الجزائر: «مجتمع السلم» تعلن مشاركتها في الانتخابات الرئاسية المقبلة

TT

الجزائر: «مجتمع السلم» تعلن مشاركتها في الانتخابات الرئاسية المقبلة

بينما عبر رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى عن تذمره من خصوم هاجموه بسبب رغبته المفترضة الترشح لرئاسية 18 أبريل (نيسان) المقبل، أعلنت قيادة الحزب الإسلامي «حركة مجتمع السلم» عن بدء استعدادات ميدانية لدخول معترك الاستحقاق بمرشحها.
وصرح أويحيى الليلة الماضية لفضائية خاصة، بعد انتهاء اجتماعه بكوادر الحزب الذي يرأسه (التجمع الوطني الديمقراطي)، بأن «أطرافا عديدة بالجزائر تثير احتمالات سياسية تخص مصيري في السياسة، وقضايا أخرى مرتبطة بي». مشيرا إلى أنه «تسبب في إحداث أرق لهذه الأطراف... وقد بدأت النضال دفاعا عن وطني منذ زمن طويل، ولا زلت في خدمة دولتي».
وبحسب أويحيى، فإن «خدمة الجزائر تحت إشراف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وبجنبه، شرف لي». مؤكدا «استعداده الدائم للعمل مع الرئيس على كل الجبهات».
و«الأطراف» التي يقلقها أويحيى، حسبه، تتمثل في «جبهة التحرير الوطني»، حزب رئيس الجمهورية، الذي يعيب عليه «إخفاء طموح سياسي لخلافة الرئيس». ويعد هذا الطموح المفترض بالنسبة لجل الموالين للرئيس بمثابة «خطيئة»، لأنه في مفهوم هؤلاء أنه «ما دام بوتفليقة في الحكم فلا يجوز لأحد أن يفكر في أخذ منصبه»، خصوصا إذا كان موظفا في الدولة، ويعود لبوتفليقة فضل تعيينه في المنصب. ولذلك قال عنه عمار سعداني، أمين عام «جبهة التحرير» سابقا إنه «شخص لا يؤتمن جانبه». وأوضح أويحيى في تصريحاته للفضائية أن «التجمع الوطني يترقب الانتخابات، وكله أمل في أن يترشح لها المجاهد عبد العزيز بوتفليقة. وإذا تحقق ذلك، فإن نشاط حزبنا سيكون مركزا على حملة الرئيس الانتخابية، بالتعاون مع بقية أحزاب التحالف الرئاسي»، وهي «جبهة التحرير»، و«الجبهة الشعبية الجزائرية»، و«تجمع أمل الجزائر». وسبق لأويحيى أن صرح بأنه لا يفكر أبدا في الترشح للرئاسة، طالما أن بوتفليقة هو الرئيس. وأكد في كل المناسبات بأن دعمه لبوتفليقة غير مشروط. وقد كان حزبه قطعة أساسية في كل الحملات الانتخابية الخاصة بالرئيس، منذ أول انتخابات شارك فيها عام 1999.
من جهتها، قالت «حركة مجتمع السلم» في بيان أن هياكلها، ومؤسساتها ومناضليها ومنتخبيها «على استعداد لجمع التوقيعات وخوض غمار انتخابات الرئاسة بمرشحها بجدارة واستحقاق، لعدم هدر مزيد من الوقت في حال قرر مجلس الشورى الوطني ذلك». وفي العادة، فإن مجلس شورى الحزب الإسلامي هو من يتخذ قرار المشاركة من عدمه في انتخابات الرئاسة. ويرتقب أن يلتئم في 25 من هذا الشهر لحسم هذه القضية. وقدم الحزب دعمه لبوتفليقة في انتخابات 1999 و2004 و2009. لكن سحب منه هذا الدعم في انتخابات 2014. بعد أن غادر وزراؤه الحكومة في 2012. معلنا انتقاله إلى المعارضة، على خلفية أحداث «الربيع العربي». وأطلق «مجتمع السلم» مساعي لتأجيل الانتخابات، وبحث رئيسه عبد الرزاق مقري هذا الخيار مع رئاسة الجمهورية، لكنه فشل في تحقيقه. وجاء في البيان حول هذه القضية «لقد استفرغت الحركة جهدها في هذه المرحلة ضمن مشروعها السياسي المتواصل لجمع كلمة الجزائريين، احتياطا للمخاطر الاقتصادية والسياسية والإقليمية والدولية، التي ستواجه بلدنا بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، والتي بات الجميع يقر بها، مقتنعة تمام القناعة بأن التوافق الوطني هو ما يحقق المصلحة الحقيقية للجزائر الجزائريين».
وفي سياق ذي صلة، أعلن الناشط السياسي المعارض رشيد نكاز ترشحه للانتخابات الرئاسية. وقال في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إنه سيقوم «بسحب استمارات الترشح لرئاسيات 18 أبريل 2019. هذا السبت (أمس) من مقر وزارة الداخلية». وتمسك نكاز باقتراح مرشح موحد للمعارضة لإنشاء ما وصفه بـ«دولة القانون بالجزائر».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.