ماركو سيلفا لديه القليل من الوقت لإعادة إيفرتون إلى الطريق الصحيح

مالك النادي ليس سعيداً بوضعية الفريق وهدد بعدم ضخ استثمارات جديدة

دومينيك كلافرت (يسار) يسجل هدف تأمين فوز إيفرتون على بورنموث الذي رفع بعضاً من الضغط عن المدير الفني (أ.ف.ب)
دومينيك كلافرت (يسار) يسجل هدف تأمين فوز إيفرتون على بورنموث الذي رفع بعضاً من الضغط عن المدير الفني (أ.ف.ب)
TT

ماركو سيلفا لديه القليل من الوقت لإعادة إيفرتون إلى الطريق الصحيح

دومينيك كلافرت (يسار) يسجل هدف تأمين فوز إيفرتون على بورنموث الذي رفع بعضاً من الضغط عن المدير الفني (أ.ف.ب)
دومينيك كلافرت (يسار) يسجل هدف تأمين فوز إيفرتون على بورنموث الذي رفع بعضاً من الضغط عن المدير الفني (أ.ف.ب)

حذر مالك حصة الأغلبية بنادي إيفرتون، فرهاد موشيري، المدير الفني البرتغالي ماركو سيلفا بأنه ليس سعيداً بما يحققه الفريق هذا الموسم، ومشيرا إلى أنه لن يضخ استثمارات في الفريق بالشكل الذي كان يتبعه في الماضي.
غادر المدير الفني لنادي إيفرتون ماركو سيلفا قاعة فيلهارمونيك بمدينة ليفربول بعد حضوره الاجتماع العام للنادي يوم الثلاثاء الماضي ولديه رؤية واضحة عما يحتاجه الفريق خلال الفترة المقبلة، حيث أشار مالك حصة الأغلبية بالنادي، فرهاد موشيري إلى أن نتائج الفريق تحت قيادة المدير الفني البرتغالي «ليست جيدة بما يكفي».
حضر ثمانية من ممثلي نادي إيفرتون الاجتماع الذي عقد في قاعة فيلهارمونيك، وكان موشيري هو آخر من يخرج وبالتالي كان هو من واجه الكثير من الأسئلة حول الأخطاء الفادحة التي ارتكبها نادي إيفرتون خلال السنوات الأخيرة.
في الحقيقة، كان موشيري محقا تماما عندما عبر عن عدم رضاه عن نتائج الفريق، وهو الأمر الذي يتردد بين جمهور النادي أيضا. لقد استثمر الملياردير البريطاني - الإيراني 250 مليون جنيه إسترليني في نادي إيفرتون منذ استحواذه على حصة الأغلبية قبل ما يقرب من ثلاث سنوات. ويوجد لدى موشيري الكثير من المكاتب الجديدة المثيرة للإعجاب في مبنى «ليفر» في المدينة، بالإضافة إلى الكثير من الموظفين الذين يعملون في تلك المكاتب، لكن لا يوجد تقدم حقيقي على أرض الملعب ولا أي شيء ملموس كنتيجة للملايين التي أنفقها في الإعداد لبناء ملعب جديد.
وقال موشيري: «أعتقد أن هذا النادي تحت إدارة مارسيل براندز، مدير الكرة، وقيادة المديرة التنفيذية دينيس باريت باكسيندال يتمتع بالقوة الكافية لرؤية هذا المشروع يسير نحو الأمام». ولم يشر موشيري إلى ماركو سيلفا على أنه جزء من خطة النادي على المدى الطويل. وترى باريت باكسيندال، التي اعترفت بالتحديات الكبيرة التي يواجهها إيفرتون في أول لقاء لها كمديرة تنفيذية للنادي، أن هدف الفريق هو «الفوز بألقاب الدوري الإنجليزي الممتاز والمنافسة بشكل منتظم في بطولة دوري أبطال أوروبا في ملعب كرة قدم عالمي ذي شهرة عالمية».
أما الهدف الذي يسعى سيلفا لتحقيقه فيتمثل في تحسين النتائج بشكل فوري وقد نجح في تحقيق ذلك من خلال الفوز على بورنموث الأحد وأثبت أنه يستحق تولي قيادة إيفرتون وثقة موشيري.
كان الشك يحوم حول سيلفا بعدما فشل إيفرتون في تحقيق أي فوز على ملعبه في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ انتصاره على كارديف سيتي بهدف دون رد في الرابع والعشرين من نوفمبر (تشرين الثاني). وهبط الفريق إلى المركز الحادي عشر في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد خسارته في خمس مباريات متتالية وتحقيق فوز وحيد في ثماني مباريات، وعلاوة على ذلك، لم يحافظ الفريق على نظافة شباكه في تسع مباريات متتالية.
وقد تراجع شكل وثقة الفريق بشكل واضح منذ الخطأ الكبير الذي ارتكبه حارس مرمى الفريق جوردان بيكفورد في الدقيقة 96 من عمر مباراة الفريق أمام ليفربول، والذي أهدى المنافس نقاط المباراة الثلاث في ديربي الميرسيسايد على ملعب أنفيلد. واستقبل إيفرتون العام الجديد بنكبة أخرى تحت قيادة سيلفا عندما خسر أمام ليستر سيتي على ملعب «غوديسون بارك» بهدف دون رد، وسط صيحات استهجان من جمهور الفريق ضد اللاعبين. وبعد مرور 22 جولة من الدوري الإنجليزي الممتاز، يمتلك إيفرتون الآن نفس عدد النقاط التي كانت لديه خلال هذه المرحلة من الموسم الماضي تحت قيادة رونالد كومان وسام ألاردايس.
كل ذلك يدعم تقييم موشيري لموسم الفريق حتى الآن. وفي الحقيقة، فإن هذه النتائج ورغم الفوز الأخير على بورنموث تؤثر على استقرار الفريق وتضع سيلفا تحت ضغوط هائلة وانتقادات كبيرة من قبل الجمهور. ودافع سيلفا عن نفسه يوم الجمعة الماضية وقال إن إيفرتون تعاقد معه خلال الصيف الماضي لكي يبني الفريق على المدى الطويل، ولم يتعاقد مع «ساحر».
من جهته، أكد موشيري على أن المدير الفني البالغ من العمر 41 عاما والذي تولى من قبل قيادة واتفورد وهال سيتي يحظى بـ«الدعم الكامل» من مجلس إدارة النادي، مشيرا إلى أن الفريق قدم بعض «العروض المذهلة» في النصف الأول من الموسم، وطالب بالمزيد من هذه العروض خلال النصف الثاني. ويعد هذا، على الأقل، بمثابة إشارة على أن الطريقة التي يلعب بها الفريق قد تحسنت تحت قيادة سيلفا، كما أن نوعية اللاعبين الذين يتعاقد معهم النادي قد تحسنت بشكل ملحوظ منذ تولي مارسيل براندز منصب مدير الكرة بالنادي بدلا من ستيف والش.
وقد جاء تعيين براندز في مجلس إدارة النادي خلال الاجتماع العام بمثابة تأكيد على الدور الذي يقوم به والسلطات التي يتمتع بها منذ وصوله من آيندهوفن الهولندي الصيف الماضي. لقد أصبح براندز هو المسؤول عن استراتيجية كرة القدم بالكامل داخل النادي، بدءا من مستوى أكاديمية الشباب بالنادي وصولا إلى الفريق الأول. أما سيلفا فتتمثل مهمته في قيادة الفريق الأول، لكن يتعين على الرجلين أن يقودا النادي إلى الأمام وأن يصححا الأخطاء التي ورثاها في الماضي، وهي الأخطاء التي يدرك مجلس الإدارة جيدا أنها ستلقي بظلالها على الفريق لبعض الوقت في المستقبل.
ويعمل سيلفا على أن يقدم فريقه أداء هجوميا شاملا، لكن تلك المساعي تواجه صعوبات كبيرة للغاية في ظل عدم امتلاك الفريق لمهاجم من الطراز الرفيع، وهي المشكلة التي يواجهها الفريق منذ رحيل المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو قبل 18 شهراً. وأشار موشيري إلى أنه على الرغم من استعداده لتمويل بناء الملعب الجديد، فإنه لن يقوم شخصيا بضخ استثمارات كبيرة في شراء لاعبين جدد بالشكل الذي كان يقوم به في الماضي.
وقال موشيري: «لقد بعنا لوكاكو مقابل 75 مليون جنيه إسترليني، وكان يحصل على راتب أسبوعي يصل لنحو 70 ألف جنيه إسترليني. ولكي تتعاقد مع لاعب قادر على تعويضه، يتعين عليك أن تنفق 120 مليون جنيه إسترليني وتدفع راتبا أسبوعيا يصل إلى 250 ألف جنيه إسترليني، وهذا هو التحدي. ولهذا السبب هناك حاجة لخبراء في كرة القدم من نوعية مارسيل».
وأضاف: «البنية التحتية أيضا مهمة، وحتى لا تنتهك قواعد اللعب المالي النظيف فإنه يتعين عليك أن تتعاقد مع لاعبين أصغر سناً بأجور منخفضة. قد تضطر إلى دفع مقابل مادي كبير، لكن يتعين عليك أن تعمل على تخفيض الأجور، وهذا تحد آخر. وأعتقد أننا تعلمنا الدرس. لقد واجهنا حظا سيئا وكان لدينا سوء تقدير، لكنني أشعر بأن العمل الذي قمنا به في الصيف الماضي يدل على أننا نسير في الاتجاه الصحيح، لكن الأمر كان صعباً».
وعلى الرغم من بيع النادي لكل من لوكاكو وروس باركلي وحصول النادي على أموال ضخمة من عائدات البث التلفزيوني، فقد حقق إيفرتون خسائر بلغت 13.1 مليون جنيه إسترليني خلال السنة المالية الماضية، مقارنة بأرباح بلغت 30.6 مليون جنيه إسترليني في عام 2017، وأخبر ساشا ريازانتسيف، المسؤول المالي للنادي، المساهمين بأن قيمة تذاكر المباريات في ملعب «غوديسون بارك» لم تكن أقل من قيمة تذاكر المباريات للأندية الستة الكبرى فحسب، لكنها كانت أقل من عائدات نادي وستهام يونايتد من بيع التذاكر على ملعب «أبتون بارك» ونادي ساوثهامبتون من بيع التذاكر على ملعب «سانت ماري» الأقل سعة. وقال موشيري: «بكل صراحة، الانتقال إلى ملعب جديد لا علاقة له برؤيتي. إنه ضرورة».
وكان كل الحاضرين في القاعة مع موشيري، باستثناء براندز وسيلفا، موجودين في النادي عندما تم تبديد استثماراته الكبيرة في شراء اللاعبين، كما كانوا هناك عندما تم ترقية الكثير من المسؤولين ورفع المقابل المادي الذي يحصل عليه مدير النادي من 578 ألف جنيه إسترليني في عام 2017 إلى 917 ألف جنيه إسترليني في عام 2018. والآن، يتعين على سيلفا، الذي وصفه موشيري بأنه «رهان كبير»، أن يدرك أن إعادة الاستقرار إلى النادي قد بات ضرورة ملحة في الوقت الحالي.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».