المساء يتهادى على وقع ألحان عمر خيرت في العلا

قال إن مكان الحفل يستثير المشاعر ويُلهم أرقى الألحان

عمر خيرت جذب الجمهور في طنطورة بمجموعة من روائعه الموسيقية
عمر خيرت جذب الجمهور في طنطورة بمجموعة من روائعه الموسيقية
TT

المساء يتهادى على وقع ألحان عمر خيرت في العلا

عمر خيرت جذب الجمهور في طنطورة بمجموعة من روائعه الموسيقية
عمر خيرت جذب الجمهور في طنطورة بمجموعة من روائعه الموسيقية

أحيى الموسيقار العالمي الكبير عمر خيرت، أول من أمس، فعالية فنية ضخمة على مسرح «مرايا»، ضمن فعاليات «شتاء طنطورة» الذي أطلقته مؤخراً الهيئة الملكية لمحافظة العلا، وتقدم من خلاله مجموعة متنوعة من الفعاليات التراثية والثقافية والفنية المستوحاة من تراث العلا الذي يعود إلى آلاف السنين، وحضر الفعالية جمهور عريض من مختلف مناطق السعودية، إضافة إلى عدد من الفنانين والمهتمين من جمهورية مصر العربية.
وأمتع الفنان عمر خيرت جمهوره بعدد كبير من أبرز روائعه الفنية التي نالت جوائز عالمية واشتهر بها على مدار مشواره الفني، منها «أندلسية» و«زي الهوى» و«العاصفة» وغيرها.
وحول مشاركته في الفعالية قال خيرت إنه «لمن دواعي سروري أن أرى كل هذا الحب في وجوه حضور (شتاء طنطورة). المكان هنا رائع ويستثير المشاعر ويُلهم أرقى الألحان. وخلال تواجدي هنا تعرفت على ثقافة المنطقة واستحضرت تاريخها العريق والمميز، وأشكر القائمين على تنظيم هذه الفعالية الرائعة».
وهذه الحفلة هي الأولى لعمر خيرت في العام الجديد 2019 بالسعودية، وكان قد أحيى حفلاً في 2017 في جدة.
وربط الفنان الكبير مجدداً بين الموسيقى والدراما والسينما بتقديمه مقطوعات موسيقية لأشهر الأعمال الدرامية والسينمائية، منها موسيقى مسلسل الفنانة الراحلة فاتن حمامة «ليلة القبض على فاطمة»، وموسيقى فيلم «خلي بالك من عقلك»، و«إعدام ميت»، وتتر فوازير «جيران الهنا».
واختتم عمر حفلته الموسيقية في «شتاء طنطورة» بمقطوعة «100 سنة سينما» مشعلاً مجدداً الأجواء الحماسية في المسرح. من جهته، تحدث الممثل أشرف زكي عن الحفلة، مبيناً أن إخراجها تميز بإبهار بصري غير مسبوق، بينما قالت هالة صدقي: «السعودية تقدِّر قيمة الفنان المصري، فبمجرد وصولنا إلى العلا تم استقبالنا بشكل رائع، كما استمتعنا بالجولة السياحية في أرجاء العلا التاريخية». أما رجاء الجداوي، فكشفت عن استمتاعها بوجودها في السعودية، وما شاهدته من حضارة عريقة في العلا التي وصفتها بـ«التحفة الثرية». فيما أكد حسين فهمي، أن مستقبل السعودية سيكون رائعاً في ظل التغييرات الجديدة التي تجري فيها.
وقد أسهم الحضور الجماهيري الكبير في ظهور الحفلة بأجمل صورة، وما زادها تألقاً تقديم عمر خيرت موسيقى من الموروث التاريخي العريق بقالب أوركسترالي شاعري.
ويقام «شتاء طنطورة» الثقافي في محافظة العلا، ويتضمن فعاليات تراثية وثقافية وفنية مستوحاة من تراث العلا التي تعتبر موطن الآثار في شمال شبه الجزيرة العربية وملتقى الكثير من الحضارات على مر العصور. كما ينظّم خلال كل عطلة نهاية أسبوع فعاليات فنية يحييها فنانون عريقون ممن تركوا بصمتهم في مجال الفنّ عربياً وعالمياً.
ويعد عمر خيرت من أكبر الموسيقيين في العالم العربي وبدأت علاقته بالموسيقى في عام 1959 حيث درس العزف على البيانو على يد البروفسور الإيطالي «كارو» إلى جانب دراسته للنظريات الموسيقية. وانتقل بعدها لدراسة التأليف الموسيقي في كلية ترينتي في لندن حتى اكتملت ملامح شخصيته الموسيقية المستقلة كمؤلف محترف يصوغ رؤاه الموسيقية الخاصة بجمل موسيقية مميزة تتسم بالعمق والثراء والتدفق.
وفي السياق ذاته، زار وفد مصري مكون من شخصيات إعلامية وفناني محافظة العلا وكذلك من أجل حضور الفعاليات الثقافية والفنية في مهرجان «شتاء طنطورة» الذي تستضيفه المحافظة، وذلك تلبية لدعوة من وزارة الثقافة والهيئة العامة للترفيه.
وكان من بين أبرز الحضور من الفنانين حسين فهمي وماجدة زكي وأحمد فهمي وهيثم شاكر وهشام عباس ورجاء الجداوي ومصطفى خاطر وهالة صدقي وأحمد بدير. وزار الوفد عددا من المواقع الأثرية والمنتجعات في محافظة العلا، قبل حضور حفل الموسيقار عمر خيرت.
ويستقبل مسرح مرايا الأسبوع المقبل الفنان الصيني وعازف «البيانو» لانج لانج الذي يعرف كأصغر عازف بيانو شهرة، حيث إنه استطاع أن يحول بأسلوبه إعادة إنتاج موسيقى كلاسيكية إلى طابع حديث. ويعد مهرجان شتاء طنطورة، الحدث الثقافي الأبرز والفريد من نوعه الذي تستضيفه محافظة العلا التي تقع في شمال المملكة العربية السعودية، وتحتضن بين ثناياها عشرات المواقع الأثرية المعترف بها عالميا، كما تعد محافظة العلا وجهة سياحية من الطراز الأول لعشاق المناظر الطبيعية، لما تتمتع به من بيئة خلابة، وإرث تاريخي عريق.
وانطلق مهرجان شتاء طنطورة في ديسمبر (كانون الأول) 2018، بجدول يضم كثيراً من الفعاليات الفنية والتراثية والأدبية والموسيقية، على أن تستمر فعالياته حتى التاسع من فبراير (شباط) المقبل، ليواصل تقديم برنامج مميز وحافل بالأنشطة المتنوعة التي تقام في عطلة نهاية كل أسبوع، وتناسب جميع الاهتمامات والأعمار، متضمناً عدة مناسبات ثقافية وفنية يحييها نجوم عرب وعالميون، إضافة إلى إقامة الاحتفالات التراثية الأسبوعية.


مقالات ذات صلة

«مهرجان الإبل»: تأهب لانطلاق ماراثون هجن السيدات

رياضة سعودية السباق سيقام في الفترة المسائية على مسافة اثنين من الكيلومترات (واس)

«مهرجان الإبل»: تأهب لانطلاق ماراثون هجن السيدات

تشهد سباقات الهجن على «ميدان الملك عبد العزيز» بالصياهد في الرياض، الجمعة المقبل، ماراثوناً نسائياً يُقام في الفترة المسائية على مسافة اثنين من الكيلومترات.

«الشرق الأوسط» (الصياهد (الرياض))
يوميات الشرق مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

رغم وقوفها أمام عدسات السينما ممثلة للمرة الأولى؛ فإن المصرية مريم شريف تفوّقت على ممثلات محترفات شاركن في مسابقة الأفلام الطويلة بـ«مهرجان البحر الأحمر».

انتصار دردير (القاهرة )
رياضة سعودية إقامة شوط للسيدات يأتي في إطار توسيع المشاركة بهذا الموروث العريق (واس)

مهرجان الصقور: «لورد» غادة الحرقان يكسب شوط الصقارات

شهد مهرجان الملك عبد العزيز للصقور 2024؛ الذي ينظمه نادي الصقور السعودي، الجمعة، بمقر النادي بمَلهم (شمال مدينة الرياض)، جوائز تتجاوز قيمتها 36 مليون ريال.

«الشرق الأوسط» (ملهم (الرياض))
يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».