سلّط التفجير الانتحاري الذي استهدف مدينة منبج في شمال سوريا، الأربعاء الماضي، وتبناه تنظيم داعش، الضوء على حساسية الوضع في المدينة التي باتت «ملعباً» للقوات الأميركية والروسية والتركية في سوريا.
فعلى رصيف مستشفى الأمل وسط المدينة، أجهش رجل أربعيني بالبكاء بحرقة وحزن، بعدما تحولت ابنته سحر (13 عاماً) ووالدتها إلى أشلاء. ووضعوهما في صندوق مخصّص للموتى، حيث إنهما قضتا بالتفجير الذي وقع أمام مطعم قصر الأمراء وسط منبج وراح ضحيته 15 قتيلاً، بينهم أربعة أميركيين.
وقال حسين، والد سحر، لـ«الشرق الأوسط»: «يا ريت لو كنت معهم لحظة الانفجار وارتحت من هذا العذاب. ماذا بقي لي من أعزّ الناس على قلبي». كما قال عبد الجليل (47 سنة)، وهو سائق سيارة أجرة عمومي كان موجوداً قرب المطعم لحظة الانفجار: «عادةً تقوم دوريات أميركية بتفقّد أوضاع المدينة بعد تصاعد التهديدات التركية قبل أشهر، كانوا يتودّدون للسكان عبر شراء أطعمة ومشروبات محلية، ولحظة دخولهم للمطعم قام الانتحاري بتفجير نفسه».
تقع منبج عند ملتقى ثلاث مناطق نفوذ منفصلة للروس والأتراك والأميركيين. ومن المرجح أن يؤدي الانسحاب الأميركي المرتقب من المنطقة وسوريا عموماً إلى مواجهة بين «وحدات حماية الشعب» الكردية مع تركيا، ويفتح الطريق أمام اتساع نطاق النفوذ الروسي والإيراني في المناطق التي ستغادرها القوات الأميركية.
...المزيد
منبج... «ملعب سوري» لقوات أميركا وروسيا وتركيا
«الشرق الأوسط» تستطلع المدينة بعد أيام على هجوم «داعش»
منبج... «ملعب سوري» لقوات أميركا وروسيا وتركيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة