«مشروع أثينا» من «إنتل»... تصاميم لأجهزة مستقبلية عالية الاستجابة

كومبيوترات محمولة رقيقة بأداء مرتفع وشحنة بطارية طويلة

كومبيوتر «سبيكتر فوليو» من «اتش بي» مثال على التعاون مع «انتل»
كومبيوتر «سبيكتر فوليو» من «اتش بي» مثال على التعاون مع «انتل»
TT

«مشروع أثينا» من «إنتل»... تصاميم لأجهزة مستقبلية عالية الاستجابة

كومبيوتر «سبيكتر فوليو» من «اتش بي» مثال على التعاون مع «انتل»
كومبيوتر «سبيكتر فوليو» من «اتش بي» مثال على التعاون مع «انتل»

تستعد أجهزة «كروم بوك» و«نوت بوك» للاستفادة من مشروع «أثينا» الذي تقوده «إنتل» الذي سيتولّى توجيه التصميمات المتفوقة التي ينتجها أهمّ الشركات المنتجة للكومبيوترات المحمولة، ومن بينها «غوغل»، خلال السنوات القليلة المقبلة.

- مشروع طموح
قبل أقل من ثمانية أعوام، أسهمت إنتل في إدخال العالم في عصر أجهزة «النوت بوك» (دفاتر الملاحظات) الرقيقة والخفيفة التي عرفت بعد ذلك باسم «ألترا بوك». واليوم، تستعدّ «إنتل» وعدد من شركائها لنقل أجهزة «ألترا بوك» إلى مرحلة جديدة عبر «مشروع أثينا» وفقاً لخريطة طريق تمتدّ لسنوات كثيرة مقبلة، أعلن عنها في معرض إلكترونيات المستهلكين الذي انتهى قريباً.
يقول مسؤولو «إنتل» التنفيذيون إنّهم مدعومون من شركاء كـ«آيسر» و«آسوس» و«ديل» و«غوغل» و«إتش بي» و«لونوفو» و«مايكروسوفت» و«سامسونغ» و«شارب»، إلى جانب غوغل، التي ستنتج جهاز «كروم بوك» جديد في إطار المشروع نفسه.
لم يتمّ حتى الساعة تحديد الاسم التجاري لأجهزة «النوت بوك» التي سيخرج بها برنامج «أثينا»، إلا أنه جرى تحديد الجدول الزمني لإطلاقها، حيث سيبدأ شحن أول «لابتوبات» المشروع في النصف الثاني من 2019.
ظهرت أجهزة «ألترا بوك» للمرة الأولى عام 2011، كردّة فعل على جهاز «ماك بوك إير» ذي الرقة المذهلة الذي بادر ستيف حوبز، رئيس «آبل» التنفيذي حينها، إلى سحبه من مغلّف ورقي عند تقديمه للمرة الأولى. ولكنّ «أثينا» لن تخرج بأجهزة أكثر رقّة، فقد أفاد جوش نيومان، المدير العام لقسم للابتكار الخلوي في «إنتل»، بأنّ هدف «أثينا» هو توجيه صنّاع «اللابتوبات» نحو صناعة أجهزة تقدّم أداء أفضل وخدمة بطارية أطول (20 ساعة).

- معالجات مطورة
يعتمد «مشروع أثينا» حالياً في تجهيز «اللابتوبات» على وحدات معالجات «إنتل» الكومبيوترية حصرياً. ولكن في إطار المشروع، تعتزم «إنتل» تبني مقاربة تعاونية متحرّرة من تركيبة جهاز «ألترا بوك» الأول.
في ذلك الحين بادرت «إنتل» حينها أولاً إلى إطلاق نسخة بفرق جهد كهربائي ضعيف من معالجات «إنتل» بنواة الجيل الثاني، ثم بعدها، أطلقت منصة «ألترا بوك». أما الآن فستعتمد أول أجهزة «النوتبوك» التي ستخرج إلى الضوء من «أثينا» في عام 2019 على تصميم معالجات «آيس ليك» بسماكة 10 ملم، الذي أطلقته «إنتل» للمرّة الأولى رسمياً في معرض إلكترونيات المستهلكين.
ولكنّ «مشروع أثينا» لا يتمحور حول تصميم «آيس ليك» Ice Lake، بل سيشمل الأجيال المتتالية من سلسلات «U» و«Y» من معالجات «إنتل» المنخفضة الطاقة، إذ سيُصار إلى تصميم هذه المعالجات لمنصات كومبيوتر محددة عبر شراكات مع مهندسي «إنتل»، وأعضاء من فرق التصميم في الشركات المصنّعة.
وفي حال بدا لكم الأمر مألوفاً، يجب أن يكون كذلك، فقد تمّت هندسة جهاز «إتش بي سبكتر فوليو» في إطار تعاوني، وسترون هذه الشراكة نفسها تمتد لتشمل تصاميم متطورة أخرى في أنحاء الصناعة. وتجدر الإشارة إلى وجود ما يسمّى بشهادة «مشروع أثينا» التي سيصار من خلالها إلى تبني علامة تجارية رسمية.

- مزايا الكومبيوترات الجديدة
إليكم ما سيقدّمه لكم «مشروع أثينا»، وفقاً لموقع «بي سي وورلد»: وضعت «إنتل» وشركاؤها خطّة لتنفيذها في أجهزة «أثينا»، إلى جانب بعض الأرقام والمواصفات الأولية لقيادة التطوّر. مثلاً، استبعدت الشركة «اللابتوبات» التي تأتي بمقاس 9 ملم وأصغر، على اعتبار أنها لا توفّر الحجم المطلوب لاستيعاب بطارية كبيرة، مقابل اعتماد تصميمات «اللابتوبات» التي تأتي مع مراوح ويبدأ حجمها من 15 ملم. ولكنّ أهداف مشروع أثينا تتجاوز حيّز المواصفات والتصميم.
> نشاط فوري للجهاز: على «لابتوب أثينا» أن ينتقل فوراً من وضع النوم إلى الاستيقاظ.
> الأداء / الاستجابة: يعتبر الأداء نقطة الارتكاز التقليدية الأهم لدى «إنتل»، إذ إنها لا تفكّر بسرعة إتمام وحدة المعالجة المركزية CPU) ) لمهمة واحدة، بل بمدى سرعة استجابة «اللابتوب» أثناء العمل على عدّة ملفات أو فتح عدة تطبيقات في وقت واحد.
> الذكاء الصناعي: شرحت الشركة أنّ الهدف هنا لا يتعلّق بالمساعدين الرقميين بقدر ما هو مساعدة المستخدم بذكاء على التركيز في عمله، من خلال فتح ملفات أخرى ذات صلة بالملفات التي يعمل عليها دون جلبة، أو عبر عزل مصادر التشتيت الخارجية. وهذه المهام تبدو شبيهة إلى حدّ بعيد بما تحاول الشركة القيام به بميزات كـ«تايملاين» و«مايكروسوفت سيرتش» و«فوكس أسيست» التي أضيفت إلى برنامجي «ويندوز» و«أوفيس» مع الوقت.
• خدمة البطارية: يرتكز الأمر على أفضل الترتيبات التي تعمل مع محيطها التقني بالمكونات الأقل حاجة للطاقة، ودمجها سوياً للتوصل إلى أفضل الوصفات لإطالة خدمة البطارية في السيناريوهات التي قد يواجهها المستهلكون في حياتهم اليومية.
> الاتصال: تستمر «إنتل» وشركاؤها في التخطيط لـ«اتصالات أكثر بساطة وأوتوماتيكية وأمان». وسوف تستخدم أجهزة «أثينا» الغيغابايت واي - فاي، والواي - فاي 6، وخدمة الجيل الرابع «إل تي إي»، وستنتقل على المدى البعيد إلى خدمة الجيل الخامس.
> عنصر الشكل: وفي هذا الشأن، لا تنوي «إنتل» وشركاؤها ابتكار تصميمات جديدة كلياً وبعيدة عن تلك المتوافرة اليوم في الأسواق. وقد تكون موجودة الأجهزة ذات شاشات العرض المزدوجة كنموذج «تايغر رابيدز» أو «آسوس بروجكت بريكوج»، بالإضافة إلى الأجهزة ذات الشاشات القابلة للطي، في أجهزة «أثينا» المستقبلية.

- مواصفات «أثينا» الأولية
في إطار «برنامج الابتكار المثالي» الذي ساعد في تطوير «سبيكتر فوليو» من «إتش بي» HP Spectre Folio في حينه، ستساعد «إنتل» شركاءها عبر تزويدهم بتقارير المشكلات والحلول، ومراجع التصميم والمستندات التقنية وبروتوكولات الإنترنت الأخرى. وفي الوقت الذي تتوقع فيه «إنتل» أن تبدأ تصميمات «أثينا» كمنتجات جديدة، فإنّ الشركة تأمل توسع المشروع ليشمل المنتجات السائدة التي تصنّعها أسماء غير معروفة.
> خدمة البطارية: من المتوقع أيضاً أن تشمل خدمة البطارية تحسناً تدريجياً مع توالي تصميمات «أثينا». هذا الأمر قد يعني أن أجهزة «أثينا» النهائية التي ستطرح في الأسواق ستقدّم خدمة بطارية تصل إلى 20 ساعة وأكثر على مستوى تشغيل مقاطع الفيديو.
> المنافذ: تضمّ جميع أجهزة أثينا منفذ «يو إس بي سي» للشحن السريع، خصوصاً أنّ الشاحن الخاص الذي يحمل اسم الشركات المنتجة بدأ يتلاشى وسيختفي مع الوقت. وفيما يتعلّق بالاتصال بالإنترنت، سيضمّ كلّ «لابتوب» يصدر تحت اسم «مشروع أثينا» منفذ «ثاندربولت 3» واحداً على الأقلّ، ومنفذ غيغابايت واي - فاي، حتى إن بعض الأجهزة ستضمّ منفذاً لاتصال الجيل الرابع «إل تي إي».
> الاتصال الهاتفي: وفي بعض الحالات، تعمل «إنتل» مع صُناع الكومبيوترات على التوصل لحلول بسيطة للاتصال بالهاتف. هذا الأمر قد يتجاوز الاتصال بالإنترنت، بحسب الشركة مسلّطة الضوء على تطبيقات «ويندوز» الموجودة في تركيبة الجهاز، كـ«ويندوز 10 أوون يور فون» أو «ديل موبايل كونكت». كما ستمتدّ الحلول لتشمل «كونكتد مودرن ستاندباي» التي ستضمن اتصال جهاز أثينا بالإنترنت، حتى عندما يكون في وضع النوم. هذا غير أن جميع أجهزة «كروم بوك» من «أثينا» ستدعم ما تسميه «غوغل»... «لوسيد سليب» الذي يضعها في وضع الاتصال حتى عند وقف التشغيل.
> الأداء: يتصدّر الأداء والاستجابة أولويات برنامج أجهزة «أثينا» 2019، إذ تريد الشركة الحفاظ على الأداء العالي نفسه حتى أثناء تزوّد الجهاز بالطاقة من البطارية.
كثيرة هي الأمور التي لم تتحدث عنها الشركة، وأهمها أن العالم تحوّل إلى مكان أصبحت فيه منصات أخرى، كالهاتف الذكي، تشكّل تهديداً لعرش «اللابتوبات» منذ سنوات. بعد التراجع الكبير الذي شهدته مبيعات الكومبيوترات عام 2016، أظهرت السوق نوعاً من الانتعاش والتجدد في آخر عام 2017 وحتى عام 2018. ولكنّ جهاز الكومبيوتر الذي يبدو أنّه سيتجاوز محنته ويثبت قدرته على الاستمرار، سيحتاج دون شكّ إلى الابتكار المستمر ليتمكن من تحقيق المكاسب.


مقالات ذات صلة

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تكنولوجيا تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج.

مساعد الزياني (دبي)
تكنولوجيا خوارزمية «تيك توك» تُحدث ثورة في تجربة المستخدم مقدمة محتوى مخصصاً بدقة عالية بفضل الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

خوارزمية «تيك توك» سر نجاح التطبيق وتحدياته المستقبلية

بينما تواجه «تيك توك» (TikTok) معركة قانونية مع الحكومة الأميركية، يظل العنصر الأبرز الذي ساهم في نجاح التطبيق عالمياً هو خوارزميته العبقرية. هذه الخوارزمية…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)
خاص يمثل تحول الترميز الطبي في السعودية خطوة حاسمة نحو تحسين كفاءة النظام الصحي ودقته (شاترستوك)

خاص ما دور «الترميز الطبي» في تحقيق «رؤية 2030» لنظام صحي مستدام؟

من معالجة اللغة الطبيعية إلى التطبيب عن بُعد، يشكل «الترميز الطبي» عامل تغيير مهماً نحو قطاع طبي متطور ومستدام في السعودية.

نسيم رمضان (لندن)
خاص من خلال الاستثمارات الاستراتيجية والشراكات وتطوير البنية التحتية ترسم السعودية مساراً نحو أن تصبح قائداً عالمياً في التكنولوجيا (شاترستوك)

خاص كيف يحقق «الاستقلال في الذكاء الاصطناعي» رؤية السعودية للمستقبل؟

يُعد «استقلال الذكاء الاصطناعي» ركيزة أساسية في استراتيجية المملكة مستفيدة من قوتها الاقتصادية والمبادرات المستقبلية لتوطين إنتاج رقائق الذكاء الاصطناعي.

نسيم رمضان (لندن)

«غوغل» تطلق نظام «أندرويد إكس آر» المصمم لتعزيز تجارب الواقع المختلط

صورة ملتقطة 12 مايو 2023 في الولايات المتحدة تظهر شعار «غوغل» على أحد المباني في المقر الرئيسي للشركة (د.ب.أ)
صورة ملتقطة 12 مايو 2023 في الولايات المتحدة تظهر شعار «غوغل» على أحد المباني في المقر الرئيسي للشركة (د.ب.أ)
TT

«غوغل» تطلق نظام «أندرويد إكس آر» المصمم لتعزيز تجارب الواقع المختلط

صورة ملتقطة 12 مايو 2023 في الولايات المتحدة تظهر شعار «غوغل» على أحد المباني في المقر الرئيسي للشركة (د.ب.أ)
صورة ملتقطة 12 مايو 2023 في الولايات المتحدة تظهر شعار «غوغل» على أحد المباني في المقر الرئيسي للشركة (د.ب.أ)

عرضت شركة «غوغل»، الخميس، تطوّراتها في تكنولوجيا الواقع المختلط، مع إطلاقها نظام تشغيل جديداً لنظارات وخِوَذ الواقعَيْن الافتراضي والمعزَّز، وهو مجال حققت فيه «ميتا» و«أبل» تقدماً كبيراً.

وأطلقت الشركة الأميركية العملاقة «أندرويد إكس آر» المعادل لأجهزتها القائمة على نظام «أندوريد»، وهو نظامها لتشغيل الهواتف المهيمن إلى حد كبير على الهواتف الذكية في العالم، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت «غوغل»، في بيان: «سيُطلق نظام (أندرويد إكس آر) في مرحلة أولى على خِوَذ رأس تغيّر طريقة مشاهدتكم لمقاطع الفيديو، وكيفية عملكم واستكشافكم لمحيطكم».

ويُفترض نشر نظام التشغيل الذي ابتكرته «غوغل»، بالتعاون مع «سامسونغ»، على جهاز من تصنيع المجموعة الكورية الجنوبية، سُمي مؤقتاً بـ«بروجكت موهان»، وسيُباع في العام المقبل.

أما راهناً، فستوفر «غوغلاندرويد اكس آر» بهدف المعاينة للمطورين الراغبين في ابتكار تطبيقات وألعاب في الواقعين الافتراضي والمعزز.

وأكّدت «غوغل» أنّ «خوذ الرأس ستتيح لمستخدمها الانتقال بسهولة من الانغماس التام في بيئة افتراضية إلى الوجود في العالم الحقيقي».

وأشارت الشركة الأميركية إلى استخدامات عدة لها، كمشاهدة مقاطع فيديو أو صور تغطي مجال الرؤية بالكامل أو إظهار جسم ما على الكاميرا وإجراء بحث عبر الإنترنت، بفضل الذكاء الاصطناعي.

وأضافت: «يمكنكم ملء المساحة من حولكم بالتطبيقات والمحتوى، ومع (جيميناي)، المساعد القائم على الذكاء الاصطناعي، يمكنكم أيضاً إجراء محادثات بشأن ما ترونه، أو التحكم بأجهزتكم».

يُفترض أن يعمل «أندرويد إكس آر» أيضاً على نظارات الواقع المعزز التي سيكون «جيميناي» متاحاً باستمرار فيها «لتوفير معلومات مفيدة عندما يحتاج المستخدم إليها، مثل الترجمات أو ملخصات الرسائل، من دون الحاجة إلى استخدام الهاتف. كل شيء سيكون مرئياً أو مسموعاً».

تهيمن شركة «ميتا» حالياً على سوق الواقع المختلط من خلال خوذ «كويست» ونظارات «راي بان»، وكلتاهما تباع بأسعار معقولة مقارنة بخوذ «فيجن برو» من «أبل»، التي يبلغ سعرها 3500 دولار.

وقبل 10 سنوات، أطلقت «غوغل» نظارات «غوغل غلاس» المتصلة، التي لم تلقَ استحسان المستهلكين، مما دفع الشركة للتخلي عنها في النهاية.