توجهات تكنولوجية واعدة في عام 2019

الذكاء الصناعي والتقنيات السحابية و«البلوك تشين» تسيطر على المشهد

توجهات تكنولوجية واعدة في عام 2019
TT

توجهات تكنولوجية واعدة في عام 2019

توجهات تكنولوجية واعدة في عام 2019

شهد عام 2018 تعاظم إدراك الشركات لأهمية الاستعانة بالتكنولوجيا الناشئة، مثل البلوك تشين والذكاء الصناعي وتعلم الآلة والتقنيات السحابية، من أجل التحضير لمستقبل أفضل. ولا شك أن هذه التوجهات ستستمر هذا العام، ففي المنطقة العربية مثلا، تدشن شركة أمازون حاليا أحد أكبر مراكز البيانات في العالم في البحرين بينما أعلن بنك أبوظبي الوطني عن اعتماده لتقنية البلوك تشين في إجراء التحويلات المالية الدولية السريعة، في خطوة توضح مدى أهمية اللحاق بركب التقنيات الجديدة. وفي هذا السياق، حصلت «الشرق الأوسط» على بيان حصري من ديفيد ميدز، نائب الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لدى «سيسكو» يتحدث فيه عن أهم التوجهات التقنية الواعدة التي سيشهدها العام.

الذكاء الصناعي والإنترنت
* الذكاء الصناعي تعلم الآلة. من المتوقع أن يكون للذكاء الصناعي في عام 2019 دور أكبر في مساعدة البشر والشركات على العمل بصورة أسرع واتخاذ قرارات مبنية على معلومات أدق، بدلاً من مجرد الاعتماد على أنفسهم. وبالنسبة إلى «سيسكو» فإنها تستخدم نظم الذكاء الصناعي وتعلم الآلة لتجاوز التحديات في الأعمال بأساليب فعالة، وتحليل كميات ضخمة من بيانات الشبكة لاكتشاف التهديدات الأمنية واحتوائها، أو لتسريع العمل وجعله أكثر سلاسة.
* توسع الإنترنت إلى مستويات لم نتخيلها. وفقاً لأحدث التقارير، ستشهد منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا أعلى معدل نمو سنوي مركب لكمية حركة مرور بيانات عبر الإنترنت، حيث ستنمو بمعدل 41 في المائة من العام 2017 إلى العام 2022.
وبحلول العام 2022، ستبلغ نسبة مستخدمي الإنترنت في العالم 60 في المائة، إلا أن مستقبل الشبكة سيتغير بشكل كبير على يد الأجيال القادمة، لأن توسع الإنترنت سينتج عن عوامل جديدة أبرزها ارتفاع معدل انخراط البشر بالأجهزة القابلة للارتداء والأجهزة المنزلية والسيارات ذاتية القيادة. وستؤدي هذه الحاجات المتنامية إلى قفزة نوعية في سرعات الاتصالات عريضة النطاق واتصالات واي فاي وشبكات الهواتف الجوالة. وبحلول العام 2022 سيتضاعف عالمياً متوسط سرعة الاتصال عبر النطاق العريض وواي فاي، وسترتفع سرعات الاتصال بالهواتف النقالة ثلاثة أضعاف مقارنة مع سرعتها في العام 2017.
* نمو استخدام الفيديو فائق الوضوح والفيديو المباشر والواقع الافتراضي سيؤدي إلى زيادة ضخمة في الطلب على سعات الاتصال. سيمثل الفيديو 82 في المائة من إجمالي حركة مرور بيانات الإنترنت بحلول العام 2022، وسينمو فيه بث الفيديو الحي 15 مرة من العام 2017 إلى العام 2022، ليشكل 17 في المائة من إجمالي حركة مرور بيانات الفيديو عبر الإنترنت ويصبح تدريجياً بديلاً عن مشاهدة البث التلفازي التقليدي.
وسترتفع حركة مرور بيانات الواقع الافتراضي والواقع المعزز بسرعة صاروخية نتيجة نمو كبير في استخدام هذه التقنيات من جهة المستهلكين والشركات. ويتوقع استمرار النمو المرتفع لتقنية الواقع الافتراضي والواقع المعزز مدفوعاً بتوفر أجهزة جديدة ومحتوى أكثر جاذبية، ما سيؤدي إلى نمو حركة المرور المرتبطة بتطبيقات الواقع الافتراضي والواقع المعزز 12 ضعفاً على مدار الأعوام الخمسة المقبلة. وسيشهد العام المقبل مزيداً من تطبيقات الواقع الافتراضي في مجال الأعمال، بدءاً من العروض الترويجية والقيادة التجريبية الافتراضية إلى تقييم المنتجات وزيارة العقارات عبر الإنترنت.
الجيل الخامس للاتصالات
* استمرار نمو الاتصال بالشبكة عبر الأجهزة الجوالة مع تقدم الجيل الخامس للاتصالات. خلال العام 2019، ستواصل حركة مرور بيانات الأجهزة الجوالة النمو مقارنة بمصادر حركة مرور البيانات الأخرى، وستبقى بروتوكولات الجيل الثالث والرابع سائدة، لأن التقدم نحو تقنية الجيل الخامس سيكون في مراحله المبكرة.
كما كان متوقعاً، بدأت شركات شبكات الاتصالات الجوالة بإنشاء شبكات تجريبية للجيل الخامس. كما أكدت شركات الهواتف الذكية جاهزيتها للشبكة الجديدة، وبدأت بإطلاق وعودها باستجلاب الأجهزة الداعمة لهذه الشبكة إلى المنطقة في منتصف عام 2019، ويرى كثير من خبراء الصناعة أن عمليات نشر شبكات الجيل الخامس على نطاق واسع لن تبدأ بالتبلور فعلاً قبل حلول العام 2020، وذلك بعد أن تكتمل أكثر تفاصيل الكثير من عوامل بنائها.
* تقنية البلوك تشين تتجاوز نطاق المؤسسات الكبرى لتتجه نحو استخدامات مبتكرة على صعيد المستهلكين. سيستمر توسع استخدام تقنية البلوك تشين في مجالات متعددة مثل إدارة سلاسل الإمداد والشبكات والهوية الرقمية وتداول العملات. وعلى الأرجح سينشر جميع أهم مزودي الخدمات السحابية نظم البلوك تشين على نطاق تجاري بحلول نهاية العام 2019، وستصبح أحد العناصر الأساسية في معظم حلول الذكاء الصناعي وتقنيات إنترنت الأشياء في غضون السنوات القليلة المقبلة.


مقالات ذات صلة

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تكنولوجيا تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج.

مساعد الزياني (دبي)
تكنولوجيا خوارزمية «تيك توك» تُحدث ثورة في تجربة المستخدم مقدمة محتوى مخصصاً بدقة عالية بفضل الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

خوارزمية «تيك توك» سر نجاح التطبيق وتحدياته المستقبلية

بينما تواجه «تيك توك» (TikTok) معركة قانونية مع الحكومة الأميركية، يظل العنصر الأبرز الذي ساهم في نجاح التطبيق عالمياً هو خوارزميته العبقرية. هذه الخوارزمية…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)
خاص يمثل تحول الترميز الطبي في السعودية خطوة حاسمة نحو تحسين كفاءة النظام الصحي ودقته (شاترستوك)

خاص ما دور «الترميز الطبي» في تحقيق «رؤية 2030» لنظام صحي مستدام؟

من معالجة اللغة الطبيعية إلى التطبيب عن بُعد، يشكل «الترميز الطبي» عامل تغيير مهماً نحو قطاع طبي متطور ومستدام في السعودية.

نسيم رمضان (لندن)
خاص من خلال الاستثمارات الاستراتيجية والشراكات وتطوير البنية التحتية ترسم السعودية مساراً نحو أن تصبح قائداً عالمياً في التكنولوجيا (شاترستوك)

خاص كيف يحقق «الاستقلال في الذكاء الاصطناعي» رؤية السعودية للمستقبل؟

يُعد «استقلال الذكاء الاصطناعي» ركيزة أساسية في استراتيجية المملكة مستفيدة من قوتها الاقتصادية والمبادرات المستقبلية لتوطين إنتاج رقائق الذكاء الاصطناعي.

نسيم رمضان (لندن)

قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)
TT

قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)

جدد الحكم القضائي الصادر في مصر ضد شاب بتهمة ابتزاز وتهديد الطفلة «هنا»، ابنة الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسبب انتشاره بكثافة، ومدى المخاطر التي يحملها، لا سيما ضد المراهقات.

وقضت محكمة جنايات المنصورة بالحبس المشدد 3 سنوات على المتهم، وهو طالب بكلية الهندسة، بعد ثبوت إدانته في ممارسة الابتزاز ضد ابنة شيرين، إثر نجاحه في الحصول على صور ومقاطع فيديو وتهديده لها بنشرها عبر موقع «تيك توك»، إذا لم تدفع له مبالغ مالية كبيرة.

وتصدرت الأزمة اهتمام مواقع «السوشيال ميديا»، وتصدر اسم شيرين «الترند» على «إكس» و«غوغل» في مصر، الجمعة، وأبرزت المواقع عدة عوامل جعلت القضية مصدر اهتمام ومؤشر خطر، أبرزها حداثة سن الضحية «هنا»، فهي لم تتجاوز 12 عاماً، فضلاً عن تفكيرها في الانتحار، وهو ما يظهر فداحة الأثر النفسي المدمر على ضحايا الابتزاز حين يجدون أنفسهم معرضين للفضيحة، ولا يمتلكون الخبرة الكافية في التعامل مع الموقف.

وعدّ الناقد الفني، طارق الشناوي، رد فعل الفنانة شيرين عبد الوهاب حين أصرت على مقاضاة المتهم باستهداف ابنتها بمثابة «موقف رائع تستحق التحية عليه؛ لأنه اتسم بالقوة وعدم الخوف مما يسمى نظرة المجتمع أو كلام الناس، وهو ما يعتمد عليه الجناة في مثل تلك الجرائم».

مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «أبناء المشاهير يدفعون أحياناً ثمن شهرة ومواقف ذويهم، مثلما حدث مع الفنانة منى زكي حين تلقت ابنتها حملة شتائم ضمن الهجوم على دورها في فيلم (أصحاب ولاّ أعز) الذي تسبب في موجة من الجدل».

وتعود بداية قضية ابنة شيرين عبد الوهاب إلى مايو (أيار) 2023، عقب استدعاء المسؤولين في مدرسة «هنا»، لولي أمرها وهو والدها الموزع الموسيقي محمد مصطفى، طليق شيرين، حيث أبلغته الاختصاصية الاجتماعية أن «ابنته تمر بظروف نفسية سيئة للغاية حتى أنها تفكر في الانتحار بسبب تعرضها للابتزاز على يد أحد الأشخاص».

ولم تتردد شيرين عبد الوهاب في إبلاغ السلطات المختصة، وتبين أن المتهم (19 عاماً) مقيم بمدينة المنصورة، وطالب بكلية الهندسة، ويستخدم حساباً مجهولاً على تطبيق «تيك توك».

شيرين وابنتيها هنا ومريم (إكس)

وأكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، أن «الوعي لدى الفتيات والنساء هو كلمة السر في التصدي لتلك الجرائم التي كثُرت مؤخراً؛ نتيجة الثقة الزائدة في أشخاص لا نعرفهم بالقدر الكافي، ونمنحهم صوراً ومقاطع فيديو خاصة أثناء فترات الارتباط العاطفي على سبيل المثال»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «كثيراً من الأشخاص لديهم وجه آخر صادم يتسم بالمرض النفسي أو الجشع والرغبة في الإيذاء ولا يتقبل تعرضه للرفض فينقلب إلى النقيض ويمارس الابتزاز بكل صفاقة مستخدماً ما سبق وحصل عليه».

فيما يعرّف أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بمصر، الدكتور فتحي قناوي، الابتزاز الإلكتروني بوصفه «استخدام التكنولوجيا الحديثة لتهديد وترهيب ضحية ما، بنشر صور لها أو مواد مصورة تخصها أو تسريب معلومات سرية تنتهك خصوصيتها، مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح المبتزين».

ويضيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «مرتكب الابتزاز الإلكتروني يعتمد على حسن نية الضحية وتساهلها في منح بياناتها الخاصة ومعلوماتها الشخصية للآخرين، كما أنه قد يعتمد على قلة وعيها، وعدم درايتها بالحد الأدنى من إجراءات الأمان والسلامة الإلكترونية مثل عدم إفشاء كلمة السر أو عدم جعل الهاتف الجوال متصلاً بالإنترنت 24 ساعة في كل الأماكن، وغيرها من إجراءات السلامة».

مشدداً على «أهمية دور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية والتعليمية والإعلامية المختلفة في التنبيه إلى مخاطر الابتزاز، ومواجهة هذه الظاهرة بقوة لتفادي آثارها السلبية على المجتمع، سواء في أوساط المشاهير أو غيرهم».