الفنان الجزائري سيد أقومي: المسرح باقٍ ما بقيت الحياة

شارك في فيلم «السكرية» وألقى رسالة اليوم العربي للمسرح من القاهرة

الفنان الجزائري سيد أقومي خلال كلمته أمس
الفنان الجزائري سيد أقومي خلال كلمته أمس
TT

الفنان الجزائري سيد أقومي: المسرح باقٍ ما بقيت الحياة

الفنان الجزائري سيد أقومي خلال كلمته أمس
الفنان الجزائري سيد أقومي خلال كلمته أمس

في تقليد سنوي يعبّر عن أهمية دور فن المسرح الملقب بـ«أبو الفنون» في تشكيل الوعي العربي، ألقى الفنان الجزائري الكبير سيد أحمد أقومي، رسالة يوم المسرح العربي ضمن فعاليات افتتاح المهرجان العربي للمسرح في دار الأوبرا المصرية، التي انطلقت أمس (الخميس) وتستمر حتى 16 يناير (كانون الثاني) الحالي، وقد عقد صباح يوم الافتتاح مؤتمر صحافي تحدث فيه الفنان الكبير عن قيمة الفن المسرحي وأهميته.
وجّه الفنان الجزائري الكبير سيد أحمد أقومي الشكر للهيئة العربية للمسرح، ولإدارة المهرجان على تكريمه بإلقاء رسالة المسرح العربي في هذه الدورة، معلقاً: «هذا التكريم أسعدني جداً؛ لأنه أشعرني بأني لست منسياً، وأنني حاضر رغم غيابي».
وأكد أقومي، أن الفنان لا بد أن يؤمن بدوره ورسالته قبل أن يواجه جمهوره على المسرح، مؤكداً أن عدداً كبيراً من الكتاب الجزائريين قدموا أعمالاً ونصوصاً خاصة في المسرح إيماناً بدورهم الكبير في تحريك الجماهير وتغيير المجتمع، وهو ما حققه المسرح الجزائري بالفعل. مضيفاً: «المسرح الجزائري ولد سياسياً وملتزماً، على مستوى الكلمة والموقف والرؤية والاجتهاد، يستهدف إثارة الوعي وتحفيز الجمهور على التساؤل والتفكير». وأشار أقومي بأن «المسرح في الجزائر نشأ سياسياً قبل أن يكون ثقافياً، حيث تزامنت ظروف النشأة مع الاستعمار الفرنسي للجزائر من ثم بعد ذلك جاءت التقنية».
وشدد على أن دور رجل المسرح الحقيقي يكمن في تقديمه رؤية حقيقية للواقع والمستقبل؛ وهو ما سيجعل هذا الفن «أبو الفنون» قائماً، وقال: «يبقى المسرح ما بقيت الحياة».
وحكى أقومي عن ظروف وملابسات سفره إلى فرنسا قبل نحو 40 سنة، وأنه مارس الفن هناك في المسرح والسينما والتلفزيون والإذاعة وقدم مسرحيات كثيرة بطلاً أو مشاركاً في البطولة. وعن مشاركته في فيلم «السكرية» للمخرج المصري حسن الإمام، قال: «كنت محظوظاً جداً بعدما طلب مني المنتج صبحي فرحات المشاركة في الفيلم، وكنت سعيداً جداً؛ إذ تقاسمت بعض المشاهد مع الفنانين الكبيرين يحيي شاهين ونور الشريف، وأعتبرها تجربة رائعة لي، إضافة إلى عملي في الفيلم، فقد خرجت منه بصداقة مع النجم نور الشريف الذي مثل موته خسارة كبيرة ليس للفن المصري فحسب وإنما للفن العربي بشكل عام». وقال: إن المسرح والممثل المسرحي شعلة لا بد أن تظل مشتعلة، وأن تبقى حية في قلوب وعقول الجماهير؛ لذلك فلا بد أن يكون متجدداً ولا يحدث ذلك إلا بالثقافة، وعن اعتزازه بالمسرح على الرغم من تحقيقه شهرة واسعة من بوابة السينما، أوضح: «أنا رجل مسرح نفسياً وروحياً، وهناك فروق كبيرة ومهمة بين المسرح والسينما، منها حضور الجمهور الذي ليس له مثيل، فالممثل المسرحي لا يقدم الدور نفسه كل يوم إنما يتغير أداؤه كل يوم وفقاً لمتغيرات كثيرة، أهمها تفاعل الجمهور معه؛ وهو ما يمنح الممثل حيوية كبيرة، فالممثل المسرحي يلمس وهو على الخشبة روح الجمهور، ليقدم الدور بشكل جديد، والجمهور هو من يفرض شكل الأداء من يوم إلى آخر».
ويشهد مهرجان العربي للمسرح مشاركة 27 عرضاً مسرحياً في القاهرة ومدن مصرية أخرى، كما سيكرّم 25 من شخصيات المسرح المصري الفنية والعلمية، كما تتنافس 8 مسرحيات في المرحلة النهائية في النسخة الثامنة من جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي التي انطلقت عام 2012.
ويشارك في المهرجان 400 مسرحي عربي يفدون إلى مصر ضمن فعاليات المهرجان، و250 من الفنانين المصريين في عروض مصر الأربعة عشرة المشاركة في مسارات المهرجان الثلاثة.
جدير بالذكر، أنه مع افتتاح دورات المهرجان العربي في مصر، يقع الاختيار على فنان مسرحي عربي يلقي رسالة باسم المسرحيين العرب على غرار الاحتفاء باليوم العالمي للمسرح في 27 مارس (آذار) من كل عام، وينشر الفنان رسالته متضمنة مسيرته الفنية وما يمثله المسرح له، مقدماً تأملات حول واقع المسرح العربي وآفاقه.


مقالات ذات صلة

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

يوميات الشرق مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

رغم وقوفها أمام عدسات السينما ممثلة للمرة الأولى؛ فإن المصرية مريم شريف تفوّقت على ممثلات محترفات شاركن في مسابقة الأفلام الطويلة بـ«مهرجان البحر الأحمر».

انتصار دردير (القاهرة )
رياضة سعودية إقامة شوط للسيدات يأتي في إطار توسيع المشاركة بهذا الموروث العريق (واس)

مهرجان الصقور: «لورد» غادة الحرقان يكسب شوط الصقارات

شهد مهرجان الملك عبد العزيز للصقور 2024؛ الذي ينظمه نادي الصقور السعودي، الجمعة، بمقر النادي بمَلهم (شمال مدينة الرياض)، جوائز تتجاوز قيمتها 36 مليون ريال.

«الشرق الأوسط» (ملهم (الرياض))
يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق جوي تتسلّم جائزة «أفضل ممثلة» في مهرجان «بيروت للأفلام القصيرة» (جوي فرام)

جوي فرام لـ«الشرق الأوسط»: أتطلّع لمستقبل سينمائي يرضي طموحي

تؤكد جوي فرام أن مُشاهِد الفيلم القصير يخرج منه وقد حفظ أحداثه وفكرته، كما أنه يتعلّق بسرعة بأبطاله، فيشعر في هذا اللقاء القصير معهم بأنه يعرفهم من قبل.

فيفيان حداد (بيروت)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.