لا شك أن المطاعم والملاهي الليلية تستهوي العديد من محبي السهر، وتجذب المستثمرين الذين يجدون فيها مهنة تدر الأموال والأرباح السريعة، وتحتضن المواهب المحترفة والصاعدة.
أما أن يكون المستثمر هو نفسه الفنان أو الإعلامي، فهنا يكمن السؤال: ما الذي يدفع بفناني وإعلاميي لبنان إلى افتتاح مطاعم ومقاهٍ خاصة بهم؟ وهل الغاية منها دخل إضافي يحفظ كرامة الفنان أو الإعلامي ومستقبله، أم هي فقط ناجمة عن قلق من «تأرجح» وضعهم، ومن «بهدلة محتمة»، خصوصا أن الفنان والإعلامي على حد سواء في بلادنا لا يُكرم إلا عند الممات أو بعد الوفاة.
والملاحظ أن البعض أتقن المهنة تماما، كالفن والإعلام، في حين أخفق البعض الآخر في التوفيق بين الاثنين، أو أنه وجد في المطاعم «وجعة رأس»، فاضطر إلى إغلاقها أو بيعها والتفرغ فقط للمهنة الأساسية.
ويقول الفنان جو أشقر في حديث لـ«الشرق الأوسط» التي التقته في مطعمه: «من يومي أعمل في المطاعم، هذه المهنة ليست بجديدة عليّ، فقد افتتحت مطعم (Club Cassino) منذ 25 عاما. وكنت من أول وأقدم الناس، ومن السباقين في هذه المهنة التي تحولت اليوم إلى (موضة)، حيث يرى فيها بعض الفنانين دخلا ماديا سهلا، لكنه في الواقع غير سهل أبدا، ويرى فيها آخرون أنها ربما تغذي وتنمي علاقاتهم الاجتماعية الفنية». ويضيف: «البعض يتجه نحوها من منطلق الحماس لدى رؤية زملائهم من الفنانين قد افتتحوا المطاعم والمقاهي».
من جهته، شارك الفنان ملحم زين منذ فترة في إنشاء مقهى يحمل اسم «kahwa» في بيروت، الذي يتردد عليه الفنان في أوقات فراغه ليجلس مع أقربائه وأصدقائه.
ويوضح زين أن هذا المشروع يساعده على توسيع نشاطاته الخيرية. ويتكفل الفنان حاليا بمصاريف أكثر من 30 عائلة محتاجة، وسيساهم دخل المقهى بمساعدة عدد أكبر من العائلات المحرومة.
أما «شيشة كافيه» التي يملكها شقيق الفنان راغب علامة ومنتج ومدير أعماله خضر علامة، فقد انطبعت في أذهان المواطنين بأنها ملك لراغب الذي كان يتردد كثيرا عليه، في حين يؤكد خضر أن شقيقه «لم يكن في حياته يمتلك مطعما، إنما أنا من كان يملك (شيشة كافيه) ومطعمين آخرين بالشراكة مع صديقين لفترة من الزمن، ومن ثم بعت أسهمي في المطاعم الثلاثة».
ويبدي خضر ندمه على الدخول في عالم المطاعم، وعدّ أن المطعم يحتاج إلى الاهتمام والوقت، وأنه لا يملك الوقت، لافتا إلى أنه اتجه نحوها بوصفها مشروعا تجاريا جيدا في عالم الاستثمار، غير أن توجهات راغب تختلف، حيث تستهويه الشؤون الحياتية والأكاديمية والتربوية، ولذلك نجده منخرطا في عالم المدارس التي يملكها (وفق تعبيره).
في المقابل نجد أن الفنان عاصي الحلاني افتتح مطعما باسم «عاصي» منذ سنوات عدة في لبنان، وذلك بالشراكة مع أصدقاء له. ويكشف عن افتتاح فروع جديدة للمطعم نفسه قريبا في كل من أربيل وجدة ودبي، نظرا للنجاح الذي عرفه.
ويقول إنه لطالما دخل في أعمال تجارية، خاصة في مجال العقارات، إلى جانب الفن، هذا الأمر ضروري بالنسبة للفنان.
ويقول إنه رغم مرور 25 عاما على رحلته الفنية فإن الفن لم يجعله «مليارديرا»، موضحا أن المظاهر التي يضطر الفنان لاتباعها، كالاهتمام بمظهره وسيارته اللذين يشكلان جزءا من صورته الفنية، تخدع الناس، ليظنوا أن الفنان ثري.
بدوره، يؤكد الفنان غسان صليبا الذي كان يملك مطعم «سيف البحر»، أنه باع المطعم «ولا لزوم للحديث في الموضوع». وكان صليبا انضم إلى قافلة الفنانين أصحاب المطاعم على ساحل جونية، واقتبس اسم مطعمه حينها من مسرحية «صيف 840» للفنان منصور الرحباني، التي أدى فيها صليبا دور البطل «سيف البحر»، الثائر على الاستعمار والقمع والمكائد والمتشبث بوطنيته وأرضه حتى اللحظة الأخيرة.
«لم أعد أطعم العالم وحسب، بل توقفت أنا عن الطعام، يوم أتوجه نحو عالم الأكل النباتي».. يقول الفنان طوني حنا الذي باع مطعمه منذ سنة ونصف السنة، ليتفرغ حاليا لتربية الخيول الأصيلة، وهو بصدد تنفيذ هذا المشروع في مسقط رأسه في بلدة معاد، قضاء جبيل.
وإذ يشدد على أن «مهنة المطاعم متعبة جدا، هنا زيت كثير وهنا ملح قليل، يعني وجع رأس، وتحتاج إلى متابعة وحضور دائم وإشراف متواصل»، ويكشف أنه لم يصدق العرض الذي تقدم به شاب لبناني لشراء المطعم حتى باعه فورا.
ويرى أن «الفنانين يتجهون نحو افتتاح المطاعم بوصفها استثمارا جيدا لحفظ كراماتهم وتفادي (البهدلة)، كلما احتاجوا إلى الأموال».
مطعم «قرنفل»، الذي افتتحه أخيرا وسام بريدي مع أخيه الممثل عصام بريدي الكائن في منطقة انطلياس - ضبيه، يشكل إضافة غنية إلى المطاعم اللبنانية العريقة والراقية، بحيث يحمل طابعا شرقيا مميزا في جلساته وأطباقه. ويوضح بريدي أن الذكريات الحميمة مع الجدة تجسدت في مطعم «قرنفل»، حيث يرى وعصام في هذه الزهرة «رمزا للجمال والمحبة، وفي المشروع فرصة ليست لجمع المال، إنما لجمع الأصدقاء والأحباب وتعزيز العلاقات الطيبة».
وفي حين يبيع بعض الفنانين مطاعمهم، يلجأ بعضهم الآخر إلى بيع الملهى الذي يملكه، كما فعل كارلوس عازار، ابن الفنان القدير جوزيف عازار، الذي كان يحيي فيه حفلات يومية، وذلك ليتفرغ للفن فقط.
ويعلق: «أنشأت الملهى لأن هذا كان حلمي منذ الصغر، وأنا أؤيد فكرة إقامة الفنانين لمشاريع تجارية إلى جانب فنهم».
14:11 دقيقه
مطاعم الفنانين والإعلاميين في لبنان.. وجهة محفوفة بالأمل
https://aawsat.com/home/article/155616
مطاعم الفنانين والإعلاميين في لبنان.. وجهة محفوفة بالأمل
البعض حقق نجاحا مبهرا والآخر فضل بيعها أو إغلاقها
نجوم لبنان مع الفنان عاصي الحلاني في مطعمه «عاصي» ({الشرق الأوسط})
- بيروت: مازن مجوز
- بيروت: مازن مجوز
مطاعم الفنانين والإعلاميين في لبنان.. وجهة محفوفة بالأمل
نجوم لبنان مع الفنان عاصي الحلاني في مطعمه «عاصي» ({الشرق الأوسط})
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة

