محكمة مصرية تمنح بديع وقيادات إخوانية أول براءة جماعية

TT

محكمة مصرية تمنح بديع وقيادات إخوانية أول براءة جماعية

منحت محكمة مصرية، أمس، مرشد «الإخوان المسلمين» محمد بديع، و6 من القيادات البارزة، أول حكم جماعي بالبراءة لقادة الجماعة «المحظورة»، منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي عام 2013. وتتعلق القضية المعروفة إعلامياً بـ«أحداث مسجد الاستقامة»، باتهامهم بارتكاب وقائع عنف وقتل مواطنين والتخريب، في محيط مسجد الاستقامة بمحافظة الجيزة، في أعقاب ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013، التي أفضت إلى عزل مرسي عن منصبه كرئيس للبلاد.
وقضت محكمة جنايات الجيزة، ببراءة 7 متهمين، من بينهم بديع، في إعادة محاكمتهم في القضية. وجاءت إعادة محاكمة المتهمين في ضوء الحكم الصادر من محكمة النقض بإلغاء الأحكام الجنائية بالسجن المؤبد، الصادرة في القضية بحق المتهمين في المحاكمة الأولى لهم.
والمتهمون الذين قضي بإلغاء سجنهم المؤبد، هم: محمد البلتاجي، وصفوت حجازي، وباسم عودة، وأعضاء الجماعة: الحسيني عنتر محروس، وشهرته يسري عنتر، ومحمد جمعة حسين حسن، وعصام رشوان، فضلاً عن بديع.
وسبق أن أصدرت محكمة جنايات الجيزة في أغسطس (آب) 2014، حكمها بمعاقبة 8 من قيادات الجماعة بالسجن المؤبد، ومعاقبة 6 متهمين هاربين بالإعدام غيابياً، هم كل من: عاصم عبد الماجد، عضو مجلس شورى تنظيم «الجماعة الإسلامية»، وعزت حسن يوسف جودة، وأنور علي شلتوت، وعبد الرازق محمود عبد الرازق، وعزب مصطفى مرسي ياقوت، ومحمد علي طلحة رضوان.
ونسبت النيابة العامة للمتهمين أنهم «تسببوا في مقتل 10 أشخاص، وإصابة 20 آخرين، جراء ارتكابهم للجرائم المنسوبة إليهم».
وفي حيثيات الحكم بالبراءة، أمس، قال المستشار معتز مصطفى خفاجي، رئيس محكمة جنايات الجيزة، إن «قرار المحكمة بالبراءة يرجع إلى أن الشهود لم يبصروا المتهمين، وإنما كان حديثهم عن عناصر جماعة الإخوان دون تحديد مرتكب الجرم، وبالتالي أصبحت الأفعال منسوبة إلى متهم غير معلوم». وأضاف أن «التقارير الطبية والفنية لم تشر إلى مرتكب الفعل، لتصبح قاصرة لا يبنى عليها حكم جنائي قاطع بالإدانة»، ووصف الأدلة بأنها «لا تصلح لإسناد فعل لمتهم»، مشيراً إلى أن «مجري التحريات لم يشر للمحكمة إلى مصدر معلوماته، ولم يكشف كيف توصل لعقد المتهمين اجتماعاً، والتحريات لا تصلح وحدها كقرينة».
وتصنف السلطات المصرية «الإخوان» جماعة إرهابية رسمياً منذ عام 2014، وتتهمها بالمسؤولية عن أعمال العنف التي تشهدها البلاد منذ عزل مرسي عام 2013؛ حيث يحاكم المئات من قادتها وعناصرها.
وبديع (75 عاماً) هو المرشد العام الثامن لجماعة الإخوان، وقبض عليه في أغسطس 2013 بالقاهرة. وتجري محاكمته حالياً في عدة قضايا، حصل في بعضها على أحكام بالسجن لمدد متفاوتة، بينها 3 أحكام نهائية بالسجن المؤبد (25 عاماً)، بخلاف تأييد حكم قضائي بإدراجه في «قوائم الإرهابيين» لمدة 3 سنوات. كما أن هناك قضايا أخرى تتم إعادة محاكمته فيها من جديد.


مقالات ذات صلة

ضبط أجهزة كومبيوتر محمولة وأموال خلال مداهمة مقرّ جمعية إسلامية محظورة بألمانيا

أوروبا العلم الألماني في العاصمة برلين (أ.ب)

ضبط أجهزة كومبيوتر محمولة وأموال خلال مداهمة مقرّ جمعية إسلامية محظورة بألمانيا

صادرت الشرطة الألمانية أجهزة كومبيوتر محمولة وأموالاً، خلال عمليات مداهمة استهدفت جمعية إسلامية تم حظرها حديثاً، ويقع مقرّها خارج برلين.

«الشرق الأوسط» (برلين)
شؤون إقليمية إردوغان استقبل السيسي في مطار أنقرة في إسطنبول (من البث المباشر لوصول الرئيس المصري) play-circle 00:39

السيسي وصل إلى أنقرة في أول زيارة لتركيا

وصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى أنقرة، الأربعاء، في أول زيارة يقوم بها لتركيا منذ توليه الرئاسة في مصر عام 2014

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي قوات من الأمن بميدان التحرير في القاهرة (أ.ف.ب)

مصر: توقيف المتهم بـ«فيديو فيصل» وحملة مضادة تستعرض «جرائم الإخوان»

أعلنت «الداخلية المصرية»، الثلاثاء، القبض على المتهم ببث «فيديو فيصل» الذي شغل الرأي العام، مؤكدة «اعترافه» بارتكاب الواقعة، بـ«تحريض» من عناصر «الإخوان».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أوروبا الإعلامي بقناة «الشرق» الإخوانية عماد البحيري تم توقيفه بسبب التهرب الضريبي (من حسابه على  «فيسبوك»)

تركيا توقف إعلامياً في قناة إخوانية لتهربه من الضرائب

أحالت السلطات التركية، (الخميس)، المذيع بقناة «الشرق» المحسوبة على «الإخوان المسلمين»، عماد البحيري، إلى أحد مراكز التوقيف بدائرة الهجرة في إسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة )
شمال افريقيا الرئيس عبد المجيد تبون (د.ب.أ)

الجزائر: فصيل «الإخوان» يرشح الرئيس تبون لعهدة ثانية

أعلنت حركة البناء الوطني (فصيل الإخوان في الجزائر)، الجمعة، عن ترشيحها الرئيس عبد المجيد تبون للانتخابات الرئاسية التي ستُجرى في 7 سبتمبر المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.