نتنياهو يعترف بقصف سوريا... وأيزنكوت يكشف عن {آلاف الغارات} في سنتين

TT

نتنياهو يعترف بقصف سوريا... وأيزنكوت يكشف عن {آلاف الغارات} في سنتين

اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن قوات سلاح الجو الإسرائيلي هي التي قصفت مطار دمشق، قبل يومين، فيما قال رئيس أركان الجيش، المنتهية ولايته، غادي أيزنكوت، إن قواته قصفت في سوريا آلاف الأهداف خلال السنتين الفائتتين.
وقد جاءت هذه الاعترافات في إطار مراسيم انتهاء ولاية أيزنكوت بعد 4 سنوات في رئاسة الأركان. وفي كلمة نتنياهو في مستهل جلسة الحكومة الأسبوعية، أمس (الأحد)، أسهب في الحديث عن النشاطات الحربية في عهده، فقال: «نودّع اليوم رئيس هيئة الأركان العامة لجيش الدفاع، الفريق غادي أيزنكوت. أيها الفريق أيزنكوت. ستختتم غداً 40 عاماً من الخدمة المخلصة في صفوف جيش الدفاع، وولاية استمرت 4 سنوات رئيساً لهيئة الأركان العامة. وخلال هذه الفترة عملنا معاً ضد تهديدات متنوعة من أجل تعزيز أمن إسرائيل. عملنا بنجاح كبير لصدّ التموضع العسكري الإيراني في سوريا، وفي هذا السياق هاجم جيش الدفاع مئات المرات أهدافاً تابعة لإيران ولـ(حزب الله)، عملنا معاً ضد تصنيع الأسلحة الدقيقة في لبنان، وعملنا في إطار عملية (درع الشمال) على تفكيك سلاح الأنفاق التي حفرها (حزب الله) في لبنان. عملنا ضد أنفاق (حماس) على حدودنا مع قطاع غزة، وأحبطنا مئات العمليات الإرهابية الفردية في يهودا والسامرة (الضفة الغربية). وقمنا بعمليات كثيرة للغاية، منها مكشوفة ومنها خفية. جيش الدفاع حقّق تحت قيادتك إنجازات كبيرة، وأمامنا مزيد من العمل وسننجزه».
وهنا جاء اعتراف نتنياهو بالعملية الأخيرة، فقال: «خلال الـ36 ساعة الأخيرة فقط، هاجم سلاح الجو مستودعات إيرانية احتوت على أسلحة إيرانية في مطار دمشق الدولي. مجموع الهجمات الأخيرة يثبت أننا مصممون أكثر من أي وقت مضى على العمل ضد إيران في سوريا، مثلما وعدناه بالضبط. والليلة الماضية هاجم سلاح الجو أهدافاً تابعة لـ(حماس) في قطاع غزة، وأعلنّا هذا الصباح عن اكتشاف نفق آخر، نفق رئيسي كان ربما النفق الأهم الذي اجتاز الحدود اللبنانية إلى داخل أراضينا. وبهذا نقترب من استكمال الهدف الذي حددناه عند انطلاق عملية (درع الشمال)، تجريد (حزب الله) من سلاح الأنفاق».
وكان أيزنكوت من جهته، قد أجرى سلسلة مقابلات صحافية مع وسائل الإعلام الإسرائيلية والأجنبية، بمناسبة انتهاء ولايته. قال فيها إن «إسرائيل استهدفت آلاف المواقع في سوريا، دون أن تتبنّى المسؤوليّة عن ذلك». وبحسب المقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، قال أيزنكوت، إنّ على «الجيش الإسرائيلي أن يركّز جهوده على العدو الإيراني، في مقابل عوامل ثانويّة مثل (حماس)». وقال إن الجيش الإسرائيلي «قصف أهدافاً إلى حدّ معيّن حتى قبل عامين ونصف العام. ولكننا لاحظنا، لاحقاً، أن هناك تغييراً كبيراً في الاستراتيجية الإيرانيّة، إذ بدأوا بإرسال مقاتلين إلى سوريا، وأتبعوهم بمدنيين لتدريب وتعليم الميليشيات الشيعيّة».
وأعرب أيزنكوت عن تقديراته بأن إيران خططت لإغراق سوريا بالمقاتلين الإيرانيين والميليشيات الشيعية، ليصل عددها إلى 100 ألف مقاتل، ينشر قسم كبير منهم على الحدود مع إسرائيل، والقسم الآخر على طول الممر البري من إيران إلى البحر الأبيض المتوسط عبر العراق وسوريا. ولكن إسرائيل انتبهت لذلك وقوّضت هذا المشروع. وقال إن كثيراً منهم من القوات التابعة مباشرة لـ«قوّة القدس» الإيرانيّة، التي يقودها الجنرال قاسم سليماني، وتبلغ حالياً 3000 مقاتل إيراني، و8000 مقاتل من «حزب الله» اللبناني، و11 ألف مقاتل من «الميليشيات الشيعيّة الأجنبيّة القادمة من أفغانستان وباكستان وغيرهما». وقال: «نحن مصرون على منع الوجود الإيراني في سوريا. ورسالتنا إلى قاسم سليماني أنه أخطأ الهدف عندما قرّر استغلال سوريا للوصول إلينا، باعتبارها الحلقة الضعيفة. وقد لقّنّاه درساً لا ينسى وأفشلنا مخططه».



الحوثيون يستنفرون لمواجهة الاحتقان الشعبي في محافظة إب

القائد العسكري الحوثي في إب تحدث عن مواجهة مع إسرائيل رغم بعد المحافظة عن الساحل الغربي (إعلام حوثي) 
القائد العسكري الحوثي في إب تحدث عن مواجهة مع إسرائيل رغم بعد المحافظة عن الساحل الغربي (إعلام حوثي) 
TT

الحوثيون يستنفرون لمواجهة الاحتقان الشعبي في محافظة إب

القائد العسكري الحوثي في إب تحدث عن مواجهة مع إسرائيل رغم بعد المحافظة عن الساحل الغربي (إعلام حوثي) 
القائد العسكري الحوثي في إب تحدث عن مواجهة مع إسرائيل رغم بعد المحافظة عن الساحل الغربي (إعلام حوثي) 

بدعوى مواجهة هجوم إسرائيلي متوقع، استنفر الحوثيون قوتهم في ثلاث محافظات يمنية، ودفعوا بها نحو محافظة إب التي تشهد احتقاناً شعبياً غير مسبوق نتيجة ممارسات الجماعة وتغاضيها عن الانتهاكات التي طالت السكان هناك، والتي كان آخرها مقتل الزعيم القبلي صادق أبو شعر.

وبالتزامن مع تهديد وجهاء المحافظة الواقعة على بُعد 193 كيلومتراً جنوب صنعاء، أعلنت الجماعة الانقلابية عقد اجتماع موسع في المنطقة العسكرية الرابعة، برئاسة نائب رئيس الوزراء - وزير الإدارة والتنمية المحلية والريفية في الحكومة غير المعترف بها، محمد المداني، وضم قائد المنطقة عبد اللطيف المهدي، ومحافظي ذمار وإب، والأجزاء الواقعة تحت السيطرة في محافظتي تعز والضالع، وقيادات أمنية وعسكرية.

وغداة منع خروج مظاهرة منددة بتواطؤ الحوثيين مع أحد قادتهم ومرافقيه المتهمين بقتل أبو شعر، ذكرت وسائل إعلامهم أن الاجتماع، الذي لم يسبق أن شهدت المحافظة مثله، ناقش الأوضاع الخدمية والتنموية في محافظات تعز، والضالع، وإب، وذمار، وجوانب التنسيق والترتيبات العسكرية والأمنية لمواجهة أي تحركات عدوانية لمن وصفت بأنها «قوى الهيمنة والاستكبار بقيادة أميركا وبريطانيا والكيان الصهيوني».

الحوثيون يخشون انتفاضة جديدة في إب مع زيادة الاحتقان الشعبي (إعلام محلي)

ومع أن محافظة إب يفصلها عن الساحل الغربي لليمن محافظتا الحديدة وتعز، إلا أن وسائل إعلام الحوثيين واصلت التضليل بشأن هدف الاجتماع وقالت إنه كُرِّس لتدارس الأوضاع في هذه المحافظات، والاستعداد لإفشال «أي تحركات عدوانية».

ونقلت هذه الوسائل عن القيادي الحوثي المداني قوله إن الجانب العسكري تطور بشكل لافت، وإن الجماعة أصبحت تمتلك صواريخ وطائرات تستهدف إسرائيل في العمق، وفي البحار والمحيط الهندي، ووعد بالتحرك في إحداث التنمية، وتوفير الخدمات في مختلف المحافظات.

تهديد السكان

بدوره، عدّ قائد المنطقة العسكرية الحوثية الرابعة عبد اللطيف المهدي انعقاد الاجتماع والنزول الميداني فرصة للاطلاع على الأوضاع، لا سيما ما يخص الجانب الرسمي، والتعبئة العامة، والوضع الأمني، وكل ما يخص هذه المحافظات.

وطالب المسؤول الحوثي بأن يتحمل الجميع المسؤولية، ابتداءً من محافظ المحافظة الذي يُعد المسؤول الأول، ومدير أمن المحافظة، والتعبئة العامة والأمن والمخابرات والشرطة العسكرية والاستخبارات، وغيرها من الجهات المعنية وذات العلاقة، للعمل على تعزيز مستوى الأداء ومضاعفة الجهود.

الحوثيون دفعوا بكبار قادتهم ومخابراتهم في مسعى لإخماد أي تحرك شعبي في إب (إعلام حوثي)

وزعم المهدي أن التحركات الشعبية ضد جماعته «تخدم الأجندة الصهيونية والأميركية والبريطانية»، وذكر أن عناصر جماعته يرصدون تحركات من سماهم «العدو»، وأن لديهم معرفة كاملة بما يُخطط له، وأنهم مستعدون «للتصدي لأي عدوان مهما كلفهم من تضحيات».

وفي رسالة تهديد لسكان المحافظة، التي باتت مركزاً لمعارضة حكمهم، قال المهدي إن الاستعدادات العسكرية والأمنية في جاهزية عالية، «وهناك تنسيقيات عسكرية وأمنية كبيرة جداً، وكل جانب مكمل للآخر».

أما عبد الواحد صلاح، محافظ إب المعين من قبل الحوثيين، فقد أكد أن المحافظة من أكثر المحافظات التي يركز «العدو» عليها ويستهدفها بصورة مستمرة. وأشاد بالقيادي المهدي ووقوفه إلى جانب السلطة المحلية في المحافظة، وقال إنهم يعملون مع الأجهزة الأمنية والعسكرية والتعبئة العامة كأنهم فريق واحد لتجاوز أي تحديات.

ورغم تماهيه مع خطاب الحوثيين، فإن محافظ إب طالب بالتعاون بين السلطة المحلية والأجهزة الأمنية لحلحلة ما سماها «القضايا المجتمعية»، في إشارة إلى قضايا القتل التي استهدفت عدداً من سكان المحافظة والعبث بالممتلكات، والتي كانت سبباً في حالة الغليان الشعبي ضد سلطة الجماعة الانقلابية. وتعهد بالعمل على كل ما من شأنه استقرار الوضع في المحافظة، وتعزيز السكينة العامة، والمساهمة في تعزيز جهود التنمية المحلية، وتفعيل المبادرات المجتمعية.

ورأى القيادي الحوثي شمسان أبو نشطان، الذي يرأس ما تسمى «الهيئة العامة للزكاة»، وهي الجهة التي تمول النفقات العسكرية والشخصية للقيادات الحوثية، في اللقاء «فرصة لتدارس ما يحيكه العدو» من مؤامرات ضد الجماعة وجبهتها الداخلية. وقال إن الهيئة ومكاتبها ستكون جزءاً من الخطة التي يتم رسمها لمواجهة أي تحديات.

طلب المساندة

أما وكيل وزارة داخلية الانقلاب الحوثي لقطاع الأمن والاستخبارات علي حسين الحوثي، نجل مؤسس الجماعة، فأكد حرصه على تنفيذ الخطط العملية وفق إجراءات تنفيذية لمسار الواقع الميداني، مشدداً على أهمية الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية انطلاقاً من المسؤولية الملقاة على عاتق الجميع.

نجل مؤسس جماعة الحوثيين يتولى مهمة قمع أي تحرك شعبي مناهض (إعلام حوثي)

وبعد شهور من استحداث جهاز مخابرات خاص يتبعه شخصياً، يُعتقد أنه وراء حملة الاعتقالات التي طالت المئات من سكان إب، وأمل خلال اللقاء بتعزيز الشراكة بين الأجهزة الأمنية والجهات ذات العلاقة، وطالب الجهات المشاركة في الاجتماع من سلطات محلية وشخصيات اجتماعية بمساندة الأجهزة الأمنية وتعزيز السكينة العامة.

ولم يكتف نجل مؤسس الجماعة بطلب أن يكون لقطاع الاستخبارات والأمن الذي يديره السلطة الفعلية في المحافظة، بل طالب وسائل الإعلام بأن تلعب دورها «التوعوي» بما يُحاك ضد الجماعة من مؤامرات تستهدف جبهتها الداخلية. وقال إن على هذه الوسائل مضاعفة جهودها لكشف مخططات ما وصفه بـ«العدوان».

بدوره، طالب مسؤول التعبئة العامة بوزارة الدفاع في حكومة الانقلاب الحوثية، ناصر اللكومي، بضرورة العمل كأنهم فريق واحد في مواجهة «العدوان» ورفع الجاهزية، والعمل وفق الخطة الأمنية والتعبوية، والحفاظ على الجبهة الداخلية والتماسك المجتمعي.

إلى ذلك اقترح أحمد الشامي، عضو المكتب التنفيذي لجماعة الحوثي، أن تواجه وسائل إعلام الجماعة ما وصفها بـ«أباطيل ودعايات العدو» على مستوى كل محافظة، بما يعزز انتصارات الجماعة.