إسرائيل تختبر بدعم أميركي منظومة صواريخ ضد «تهديدات باليستية»

TT

إسرائيل تختبر بدعم أميركي منظومة صواريخ ضد «تهديدات باليستية»

أعلنت إسرائيل نجاح اختبار منظومة الدفاع الصاروخي المتطورة «حيتس 3» (سهم 3) أمس في تجربة شاركت فيها الولايات المتحدة.
وقالت وزارة الجيش الإسرائيلي إنها أجرت تجربة ناجحة على منظومة «حيتس 3» لاعتراض الصواريخ الباليستية طويلة المدى. وجرت التجربة بالتعاون مع الوكالة الأميركية لاعتراض الصواريخ.
وجاء في بيان: «بعد إطلاق الصاروخ الهدف أطلق صاروخ حيتس الذي تمكن من اعتراضه». وأضاف أن «نجاح هذه التجربة يشكل نقلة هامة على صعيد القدرات العملياتية لدولة إسرائيل في منظومة الدفاع عن نفسها ضد أي تهديدات خارجية وإقليمية محتملة فورية أو مستقبلية». ووصف البيان منظومة صواريخ «حيتس» بأنه عامل مركزي في الدفاعات الإسرائيلية.
وجاء في التفاصيل، أنه في نحو الساعة 6:45 صباحاً، أطلق صاروخ وهمي أمام السواحل بهدف محاكاة الصواريخ الباليستية طويلة المدى التي تم تصميم نظام حيتس 3 لاعتراضها، وبعد الإطلاق، كشف رادار «حيتس» الهدف وحول المعلومات إلى مركز إدارة إطلاق النيران، الذي حلله وخطط الاعتراض بالكامل. وعند انتهاء التخطيط، أطلق صاروخ حيتس اعتراضي ضد الهدف، الذي أنهى مهمته بنجاح تام.
وأجرت منظمة الدفاع الصاروخي التابعة لوزارة الجيش ووكالة الدفاع الصاروخي الأميركية الاختبار، بمساعدة من سلاح الجو الإسرائيلي وشركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، التي تصنّع منظومة «حيتس».
وقال مدير وكالة الدفاع الصاروخي الأميركية شامويل غريفس: «هذا الاختبار الناجح يمنح الثقة بقدرة إسرائيل على حماية نفسها من التهديدات القائمة في المنطقة» وأضاف: «أهنئ منظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية، سلاح الجو الإسرائيلي، طاقمنا في وكالة الدفاع الصاروخي، وشركائنا التجاريين. نحن ملتزمون بمساعدة حكومة إسرائيل في تطوير قدراتها الوطنية للدفاع الصاروخي من التهديدات المتنامية».
ورحب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بنجاح التجربة، قائلاً: «سنواصل تطوير دفاعاتنا الجوية، وسنستمر في تطوير أقوى النظم في العالم، وإسرائيل تتمتع بقدرات دفاعية وهجومية قوية». كما شكر نتنياهو الولايات المتحدة على تعاونها في التجربة، قائلاً: «إسرائيل والولايات المتحدة لديهما تعاون عميق للغاية في مجال الصناعات الدفاعية».
ومن جانبه، رحب الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين بالتجربة الناجحة قائلاً إنه «يجب علينا أن نتفوق على أعدائنا وأن نطور قدراتنا لننتصر على كل من تسول له نفسه الإساءة إلينا».
وكانت إسرائيل أعلنت بدء تشغيل منظومة «حيتس 3» وهي النسخة المتطورة من منظومتي 1 و2، في يناير (كانون الثاني) 2017. وتم تصميم نظام الدفاع الجوي، ضمن مشروع مشترك مع الولايات المتحدة، لإسقاط الصواريخ الباليستية، «كالصواريخ التي تخشى إسرائيل أن تطلقها إيران يوماً ما ضدها». وأطلق صاروخ «حيتس 3» من قاعدة «بالماخيم» الجوية في إسرائيل وكان يمكن رؤية أثارته في الجو حتى في القدس؟
ويمثل هذا النظام أعلى مستوى في شبكة إسرائيل المتعددة المستويات للنظام الجوي.وتتكون الطبقات الدفاعية الإسرائيلية من 4 طبقات، منظومة «القبة الحديدية، وهي نظام دفاع جوي لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى والقذائف المدفعية، ومنظومة «العصا السحرية» التي صممت لإسقاط الصواريخ التي يتراوح مداها ما بين 100 و200 كيلومتر أو الطائرات أو صواريخ كروز التي تحلق على ارتفاع منخفض، ومنظومة «حيتس 2»، ويهدف إلى اعتراض الصواريخ الباليستية طويلة المدى، فيما تهدف منظومة «حيتس 3»، لاعتراض الصواريخ الباليستية طويلة المدى، في ارتفاع أعلى بكثير من «حيتس 2».
وجاء اختبار الثلاثاء يومين بعد اختبار إسقاط صاروخ أطلق من سوريا باتجاه مرتفعات الجولان. واعترضت بطارية «قبة حديدية» صاروخا قادما، قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق على يد قوات إيرانية في سوريا، على ما يبدو أنه رد على غارة جوية نسبت إلى إسرائيل ضد مستودعات أسلحة في محيط دمشق.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».