كينيا: هجوم على مجمع فخم يسقط قتلى وجرحى

{حركة الشباب} الصومالية أعلنت مسؤوليتها

كينيا: هجوم على مجمع فخم يسقط قتلى وجرحى
TT

كينيا: هجوم على مجمع فخم يسقط قتلى وجرحى

كينيا: هجوم على مجمع فخم يسقط قتلى وجرحى

أعلنت حركة الشباب الصومالية المتشددة أمس مسؤوليتها عن هجوم استهدف مجمعا فخما يضم فندقا ومكاتب بحي «ويستلاندز» في العاصمة الكينية نيروبي، أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 14 آخرين، وسط معلومات عن احتجاز رهائن. وقال عبد العزيز أبو مصعب المتحدث باسم العمليات العسكرية في الحركة الصومالية، في تصريح مقتضب: «نحن وراء الهجوم في نيروبي... العملية مستمرة، سنعلن التفاصيل لاحقا». وأفاد شهود عيان ووسائل إعلام كينية بسماع دوي انفجارات وإطلاق نار في حي «ويستلاندز»، حيث نقل موقع «ذا ستار» عن مصدر محلي أنه سمع دوي انفجارات ضخمة أعقبها إطلاق نار بالقرب من فندق «دوسيت» في الحي، مشيرا إلى أن الشرطة بدأت عملية في المنطقة.

وأعلنت الشرطة، التي نشرت قوات تابعة لوحدة مكافحة الإرهاب في المنطقة، أن منفذي الهجوم «يرتدون سترات واقية ضد الرصاص»، مشيرة إلى أنه «جرى احتجاز رهائن في الفندق». وقالت امرأة كينية إن دوي انفجارين سُمع في مجمع فخم يضم فندقا ومكاتب بالعاصمة نيروبي، بينما قال شخص آخر في مكتب داخل المجمع عبر الهاتف: «نتعرض للهجوم» ثم أنهى المكالمة. وهز الانفجار الذي أعقب إطلاق نار المبنى التجاري، بينما تصاعد الدخان الأبيض من مكان الحادث مع استمرار إطلاق النار وركض كثير من الناس طلبا للأمان. وأظهرت لقطات للتلفزيون المحلي دخانا يتصاعد من المنطقة، فيما قال قائد شرطة نيروبي فيليب ندولو إنه تم إغلاق منطقة ريفرسايد درايف للاشتباه في وقوع جريمة سطو. ونقلت وكالات عن شهود أن حريقا كبيرا شب؛ الأمر الذي دفع العاملين للفرار للنجاة بأرواحهم، بينما أظهرت لقطات خروج رجل تغطيه الدماء كما تم إجلاء طلبة جامعة قريبة. وقالت امرأة تعمل في مبنى مجاور: «سمعت دوي أعيرة نارية ثم رأيت أناسا يجرون وهم يرفعون أياديهم عاليا وكان البعض يدخل البنك للاحتماء»، وأضافت أنها سمعت أيضا دوي انفجارين. وقال قائد شرطة نيروبي فيليب ندولو إنه تم إغلاق منطقة ريفرسايد درايف حيث يقع فندق (دوسيت دي2) للاشتباه في وقوع جريمة سطو، لكن تشارلز أوينو المتحدث باسم الشرطة قال في المقابل إنهم لا يستبعدون إمكانية أن يكون هجوما إرهابيا. وأضاف: «يجب أن نفكر في أسوأ احتمال يمكن أن يحدث. أسوأ احتمال هو أنه (هجوم) إرهابي». وكان بالإمكان رؤية دخان يتصاعد من المنطقة، حيث شوهدت عربات الإطفاء قرب مدخل المجمع. وسبق أن تعرضت نيروبي لهجمات نفذتها حركة الشباب الناشطة في الجارة الصومال.



كيف كسرت الحرب في أوكرانيا المحرّمات النووية؟

نظام صاروخي باليستي عابر للقارات من طراز «يارس» الروسي خلال عرض في «الساحة الحمراء» بموسكو يوم 24 يونيو 2020 (رويترز)
نظام صاروخي باليستي عابر للقارات من طراز «يارس» الروسي خلال عرض في «الساحة الحمراء» بموسكو يوم 24 يونيو 2020 (رويترز)
TT

كيف كسرت الحرب في أوكرانيا المحرّمات النووية؟

نظام صاروخي باليستي عابر للقارات من طراز «يارس» الروسي خلال عرض في «الساحة الحمراء» بموسكو يوم 24 يونيو 2020 (رويترز)
نظام صاروخي باليستي عابر للقارات من طراز «يارس» الروسي خلال عرض في «الساحة الحمراء» بموسكو يوم 24 يونيو 2020 (رويترز)

نجح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في خلق بيئة مواتية لانتشار أسلحة نووية جديدة في أوروبا وحول العالم، عبر جعل التهديد النووي أمراً عادياً، وإعلانه اعتزام تحويل القنبلة النووية إلى سلاح قابل للاستخدام، وفق تحليل لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.

في عام 2009، حصل الرئيس الأميركي، باراك أوباما، على «جائزة نوبل للسلام»، ويرجع ذلك جزئياً إلى دعوته إلى ظهور «عالم خالٍ من الأسلحة النووية». وفي ذلك الوقت، بدت آمال الرئيس الأميركي الأسبق وهمية، في حين كانت قوى أخرى تستثمر في السباق نحو الذرة.

وهذا من دون شك أحد أخطر آثار الحرب في أوكرانيا على النظام الاستراتيجي الدولي. فعبر التهديد والتلويح المنتظم بالسلاح الذري، ساهم فلاديمير بوتين، إلى حد كبير، في اختفاء المحرمات النووية. وعبر استغلال الخوف من التصعيد النووي، تمكن الكرملين من الحد من الدعم العسكري الذي تقدمه الدول الغربية لأوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، ومن مَنْع مشاركة الدول الغربية بشكل مباشر في الصراع، وتخويف جزء من سكان هذه الدول، الذين تغلّب عليهم «الإرهاق والإغراءات بالتخلي (عن أوكرانيا) باسم الأمن الزائف».

بدأ استخفاف الكرملين بالأسلحة النووية في عام 2014، عندما استخدم التهديد بالنيران الذرية للدفاع عن ضم شبه جزيرة القرم من طرف واحد إلى روسيا. ومنذ ذلك الحين، لُوّح باستخدام السلاح النووي في كل مرة شعرت فيها روسيا بصعوبة في الميدان، أو أرادت دفع الغرب إلى التراجع؛ ففي 27 فبراير 2022 على سبيل المثال، وُضع الجهاز النووي الروسي في حالة تأهب. وفي أبريل (نيسان) من العام نفسه، استخدمت روسيا التهديد النووي لمحاولة منع السويد وفنلندا من الانضمام إلى «حلف شمال الأطلسي (ناتو)». في مارس (آذار) 2023، نشرت روسيا صواريخ نووية تكتيكية في بيلاروسيا. في فبراير 2024، لجأت روسيا إلى التهديد النووي لجعل النشر المحتمل لقوات الـ«ناتو» في أوكرانيا مستحيلاً. وفي الآونة الأخيرة، وفي سياق المفاوضات المحتملة مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، جلبت روسيا مرة أخرى الخطاب النووي إلى الحرب، من خلال إطلاق صاروخ باليستي متوسط ​​المدى على أوكرانيا. كما أنها وسعت البنود التي يمكن أن تبرر استخدام الأسلحة الذرية، عبر مراجعة روسيا عقيدتها النووية.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع مع قيادة وزارة الدفاع وممثلي صناعة الدفاع في موسكو يوم 22 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)

التصعيد اللفظي

تأتي التهديدات النووية التي أطلقتها السلطات الروسية في الأساس ضمن الابتزاز السياسي، وفق «لوفيغارو». ولن تكون لدى فلاديمير بوتين مصلحة في اتخاذ إجراء عبر تنفيذ هجوم نووي تكتيكي، وهو ما يعني نهاية نظامه. فالتصعيد اللفظي من جانب القادة الروس ورجال الدعاية لم تصاحبه قط تحركات مشبوهة للأسلحة النووية على الأرض. ولم يتغير الوضع النووي الروسي، الذي تراقبه الأجهزة الغربية من كثب. وتستمر الصين أيضاً في لعب دور معتدل، حيث تحذّر موسكو بانتظام من أن الطاقة النووية تشكل خطاً أحمر مطلقاً بالنسبة إليها.

إن التهوين من الخطاب الروسي غير المقيد بشكل متنامٍ بشأن استخدام الأسلحة النووية ومن التهديد المتكرر، قد أدى إلى انعكاسات دولية كبيرة؛ فقد غير هذا الخطاب بالفعل البيئة الاستراتيجية الدولية. ومن الممكن أن تحاول قوى أخرى غير روسيا تقليد تصرفات روسيا في أوكرانيا، من أجل تغيير وضع سياسي أو إقليمي راهن محمي نووياً، أو إنهاء صراع في ظل ظروف مواتية لدولة تمتلك السلاح النووي وتهدد باستخدامه، أو إذا أرادت دولة نووية فرض معادلات جديدة.

يقول ضابط فرنسي: «لولا الأسلحة النووية، لكان (حلف شمال الأطلسي) قد طرد روسيا بالفعل من أوكرانيا. لقد فهم الجميع ذلك في جميع أنحاء العالم».

من الجانب الروسي، يعتبر الكرملين أن الحرب في أوكرانيا جاء نتيجة عدم الاكتراث لمخاوف الأمن القومي الروسي إذ لم يتم إعطاء روسيا ضمانات بحياد أوكرانيا ولم يتعهّد الغرب بعدم ضم كييف إلى حلف الناتو.

وترى روسيا كذلك أن حلف الناتو يتعمّد استفزاز روسيا في محيطها المباشر، أكان في أوكرانيا أو في بولندا مثلا حيث افتتحت الولايات المتحدة مؤخرا قاعدة عسكرية جديدة لها هناك. وقد اعتبرت موسكو أن افتتاح القاعدة الأميركية في شمال بولندا سيزيد المستوى العام للخطر النووي.