الحكومة اليمنية: الانقلابيون قدموا أسماء أجانب في قوائم تبادل الأسرى

TT

الحكومة اليمنية: الانقلابيون قدموا أسماء أجانب في قوائم تبادل الأسرى

كشف ماجد فضايل، عضو لجنة تبادل الأسرى والمعتقلين في الحكومة الشرعية، أن من بين الأسماء التي أوردتها الميليشيا الحوثية في كشوفاتها شخصيات غير يمنية. ووصف فضايل ملف تبادل الأسرى بـ«الكبير جداً على الطرفين والمعقد، والذي يشكل عبئاً إنسانياً من الدرجة الأولى، ويحتاج إلى جدية ووضوح من الميليشيات لإنهائه»، مشدداً على أن الحكومة اليمنية تعمل لإنهاء هذا الملف. وأضاف أن الاجتماع الفني في الأردن شهد مراجعة الإفادات الجديدة، بحسب تصنيفات «الصليب الأحمر»، ومكتب المبعوث الأممي، لافتاً إلى أنه رغم تجاوز الاختلالات السابقة في تقديم أسماء فارغة دون أي إفادة، فإن الإفادات الجديدة التي قدمتها الميليشيا الحوثية لم تخلُ أيضاً من الاختلاقات والأكاذيب.
وبيّن أن الميليشيا الحوثية في الاجتماع السابق لم تتقدم بإفادة حول 232 اسماً كانت في الكشوفات التي قدمتها الحكومة الشرعية، من أصل 8567 أسيراً، ولكنها في الإفادة الأخيرة اختلقت أسماء جديدة لم تطرحها الحكومة الشرعية في كشوفاتها، وقالت إنهم شخصيات من تنظيم القاعدة ومطلوبون أمنياً ولا يمكن تبادلهم، كما نفت وجود جزء آخر من المدرجة أسماؤهم فعلياً ضمن الكشوفات في سجونها، وزعمت أنه ليست لديها معلومات عنهم، رغم وجود شخصيات لديها، يشملهم قرار مجلس الأمن 2216، ومنهم محمد قحطان وفيصل رجب.
وأكد فضايل أنه في الإفادة الأخيرة التي أوردتها الميليشيات طرحت أسماء جديدة لم تطالب بها اللجنة الخاصة بتبادل الأسرى التابعة للحكومة الشرعية، وجاءت هذه الأسماء جميعها لشخصيات من تنظيم القاعدة، بغرض استغلال هذا الموضوع إعلامياً والتشويش على الحقيقة.
وعن الأسماء التي نفت الميليشيا وجودها في سجونها، شدّد فضايل على أن هذه الأسماء لنشطاء سياسيين وإعلاميين، إضافة إلى شخصيات يشملها القرار 2216، لافتاً إلى أن الجميع يعلم أن الحوثيين اختطفوهم، وأن أهالي المختطفين قدموا بلاغات تفيد بذلك.
وذكر عضو اللجنة الخاصة بتبادل الأسرى التابعة للحكومة الشرعية، أن 90 في المائة من الأسماء التي تطالب بها اللجنة ليسوا أسرى حرب، وإنما مواطنون مدنيون تم خطفهم من الشوارع والمنازل بناء على البلاغات التي تقدمت بها أسرهم، وأن الكشوفات التي تقدمت بها الميليشيات جميعها لأسرى حرب وشخصيات فقدوا في الحرب، وقد يكونون قتلوا أثناء المعارك، وجثثهم موجودة في مواقع القتال، وليس لدى الشرعية علم بها.
وعن إفادات الشرعية، أوضح فضايل أن اللجنة الخاصة بتبادل الأسرى التابعة للحكومة الشرعية تقدمت بثلاث إفادات حول كشوفات الأسماء التي قدمتها الميليشيات الحوثية، وهي أن جزءاً من هذه الأسماء محتجز وموجود لديها، وجزءاً آخر كبيراً جداً ليست لدى الحكومة الشرعية معلومات عنهم، وجزءاً ثالثاً من الأسماء محتجزون بالفعل، ولكن لا يحق تبادلهم لكونهم محالين إلى المحكمة بسبب قضايا جنائية أو جرائم حرب.
وتطرق إلى أن جلسات الاجتماع أدت إلى الاتفاق على جدول زمني محدد، وجرى تقديم آخر الملاحظات حول هذه الإفادات ليتم الرد على الملاحظات بشكل نهائي مع نهاية الشهر الحالي، وإحالة جميع الأسماء إلى لجنة خاصة سيتم تشكيلها من الطرفين، وممثل من الأمم المتحدة، وممثلين من «الصليب الأحمر» لمتابعة المتوقع الإفراج عنهم من ضمن الأسماء.


مقالات ذات صلة

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)
شؤون إقليمية أرشيفية لبقايا صاروخ بالستي قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق من اليمن وسقط بالقرب من مستوطنة تسور هداسا (إعلام إسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت)، إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج جانب من مؤتمر صحافي عقده «فريق تقييم الحوادث المشترك» في الرياض الأربعاء (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

استعرض الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عدداً من الادعاءات الموجهة ضد التحالف، وفنّد الحالات، كلٌّ على حدة، مع مرفقات إحداثية وصور.

غازي الحارثي (الرياض)

انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)

أرغم الحوثيون جميع الموظفين في مناطق سيطرتهم، بمن فيهم كبار السن، على الالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن ما يقولون إنها استعدادات لمواجهة هجوم إسرائيلي محتمل.

جاء ذلك في وقت انضم فيه موظفون بمدينة تعز (جنوب غرب) الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى إضراب المعلمين، مطالبين بزيادة في الرواتب.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين، وعلى الرغم من أنهم لا يصرفون الرواتب لمعظم الموظفين، فإنهم وجّهوا بإلزامهم، حتى من بلغوا سن الإحالة إلى التقاعد، بالالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن الإجراءات التي تتخذها الجماعة لمواجهة ما تقول إنه هجوم إسرائيلي متوقع، يرافقه اجتياح القوات الحكومية لمناطق سيطرتهم.

وبيّنت المصادر أن هناك آلاف الموظفين الذين لم يُحالوا إلى التقاعد بسبب التوجيهات التي أصدرها الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي بوقف الإحالة إلى التقاعد، إلى حين معالجة قضايا المبعدين الجنوبيين من أعمالهم في عهد سلفه علي عبد الله صالح، وأن هؤلاء تلقوا إشعارات من المصالح التي يعملون بها للالتحاق بدورات التدريب على استخدام الأسلحة التي شملت جميع العاملين الذكور، بوصف ذلك شرطاً لبقائهم في الوظائف، وبحجة الاستعداد لمواجهة إسرائيل.

تجنيد كبار السن

ويقول الكاتب أحمد النبهاني، وهو عضو في قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إنه طلب شخصياً إعادة النظر في قرار تدريب الموظفين على السلاح، لأنه وحيد أسرته، بالإضافة إلى أنه كبير في العمر؛ إذ يصل عمره إلى 67 عاماً، واسمه في قوائم المرشحين للإحالة إلى التقاعد، بعد أن خدم البلاد في سلك التربية والتعليم واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم لما يقارب الأربعين عاماً.

ومع تأكيده وجود الكثير من الموظفين من كبار السن، وبعضهم مصابون بالأمراض، قال إنه من غير المقبول وغير الإنساني أن يتم استدعاء مثل هؤلاء للتدريب على حمل السلاح، لما لذلك من مخاطر، أبرزها وأهمها إعطاء ذريعة «للعدو» لاستهداف مؤسسات الدولة المدنية بحجة أنها تؤدي وظيفة عسكرية.

حتى كبار السن والمتقاعدون استدعتهم الجماعة الحوثية لحمل السلاح بحجة مواجهة إسرائيل (إ.ب.أ)

القيادي في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ذكر أنه لا يستبعد أن يكون وراء هذا القرار «أطراف تحمل نيات سيئة» تجاه المؤسسات المدنية، داعياً إلى إعادة النظر بسرعة وعلى نحو عاجل.

وقال النبهاني، في سياق انتقاده لسلطات الحوثيين: «إن كل دول العالم تعتمد على جيوشها في مهمة الدفاع عنها، ويمكنها أن تفتح باب التطوع لمن أراد؛ بحيث يصبح المتطوعون جزءاً من القوات المسلحة، لكن الربط بين الوظيفة المدنية والوظيفة العسكرية يُعطي الذريعة لاستهداف العاملين في المؤسسات المدنية».

توسع الإضراب

وفي سياق منفصل، انضم موظفون في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى الإضراب الذي ينفّذه المعلمون منذ أسبوع؛ للمطالبة بزيادة الرواتب مع تراجع سعر العملة المحلية أمام الدولار وارتفاع أسعار السلع.

ووفقاً لما قالته مصادر في أوساط المحتجين لـ«الشرق الأوسط»، فقد التقى محافظ تعز، نبيل شمسان، مع ممثلين عنهم، واعداً بترتيب لقاء مع رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك؛ لطرح القضايا الحقوقية المتعلقة بالمستحقات المتأخرة وهيكلة الأجور والمرتبات وتنفيذ استراتيجية الأجور، لكن ممثلي المعلمين تمسكوا بالاستمرار في الإضراب الشامل حتى تنفيذ المطالب كافّة.

المعلمون في تعز يقودون إضراب الموظفين لتحسين الأجور (إعلام محلي)

وشهدت المدينة (تعز) مسيرة احتجاجية جديدة نظّمها المعلمون، وشارك فيها موظفون من مختلف المؤسسات، رفعوا خلالها اللافتات المطالبة بزيادة المرتبات وصرف جميع الحقوق والامتيازات التي صُرفت لنظرائهم في محافظات أخرى.

وتعهّد المحتجون باستمرار التصعيد حتى الاستجابة لمطالبهم كافّة، وأهمها إعادة النظر في هيكل الأجور والرواتب، وصرف المستحقات المتأخرة للمعلمين من علاوات وتسويات وبدلات ورواتب وغلاء معيشة يكفل حياة كريمة للمعلمين.