءة النّص في دورته الـ15 الذي اختتمت فعالياته في جدة والذي ينظمه نادي جدة الأدبي، بضرورة التركيز على فئة الشّباب من الأدباء والمثقفين من الجنسين وإتاحة الفرصة لهم في الملتقيات الأدبية والثّقافية، كما أوصى بالاهتمام بالأدب الرقمي التفاعلي على الشبكة العنكبوتية، وتوجيه المؤسسات الثقافية المعنية إلى أهمية رقمنة إصداراتها ومنتدياتها.
ودعا الملتقى إلى ضرورة إيجاد مبادرات عملية منهجية تُعنى بتقديم دورات متخصّصة وورش عمل ومنصات تفاعلية تهتم بمواهب الشّباب الأدبية ورعايتها، كذلك، توجيه المؤسسات الثقافية والأكاديمية إلى ضرورة الاهتمام بأدب الشباب وضبط مفاهيمه وخصائصه وتوجيه الباحثين إلى دراسته وتقويمه، مع مطالبة رؤساء الأندية الأدبية في دورتهم المقبلة بضرورة عقد مؤتمر يهتم بمبادرات الشباب الأدبية ودعمها مادياً ومعنوياً.
وثمّن المشاركون في الملتقى الذين ناقشوا قرابة 29 ورقة في 6 جلسات، دعم الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، للحركة الثقافية والأدبية ورعايته للملتقى، كذلك الدكتور عبد الله دحلان، رئيس مجلس أمناء جامعة الأعمال والتكنولوجيا، لدعمه الملتقى.
واختتم ملتقى قراءة النص، أمس، فعالياته بثلاث جلسات احتوت على 16 ورقة بحثية، تناولت جميع جوانب الأدب والشّعر بجميع أشكاله وألوانه وأبرز الملامح للمرحلة المقبلة.
وطرح في الجلسة الأولى الدكتور سعد البازعي، ورقة تحت عنوان «بهجات الصّمت والخيبة: قراءة لتجربتين شعريتين شابتين»، يتمثلان في الشاعرة هيفاء الجبري، والشاعر أحمد الصحيّح، حيث تتبع منجزهما الشعري للتدليل على فرضياته في ما يتصل بسيمتي «الصمت» و«الخيبة»، فيما تناول الدكتور سحمي الهاجري «رواية الشّباب... الكتابة بعد انهيار السياق»، متخيراً لبحثه رواية «الوادي المعلّق في السماء» لمشاري إبراهيم، منوهاً في سياق قراءته إلى أنّ الجرأة التي اعتمد عليها من خلال بطل الرواية «سامي الغريب»، «انتقلت من المضامين إلى الأشكال وطرائق التفكير والتعبير والعرض والتصوير، وتبرز فيها ذاتية كاتبها وخياراته بشكل واضح».
وبحثت الدكتورة نجلاء مطري، جذور «النص الغائب» في نصوص الشّعراء السّعوديين الشّباب، بهدف رصد مَواطن التناصّ في النماذج المختارة، عبر التركيز على محورين؛ نظري يستجلي ماهية التناص، والآخر عملي بتتبع قوانين النّص الغائب (التناص) في الشواهد المختارة.
وتطرقت ورقة الباحث راشد القثامي إلى «شعرية التنوع»، بمتكأين؛ نظري استقصى فيه معاني الشعرية، خصوصاً في نقدنا العربي، بينما اختص القسم الثاني بدراسة شعرية التنوُّع في النّصوص الشّعرية عند الشّعراء الشّباب في فترة ما بعد الألفية الثالثة، ولم يبعد الباحث سامي العجلان عن سابقه في ما يتصل بنتاج الشّعراء السّعوديين الشّباب، حيث توجه بورقته إلى البحث عن «تجليات التعبير عن الذّات عند الشّعراء الشّباب في المملكة»، وسبيله في ذلك مهاد نظري. واختتمت الباحثة ميسا الخواجا أوراق الجلسة الأولى ببحثها الموسوم بـ«العزلة والعدمية في إنتاج الشعراء الشباب بعد عام 2000 - قراءة في نماذج شعرية» جرت فيه على سياق سابقيه بالتوطئة النظرية المنسجمة مع فرضياتها.
وانطلقت الجلسة الثانية بعبد الله السفياني، وتطرق إلى إنتاج الشّباب السّعودي الشّعري، حيث جاء بحثه بعنوان «التجربة الشعرية عند الشباب السعودي - بدايات التشكل وصعوبات التأسيس»، حاصراً المدى الزمني لتصنيف الشباب في مطلع الألفية الجديدة، محصياً (6) يرى أنّها كونت التجربة الشبابية. وقطعت الباحثة لمياء باعشن، حبل البحوث المتصل بالشّعر، بتناول «الرواية الاستطلاعية وتجارب النوع السردي في السعودية»، معطيةً في مهادها النظري الدلالة لمفهوم «الرواية الاستطلاعية»، مستجليةً من نماذجها المختارة ما يعضد افتراضاتها النظرية.
وأعاد الباحث سعود الصاعدي، الشّعر إلى طاولة النقاش في ثالثة الأوراق، متناولاً «القصيدة العمودية الجديدة – دراسة في فضاء الشكل الكتابي الجديد»، مقسماً ما خلص إليه من نتائج إلى ثلاثة أقسام، أوّلها يتعلّق بالوسيلة، وفيه رَصَد: الانتقال من أفق الكتابة الورقية إلى أفق الكتابة الضوئية، والتحوّل التقني، والتعالق بين الطّباعي والتقني في عملية النشر. وثانيها يتعلّق بالفعل الإنجازي أو المبدع. فيما أعادت الباحثة فايزة الحربي دفّة النّقاش نحو عالم السّرد ببحثها الموسوم بـ«المحكي الذاتي في الرواية السعودية ما بعد الألفية»، متّخذة من رواية «قبل أن تخون الذاكرة» نموذجاً لتعميق رؤيتها النقدية، وفرضياتها البحثية، لتنتهي الجلسة الثانية ببحث أحمد الهلالي تحت عنوان «أدب البدايات»، مشيراً في مطلع ورقته إلى مصطلح «أدب الشباب» وما به من إشكالات وتعقيدات، مستعيضاً عنه بمصطلح «أدب البدايات».
وجاء الختام في الجلسة الثالثة بورقة للدكتور عبد الرحمن المحسني، تتبع فيها «مسارات السرد النقدي» عند الشباب، والمتكآت التي يستند إليها، والمرتكزات التي يقوم عليها. تلاه الدكتور عادل خميس الزهراني متناولاً في ورقته البحثية «التغريد الأدبي بوصفه جنساً: قراءة في وجه حنظلة وفي سيرته»، عمد فيها إلى استجلاء الأساليب التي يصوغ بها الشّباب تغريداتهم الأدبية في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، بوصفه فضاء تقنياً جديداً للكتابة الإبداعية.
الباحث حسن حجاب الحازمي طرح «قراءة في تجربة إبراهيم مضواح السردية»، بسط في مقدمتها تمهيداً نظرياً قاد به مسار البحث نحو الغايات التي يراها، من خلال المنجز السردي للروائي مضواح، في حين تطرّقت الباحثة كوثر القاضي، إلى «كتابة الشباب في المواقع الإلكترونية – رؤى وتجارب»، خلصت فيها إلى أنّ «الإحصائيات أثبتت أنّ الشباب السّعوديين والخليجيين بشكل عام أكثر التزاماً وتحفظاً أمام إنشاء مواقع أو دور نشر إلكترونية».
وآخر أوراق الملتقى قدّمها الباحث محمد أحمد الخضير، وهي عبارة عن دراسة معجمية ببلوغرافية لـ«الأدباء السعوديين الشباب الحاصلين على جوائز أدبية من عام 2000 إلى 2018»، حاصراً ذلك في «الجوائز المعتبرة والمسابقات المشهورة»، متجاهلاً «الجوائز التي تُمنح في حفلات مدرسية أو لقاءات عائلية أو مسابقات صغيرة»، معتمداً في ذلك على 5 مصادر: القواميس، والمعاجم الخاصة بالأدباء السعوديين، واقتناء بعض إبداعات الشباب الأدبية الفائزة بجوائز، وشبكة الإنترنت، والسير الذاتية.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.