اللازورد ينصف الألمانيات بعد ألف عام

العثور عليه صدفة في أسنان هيكل امرأة شهادة صامتة على مهارتهن

جزيئات اللازورد تحت السن (الخامسة من اليسار) (Science Advances)
جزيئات اللازورد تحت السن (الخامسة من اليسار) (Science Advances)
TT

اللازورد ينصف الألمانيات بعد ألف عام

جزيئات اللازورد تحت السن (الخامسة من اليسار) (Science Advances)
جزيئات اللازورد تحت السن (الخامسة من اليسار) (Science Advances)

تمكنت باحثة ألمانية من التوصل إلى طبيعة عمل سيدة مجهولة تنتمي إلى العصور الوسطى في أوروبا، من خلال الأسنان الموجودة بهيكلها العظمي.
وكانت الباحثة كريستينا وارنر، من معهد «ماكس بلانك» لعلوم التاريخ البشري، تعمل على دراسة النظام الغذائي والميكروبات التي عاشت في فم السيدة المتوفاة قبل ألف عام، فكانت على موعد مع مفاجئة غيّرت مسار بحثها، الذي نشر أول من أمس، في دورية العلوم المتقدمة «Science Advances».
شاهدت وارنر، وتلميذتها آنيتا راديني، وهي عالمة أثرية في جامعة «يورك» في المملكة المتحدة، شيئاً لم تصادفاه من قبل؛ حيث وجدتا مركباً أزرق اللون يتخلّل أسنان السيدة، وحلّلتاه لاحقاً لتكتشفا أنه «اللازورد».
واللازورد واحد من الأحجار الكريمة الزرقاء، مصدره أفغانستان. كان يصل إلى أوروبا عن طريق التجارة مع العالم الإسلامي، ويستخدم لرسم المخطوطات عالية الجودة.
وتقول وارنر في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للدورية، بالتزامن مع النشر البحثي: «كان اللازورد أغلى من الذهب، فكيف انتهى به الأمر إلى أسنان هذه السيدة المجهولة».
وفي محاولة للإجابة على هذا السؤال، جرَّبت تلميذة وارنر عالمة الآثار البريطانية آنيتا راديني، طحن حجر اللازورد إلى مسحوق ناعم، وهي الخطوة الأولى في تحويله إلى صبغة مناسبة للرسم، فانتهى بها الأمر إلى أنّ غبار اللازورد انتشر في جميع أنحاء جسدها، بما في ذلك، على وجه الخصوص، شفتاها وفمها.
وتضيف وارنر: «فنانو العصور الوسطى كانوا عادة ما يعدون أصباغهم بأنفسهم، لذا من السهل تخيّل أن هذه المرأة عن غير قصد غمرت نفسها باللازورد كما حدث مع راديني». وترجع أهمية هذا الاكتشاف كما تؤكد وارنر في التقرير ذاته، «إلى أنّ المخطوطات المجهولة في القرون الوسطى تنسب إلى الرجال؛ لكنَّ أسنان النساء قد تحمل شهادة صامتة على مهارتهن، كما اكتشفنا في البحث، وهو ما يعد إنصافاً للمرأة الألمانية في تلك الحقبة الزمنية».
وعن كيفية احتفاظ الأسنان بالصبغة الزرقاء لمدة ألف عام، تقول وارنر في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: إن «البلورات الصبغية ظلت محصورة في جير الأسنان، وهو شكل معدني يشبه الإسمنت، ويحمي الأصباغ من البيئة، ويحفظها لمدد طويلة قد تصل لألف عام».
وينوي الفريق البحثي استكمال دراسته لإجراء بحث أشمل حول تاريخ الفنانين والحرف الأخرى، وقد تلقَّت إحدى أعضاء الفريق البحثي آنيتا راديني، منحة من مؤسسة «ويلكوم ترست» في المملكة المتحدة، لإجراء هذا البحث، كما تؤكد وارنر.
وعن إمكانية الاستفادة من نتيجة البحث في تطبيقات عصرية، تقول: «المبدأ نفسه ينطبق على الناس اليوم. نستطيع جمع المعلومات عن الحياة من جير الأسنان، وأتصور أن هذه التقنية قد تكون مثيرة للاهتمام للأشخاص العاملين في الطب الشرعي».


مقالات ذات صلة

بمليوني دولار... بيع قطعة نقود رومانية نادرة تحمل صورة بروتوس

يوميات الشرق تم بيع القطعة النادرة بـ2.09 مليون دولار ضمن مزاد في جنيف (أ.ف.ب)

بمليوني دولار... بيع قطعة نقود رومانية نادرة تحمل صورة بروتوس

بيعت قطعة نقود ذهبية رومانية نادرة جداً تحمل صورة بروتوس، أحد المشاركين في قتل يوليوس قيصر، لقاء 2.09 مليون دولار ضمن مزاد أقيم الاثنين في جنيف

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق بقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود لعصر الإيوسيني المبكر في طبقات لصخور جيرية (الشرق الأوسط)

اكتشاف تاريخي لبقايا كائنات بحرية في السعودية عمرها 56 مليون سنة

أعلنت هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية اليوم (الأحد)، عن اكتشاف لبقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود للعصر الإيوسيني المبكر.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق معرض يحكي قصة العطور في مصر القديمة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

معرض أثري يتتبع «مسيرة العطور» في مصر القديمة

يستعيد المتحف المصري بالتحرير (وسط القاهرة) سيرة العطر في الحضارة المصرية القديمة عبر معرض مؤقت يلقي الضوء على صناعة العطور في مصر القديمة.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق الفيلا تدلّ على «أسلوب حياة فاخر» (تيفونت أركيولوجي)

اكتشاف آثار فيلا رومانية فاخرة على الأرض البريطانية

اكتشف علماء آثار و60 متطوّعاً فيلا رومانية تدلّ على «أسلوب حياة فاخر»، وذلك في مقاطعة يلتشاير البريطانية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الحنة ترمز إلى دورة حياة الفرد منذ ولادته وحتى وفاته (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)

الحناء تراث عربي مشترك بقوائم «اليونيسكو» 

في إنجاز عربي جديد يطمح إلى صون التراث وحفظ الهوية، أعلنت منظمة «اليونيسكو»، الأربعاء، عن تسجيل عنصر «الحناء» تراثاً ثقافياً لا مادياً.


«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.