الحكومة الجزائرية تتعهد بـ«حياد القضاء» في رئاسية 2019

الحكومة الجزائرية تتعهد بـ«حياد القضاء» في رئاسية 2019
TT

الحكومة الجزائرية تتعهد بـ«حياد القضاء» في رئاسية 2019

الحكومة الجزائرية تتعهد بـ«حياد القضاء» في رئاسية 2019

بينما أعلنت وزارة الداخلية الجزائرية أن 12 رئيس حزب و50 شخصاً، لا يتمتعون بغطاء حزبي سياسي، سحبوا استمارات جمع التوقيعات بهدف تكوين ملفات الترشح لرئاسية 18 أبريل (نيسان) المقبل، ووعد وزير العدل الطيب لوح بـ«حياد القضاة»، الذين ستعهد لهم مهمة الفصل في الطعون المتوقعة بعد إعلان نتائج الاستحقاق.
وقالت وزارة الداخلية في بيان، أمس: إن الذين تسلموا الوثائق «استفادوا من الحصص المخصصة لاستمارات اكتتاب التوقيعات، تطبيقاً للإجراءات القانونية المعمول بها، والعملية تجري في ظروف جيدة، وستتواصل مع تلقي طلبات الترشح».
وتعد استمارات التوقيعات شرطاً للترشح للرئاسية المقبلة، وتتمثل في توقيع 60 ألف شخص يتحدرون من 25 ولاية (محافظة) على الأقل (توجد 48 ولاية في الجزائر)، أو جمع توقيع 600 منتخب بالبرلمان والمجالس البلدية والولائية من عدد الولايات نفسه. لكن كثيراً من «المرشحين للترشح» عجزوا في الاستحقاقات الماضية عن تلبية هذا الشرط، وبخاصة بالنسبة لمن لا ينتمون إلى أحزاب كبيرة.
وأوضحت الداخلية، أن «أسماء بارزة» توجد ضمن الذين تنقلوا إلى مقرها لتسلم استمارات اكتتاب التوقيعات، طلبوا أصوات الناخبين في رئاسية 2014، وهم علي بن فليس، رئيس حزب «طلائع الحريات»، وهو رئيس حكومة سابق (2001 - 2003) خاض معترك الانتخابات عامي 2004 و2014، وحل في كلتيهما ثانياً في الترتيب بعد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. إضافة إلى عبد العزيز بلعيد، رئيس حزب «جبهة المستقبل»، الذي جاء ثالثاً في الترتيب في الانتخابات الماضية، وعلي فوزي رباعين، رئيس «عهد 54»، الذي يشارك للمرة الرابعة في الاستحقاق الرئاسي، وهو معروف بكونه ابن السيدة الراحلة فاطمة أوزلاقن، إحدى أشهر مجاهدات حرب التحرير (1954 - 1962).
ولفت بيان وزارة الداخلية إلى قادة أحزاب آخرين أعلنوا عبر وسائل الإعلام رغبتهم في الترشح، مثل علي زغدود رئيس «التجمع الجزائري»، ومحفوظ عدول رئيس «حزب النصر»، وأحمد قوراية رئيس «جبهة العدالة والديمقراطية»، وعمار بوعشة رئيس «حركة الانفتاح الوطني»، ومحمد هادف رئيس «حركة الأمل»، وسليم خالفة رئيس «حزب الشباب الديمقراطي»، وعبد القادر بن قرينة رئيس «حركة البناء الوطني»، وعيسى بلهادي رئيس «جبهة الحكم الراشد».
لكن أكثر المترشحين، الذي يسلط عليه الإعلام ضوءه، هو اللواء المتقاعد علي غديري، الذي يحظى بدعم قطاع من الصحافة وناشطين سياسيين وحقوقيين. ويستقبل غديري عشرات الأشخاص كل يوم داخل إقامة خصصها للانتخابات بأعالي العاصمة، حيث يجري مقابلات صحافية ويلتقي متعاطفين. لكن اللواء المتقاعد تعرض في الأسابيع الماضية لانتقادات حادة من طرف قيادة الجيش، بعد أن دعاها إلى الحؤول دون ترشح بوتفليقة لولاية خامسة.
في سياق متصل، قال وزير العدل الطيب لوح، أمس، بالعاصمة، خلال اجتماع لـ«الهيئة العليا لمراقبة الانتخابات» (استحدثت بموجب تعديل الدستور في 7 من فبراير (شباط) 2016): إن الحكومة نشرت 1541 قاضياً في كل البلديات لإجراء المراجعة الاستثنائية لقائمة الناخبين؛ تمهيداً لتحديد حجم كتلة الناخبين (فاق تعدادها 22 مليونا في 2014).
وذكر لوح أن السلطة القضائية، «بصفتها الضامنة الرئيسية للحقوق الأساسية وللحريات، ستدعم الهيئة التي توجد اليوم أمام مسؤولية كبيرة». مبرزاً أن الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات «أثبتت في محطات سابقة أداء واجبها كاملاً، وحرصاً على تطبيق القانون، بصفتها أحد الأطراف الضامنة تحقيق المساواة بين الجميع».
ويرأس «الهيئة» عبد الوهاب دربال، وهو قيادي سابق في «النهضة الإسلامية» (معارضة)، ووزير مكلف العلاقات مع البرلمان سابقاً.
وعادة ما يكون القضاء محل طعن في مصداقيته من طرف المعارضة، لاتهامه بالانحياز لـ«مرشحي النظام». وتتكون نصف تركيبة «هيئة مراقبة الانتخابات» من قضاة (200 عضو)، في حين ينتمي بقية الأعضاء إلى المجتمع المدني.
وينص دستور البلاد على مبدأ «الفصل بين السلطات»، لكن في الممارسة تهيمن السلطة التنفيذية على مرفق القضاء.



3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.