«فريق التقييم» يحقق ميدانياً في حوادث اليمن

TT

«فريق التقييم» يحقق ميدانياً في حوادث اليمن

كشف الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عن أنه قام بزيارات ميدانية لمناطق يمنية عدة للوقوف مباشرة على بعض الادعاءات التي تلقاها خلال الفترة الماضية، مبيناً أن الزيارات نجحت واتضح للفريق صحة الإجراءات التي اعتمدها بعد المعاينة الميدانية.
ولفت المستشار منصور المنصور، المتحدث باسم فريق تقييم الحوادث في اليمن، إلى أن هناك انخفاضاً حاداً في عمليات الحوادث محل الادعاء على قوات التحالف، في الفترة الأخيرة مقارنة بالعامين الماضيين.
وأوضح المنصور أن الفريق زار العاصمة المؤقتة عدن إلى جانب محافظة لحج، وإلى جانب لقاء اللجنة الوطنية اليمنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان، والقيام بزيارات ميدانية لمواقع الحوادث؛ وشملت الزيارة التقاء شهود وذوي الضحايا والمصابين والمتضررين في منازلهم.
وأشار المنصور إلى أن الزيارة الميدانية لبعض المواقع مثل خور مكسر وكريتر في عدن، ساهمت في الحصول على معلومات قيمة وحقائق دامغة عن صحة نتائج الفريق التي أعلن عنها في وقت سابق، مبيناً عن زيارات مستقبلية للفريق إلى مناطق يمنية عدة خلال الفترة المقبلة.
وفي سياق حديثه عن إحدى الادعاءات قال المتحدث: «في السادسة مساء وعلى بعد 50 ميلاً بحرياً من ساحل الخوخة (غرب اليمن)، تم رصد أحد القوارب يقترب بسرعة عالية من القافلة قادماً من الساحل اليمني، وقامت سفينة الحماية بإنذار الزورق وتحذيره عبر مكبرات الصوت ولم يستجب، ثم عبر إطلاق طلقات تحذيرية في الجو، لكنه استمر في الاقتراب من السفن التجارية، ودخل منطقة تشكل خطراً على القافلة... وعليه؛ قامت سفينة الحماية بالتعامل معه واستهدافه، ما أدى لانفجاره».
وأشار المنصور إلى أن سفينة الحماية عادت بعد 45 دقيقة لموقع الحادث للبحث والإنقاذ؛ إلا إنها لم تعثر على أي من الموجودين على الزورق، مشيراً إلى أنه كان موجوداً في منطقة العمليات وخارج المياه الإقليمية المحددة للصيد من قبل الشرعية اليمنية، وكانت إجراءات التحالف صحيحة ومتوافقة مع القانون الدولي الإنساني.
ودحض الفريق كذلك ادعاءات وردت في بعض وسائل الإعلام عن قيام التحالف بقصف أحد المنازل وأحد المتاجر بقرية مقبنة في تعز، مبيناً أنه بعد التحقق تبين أن التحالف لم ينفذ أياً من العمليات محل الادعاء.
واستعرض المنصور ما ورد من «منظمة أطباء بلا حدود» في يونيو 2018 عن قيام التحالف بقصف مركز علاج الكوليرا في مدينة عبس بحجة، لافتاً إلى أنه بعد التحقق ومقابلة وفد من المنظمة، ومراجعة المواقع المحظور استهدافها، وقوائم تحركات المنظمة الميدانية في اليمن، تبين أن محل الادعاء كان مستودعاً تستخدمه الميليشيات مخزناً للأسلحة في منطقة معزولة خارج النطاق العمراني ويبعد عن الحدود السعودية 50 كيلومتراً مما يمثل تهديدا مباشرا للسعودية.
وتطرق المنصور إلى ما أورته لجنة الصليب الأحمر في يناير (كانون الثاني) 2017 عن قيام التحالف باستهداف قارب مدني متجه إلى جيبوتي ومقتل 11 شخصاً، مبيناً أنه بعد التحقق اتضح أن قوات التحالف لم تقم بأي عمليات بحرية في تاريخ الادعاء أو قبله أو بعده بيوم، ولم تستهدف أي قوارب مدنية جنوب المخاء بمحافظة تعز.
وتحدث المنصور عن عدم إبلاغ «منظمة أطباء بلا حدود» قوات التحالف بطلب لتضمين الموقع في قائمة المواقع المحظور استهدافها، وقال: «بعد مراجعة رسائل تحركات المنظمة داخل اليمن ومن ضمنها الموقع المستهدف الرسالة تتضمن تحركات المنظمة خلال فترة زمنية محددة بتواريخ معينة (...) واتضح للفريق أن الاستهداف تم بناء على مصدر في الداخل اليمني ولم تستكمل إجراءات التحقق اللازمة حسب الآلية المعتمدة لدى التحالف، كما أن الصور الفضائية توضح وجود أي علامات تمييز للمنشأة الطبية، وخلو المنطقة من أي تحركات للأفراد والعربات قبل الاستهداف». وأوصى الفريق - بحسب المنصور - بأن يقوم التحالف بتقديم مساعدات عن الأضرار التي لحقت بالمستودع، واتخاذ الإجراءات القانونية ومحاسبة المتسببين في عملية الاستعجال في تنفيذ العملية قبل استكمال الإجراءات المتبعة، كما حض المنظمات الدولية على أهمية إخطار قوات التحالف بمواقعها المستخدمة بصورة واضحة ودقيقة والإشعار عن تحركاتها بشكل تفصيلي حتى لا يتم تكرار مثل هذه الحوادث.


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.