نجحت البعثة الأثرية المصرية التابعة لمنطقة آثار الإسكندرية والعاملة بموقع «تبة مُطوّح» في العامرية، (شمال القاهرة) في الكشف عن مجموعة من العناصر الأثرية المتنوعة التي ترجع للعصرين اليوناني والروماني.
وقال الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إنّ «هذا الكشف يمثل حالة فريدة، يظهر من خلالها استخدام الموقع كمنطقة صناعية وتجارية إلى جانب استخدامها كجبانة». وأضاف: «من أهم العناصر المعمارية والأثرية التي كُشف عنها، مجموعة من الجدران المترابطة التي تعدّدت طرق البناء والتصميم لها. فهناك جدران بُنيت بأحجار غير منتظمة، في حين جاءت بعض الجدران الأخرى مبنية بأحجار مقطوعة بعناية».
من جهته، قال الدكتور أيمن عشماوي، رئيس قطاع الآثار المصرية، إنّه «كُشف أيضا عن عدد كبير من الأفران كوحدات منفصلة في داخل الجدران وقد أُعيد بناؤها وتجديدها أكثر من مرة نظراً لظهور علامات الحرق في مناطق متفرقة ضمن طبقات الحفر».
ولفت عشماوي إلى «استخدام أغلب هذه الأفران لإعداد الطّعام حيث عُثر على عظام لطيور وأسماك، فوجود هذا العدد الكبير للأفران يدلّ على أنّ هذا المكان استخدم كوحدة خدمية للجبانة أو لمعسكر، وما يؤكد تلك النتيجة العثور على جبانة ومعصرة ضمن نتائج حفر الموسم الأول للموقع، من ثمّ توسّع المكان في نشاطه صناعيا وتجاريا».
وقالت الدكتورة نادية خضر، رئيس الإدارة المركزية لآثار الوجه البحري، إنّ «الكشف تضمّن أيضاً أواني طبخ مختلفة الطرز والأحجام تظهر عليها آثار الحرق وكذلك كميات كبيرة من شقف الفخار، وهو ما يوضح أن تاريخ منطقة الأفران يرجع إلى الفترة ما بين القرن الأول قبل الميلاد، وحتى القرن الثاني الميلادي». وأضافت: «اكتشفنا أيضاً مسرجة تظهر آثار الاشتعال على فوهتها، وأيادي مسارج فريدة الطراز تحمل زخارف مختلفة من هلال وشكل مجسم للإله سيرابيس، وقنينة من الزجاج على الأرجح كانت تستخدم لحفظ العطور، ومجموعة مختلفة من العملات البرونزية جار معالجتها والتحقق مما تحمله من نقوش».
فيما قال خالد أبو الحمد مدير عام آثار الإسكندرية ورئيس البعثة، إنّه جرى «الكشف عن دفنتين فقيرتين إحداهما لسيدة في منتصف العمر ترتدي خاتما من النّحاس، وقد عُثر عليهما بجانب أحد الجدران وعلى مقربة من فرن مستخدم. ومن المرجح أنّ المكان بعد أن هُجر قد أعيد استخدامه من قبل الطبقة الفقيرة لدفن موتاهم، وجار دراستهم».
ومن الإسكندرية شمالا، إلى محافظة الوادي الجديد جنوبا، أعلنت وزارة الآثار المصرية أمس أيضا، عن اكتشاف عملات ذهبية ترجع للعصر البيزنطي، في منطقة عين السبيل بمدينة الدّاخلة في محافظة الوادي الجديد (جنوب غربي القاهرة)، وقالت في بيان لها أمس، إنّها «عثرت على خبيئة عبارة عن قنينة تحتوي بداخلها على بعض العملات الذهبية التي ترجع إلى العصر البيزنطي».
وقال الدكتور جمال مصطفى، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية في الوزارة، إن «العملات ترجع إلى عهد الإمبراطور البيزنطي قسطنطين الثاني (قنسطانطيوس الثاني) الذي عاش في القرن الرابع الميلادي بين عامي (317 و361 م) وقد تولّى الإمبراطورية في الفترة من (337 إلى 361 م)، وكان معاصرا للبابا آثناسيوس الرسولي، بابا الإسكندرية».وأضاف مصطفى أن «لكل من هذه العملات وجهين، الوجه الأول يحمل صورة للإمبراطور في أوضاع مختلفة، ويحيط بها بعض الكلمات ومنها اسم الإمبراطور، أمّا الوجه الآخر فهو يحمل بعض الرّسوم والكتابات التي تشير إلى تاريخ سك هذه العملة».
من جهته، قال كامل بيومي أحمد، رئيس البعثة الأثرية، ومدير عام آثار الداخلة بقطاع الآثار الإسلامية، إنّه «تم نقل هذه القنينة الفخارية ومحتوياتها إلى المخزن التابع للمنطقة، وبدء أعمال الترميم الأولى للعملات والتوثيق الأثري لها، بالإضافة إلى إجراء الدراسات الأثرية والعلمية اللازمة لمعرفة المزيد عن تلك الحقبة الزمنية المهمة».
مصر: اكتشاف قطع أثرية وجبّانة يونانية ورومانية في الإسكندرية
العثور على عملات ذهبية بيزنطية في «الوادي الجديد»
مصر: اكتشاف قطع أثرية وجبّانة يونانية ورومانية في الإسكندرية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة