الرئيس الكيني يعلن القضاء على المتورطين في هجوم نيروبي

أجانب بين الضحايا... وأوغندا تعزز الإجراءات الأمنية

قوات أمن ومواطنون أمس خارج المجمع الذي تعرض للهجوم الإرهابي في نيروبي (إ.ب.أ)
حشود في المقبرة الإسلامية بنيروبي خلال جنازة مسلمين قُتلا في الهجوم الإرهابي في العاصمة الكينية أول من أمس (رويترز)
قوات أمن ومواطنون أمس خارج المجمع الذي تعرض للهجوم الإرهابي في نيروبي (إ.ب.أ) حشود في المقبرة الإسلامية بنيروبي خلال جنازة مسلمين قُتلا في الهجوم الإرهابي في العاصمة الكينية أول من أمس (رويترز)
TT

الرئيس الكيني يعلن القضاء على المتورطين في هجوم نيروبي

قوات أمن ومواطنون أمس خارج المجمع الذي تعرض للهجوم الإرهابي في نيروبي (إ.ب.أ)
حشود في المقبرة الإسلامية بنيروبي خلال جنازة مسلمين قُتلا في الهجوم الإرهابي في العاصمة الكينية أول من أمس (رويترز)
قوات أمن ومواطنون أمس خارج المجمع الذي تعرض للهجوم الإرهابي في نيروبي (إ.ب.أ) حشود في المقبرة الإسلامية بنيروبي خلال جنازة مسلمين قُتلا في الهجوم الإرهابي في العاصمة الكينية أول من أمس (رويترز)

أعلن الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، أمس، أن عناصر حركة «الشباب» الصومالية المتطرفة الذين نفذوا هجوماً ضد مجمع فندقي يرتاده أجانب في العاصمة نيروبي «تمت تصفيتهم» على أيدي قوات الأمن، في ختام حصار استمر نحو 20 ساعة، بينما أعلنت الشرطة في أوغندا المجاورة أنها في حالة تأهب قصوى بعد هذا الهجوم الذي أوقع ما لا يقل عن 14 قتيلاً.
وفيما قامت الفرق الأمنية بإجلاء كينيين وأجانب من موقع الهجوم الإرهابي خلال العملية، أكد مسؤول في وزارة الخارجية الكينية مقتل مواطن أميركي، فيما قال عاملون في مشرحة إن بين القتلى الأجانب أميركياً واحداً وبريطانياً واحداً، إضافة إلى 11 كينياً. وأكدت لندن مساء أمس مقتل بريطاني تبيّن أنه موظف في وكالة إنسانية تعمل في افريقيا، فيما ذكرت صحف أن عنصراً في قوة خاصة بريطانية كان في مهمة تدريب في كينيا شارك في عملية التصدي لمهاجمي المجمع الفندقي.
وأوضح كينياتا، في مؤتمر صحافي بثّه التلفزيون، أن العملية الأمنية انتهت و«تمت تصفية كل الإرهابيين» ممن هاجموا مبنى فندق «دوسيت دي 2»، لينتهي بذلك الهجوم الإرهابي الذي بدأ الثلاثاء. وأكد الرئيس الكيني «مقتل 14 روحاً بريئة على أيدي أولئك الإرهابيين القتلة».
وتعهد كينياتا الذي بدا متعباً وعابساً، بحسب وكالات الأنباء، بتشديد الحرب على الإرهاب العالمي. وقال: «لن يهزمنا الإرهاب أبداً»، مضيفاً: «لن نستسلم. ما زلنا جزءاً من المجتمع الدولي الذي يحارب الإرهاب. والبلاد آمنة حالياً». وأضاف أن قوات الأمن أجلت أكثر من 700 شخص سالمين من مجمع «دوسيت دي 2»، بعد بدء الهجوم. وقال كينياتا، وهو ابن الأب المؤسس لكينيا: «باستخدام الوسائل المتاحة لأجهزة الأمن والأذرع القضائية، سنواصل اتخاذ كل خطوة لجعل بلدنا غير مضياف للجماعات الإرهابية وشبكاتها». ولم يتضح على الفور عدد المهاجمين بالإجمال، لكن مشاهد التقطت من كاميرا مراقبة بثّتها وسائل إعلام محلية أظهرت 4 رجال مسلحين يدخلون المجمع بعد ظهر أول من أمس، وقام واحد منهم على الأقل بتفجير نفسه عند بدء الهجوم.
وأفاد مصدر في الشرطة بأنه تم قتل اثنين من المهاجمين صباح أمس بعد استمرار تبادل إطلاق النار لليوم الثاني من الهجوم.
وعملت قوات الأمن طيلة الليل لتأمين مجمع «دوسيت دي 2» الذي يضم فندقاً فيه 100 غرفة ومنتجعاً صحياً ومطعماً وأبنية تشغلها مكاتب، بعد هجوم تبنته حركة «الشباب» الصومالية المتطرفة. وقال قائد الشرطة الكينية جوزيف بوينت إن الهجوم بدأ بانفجار استهدف 3 سيارات في مرآب المجمع وتفجير انتحاري في بهو فندق دوسيت. وفيما سمع صوت الانفجار وإطلاق النار في حي ويستلاندز الكثيف الأشجار، تحصن مئات الموظفين المذعورين داخل المجمع، بينما فرّ آخرون.
وتبنت حركة «الشباب» المتطرفة المرتبطة بالقاعدة، الهجوم الذي يأتي بعد 3 سنوات تماماً من هجومها على قاعدة للجيش الكيني في الصومال؛ حيث كثيراً ما استهدفت الحركة كينيا منذ تدخل جيشها في الصومال قبل نهاية عام 2011 لمحاربة الجماعة المتشددة.
والهجوم على مجمع «دوسيت دي 2» هو الأول في نيروبي منذ الهجوم المسلح على مركز «ويستغيت» التجاري في 2013، الذي أوقع 67 قتيلاً على الأقل. ودفع الهجوم على «ويستغيت» كثيراً من المؤسسات ومراكز التسوق - ومنها «دوسيت» - إلى تعزيز الإجراءات الأمنية ووضع الحواجز لتفتيش السيارات والمارة، كما أعلن كثير من المؤسسات التي يرتادها أجانب في نيروبي على مواقع التواصل الاجتماعي إغلاق أبوابها لأسباب أمنية. وفجّر انتحاري واحد على الأقل نفسه في الفندق، فيما قام مسلحون بإطلاق النار والاشتباك مع قوات الأمن، ثم تحصنوا في الموقع، فيما كان المدنيون يفرون أو يختبئون بانتظار إنقاذهم.
بدورها، أدانت مجموعة دول شرق أفريقيا (إيغاد) الهجوم، وحثّت على بذل جهود مشتركة للقضاء على آفة الإرهاب في المنطقة. وعبّر محبوب معلم، السكرتير التنفيذي للمنظمة، عن ثقته في تقديم المنفذين والمنظمين والداعمين لهذا الهجوم للعدالة في أسرع وقت ممكن، معتبراً في بيان له أمس أنه «لا يجب السماح لهذه الهجمات الوحشية بإضعاف إصرارنا المشترك على القضاء على آفة الإرهاب من منطقتنا». وتتعرض كينيا كثيراً لهجمات من حركة «الشباب» انتقاماً لإرسالها قوات إلى الصومال.
من جانبه، اعلن بولي نامايي، نائب المتحدث باسم الشرطة في أوغندا، تشديد الإجراءات الأمنية وتفعيل إجراءات مكافحة الإرهاب. وأضاف: «رجال الأمن في حالة تأهب. ينبغي أن تلتزم المناطق المزدحمة كالكنائس والأسواق والمستشفيات ومراكز التسوق على نحو خاص بتلك الإجراءات الأمنية، ولدينا فرق يقظة لضمان حدوث ذلك».


مقالات ذات صلة

إردوغان بحث مع روته القضايا الأمنية والإقليمية المهمة لـ«الناتو»

شؤون إقليمية إردوغان خلال استقباله الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته بالقصر الرئاسي في أنقرة الاثنين (الرئاسة التركية)

إردوغان بحث مع روته القضايا الأمنية والإقليمية المهمة لـ«الناتو»

بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته عدداً من الملفات الأمنية والقضايا التي تهم الحلف.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا أنصار مرشح المعارضة باسيرو ديوماي فاي يحضرون مسيرة حاشدة في أثناء فرز نتائج الانتخابات الرئاسية (إ.ب.أ)

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

مباحثات جرت، الجمعة، بين الرئيس الروسي ونظيره السنغالي، وتم خلالها الاتفاق على «تعزيز الشراكة» بين البلدين، والعمل معاً من أجل «الاستقرار في منطقة الساحل»

الشيخ محمد (نواكشوط)
شؤون إقليمية محتجون أشعلوا النار في الشوارع المحيطة ببلدية تونجلي في شرق تركيا بعد عزل رئيسه وتعيين وصي عليها (إعلام تركي)

تركيا: صدامات بين الشرطة ومحتجين بعد عزل رئيسي بلديتين معارضين

وقعت أعمال عنف ومصادمات بين الشرطة ومحتجين على عزل رئيسَي بلدية منتخبَين من صفوف المعارضة في شرق تركيا، بعد إدانتهما بـ«الإرهاب»، وتعيين وصيين بدلاً منهما.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

جرائم العنف الأسري تحصد امرأة كل 10 دقائق في العالم

نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)
نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)
TT

جرائم العنف الأسري تحصد امرأة كل 10 دقائق في العالم

نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)
نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)

قُتلت 85 ألف امرأة وفتاة على الأقل عن سابق تصميم في مختلف أنحاء العالم عام 2023، معظمهن بأيدي أفراد عائلاتهنّ، وفقاً لإحصاءات نشرتها، (الاثنين)، الأمم المتحدة التي رأت أن بلوغ جرائم قتل النساء «التي كان يمكن تفاديها» هذا المستوى «يُنذر بالخطر».

ولاحظ تقرير لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في فيينا، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة في نيويورك أن «المنزل يظل المكان الأكثر خطورة» للنساء، إذ إن 60 في المائة من الـ85 ألفاً اللاتي قُتلن عام 2023، أي بمعدّل 140 كل يوم أو واحدة كل عشر دقائق، وقعن ضحايا «لأزواجهن أو أفراد آخرين من أسرهنّ».

وأفاد التقرير بأن هذه الظاهرة «عابرة للحدود، وتؤثر على كل الفئات الاجتماعية والمجموعات العمرية»، مشيراً إلى أن مناطق البحر الكاريبي وأميركا الوسطى وأفريقيا هي الأكثر تضرراً، تليها آسيا.

وفي قارتَي أميركا وأوروبا، يكون وراء غالبية جرائم قتل النساء شركاء حياتهنّ، في حين يكون قتلتهنّ في معظم الأحيان في بقية أنحاء العالم أفرادا من عائلاتهنّ.

وأبلغت كثيرات من الضحايا قبل مقتلهنّ عن تعرضهنّ للعنف الجسدي أو الجنسي أو النفسي، وفق بيانات متوافرة في بعض البلدان. ورأى التقرير أن «تجنّب كثير من جرائم القتل كان ممكناً»، من خلال «تدابير وأوامر قضائية زجرية» مثلاً.

وفي المناطق التي يمكن فيها تحديد اتجاه، بقي معدل قتل الإناث مستقراً، أو انخفض بشكل طفيف فقط منذ عام 2010، ما يدل على أن هذا الشكل من العنف «متجذر في الممارسات والقواعد» الاجتماعية ويصعب القضاء عليه، بحسب مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، الذي أجرى تحليلاً للأرقام التي استقاها التقرير من 107 دول.

ورغم الجهود المبذولة في كثير من الدول فإنه «لا تزال جرائم قتل النساء عند مستوى ينذر بالخطر»، وفق التقرير. لكنّ بياناً صحافياً نقل عن المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، شدّد على أن هذا الواقع «ليس قدراً محتوماً»، وأن على الدول تعزيز ترسانتها التشريعية، وتحسين عملية جمع البيانات.