ترمب: «نهاية رائعة» للحرب ضد الإرهاب

قال إن بلاده ملتزمة بحماية أفغانستان آمنة وخالية من الإرهابيين

TT

ترمب: «نهاية رائعة» للحرب ضد الإرهاب

في ساعة متأخرة من ليلة أول من أمس (الاثنين)، غرد الرئيس دونالد ترمب في صفحته على موقع «تويتر» برغبته في إنهاء اشتراك القوات العسكرية الأميركية في ما سماها «الحروب التي لا نهاية لها».
وانتقد ترمب هذه الحروب، وقال إنها بدأت بسبب «أخطاء في اتخاذ قرارات حدثت قبل سنوات كثيرة»، من دون أن يذكر قراراً معيناً، اتخذه رئيس معين.
وأضاف سبباً ثانياً، وهو حصول الولايات المتحدة «على مساعدات مالية وعسكرية قليلة من الدول الغنية التي تستفيد كثيراً مما نقوم به»، من دون أن يذكر أسماء هذه الدول. واختتم ترمب تغريدته بقوله: «في نهاية المطاف، ستصل هذه الحروب إلى نهاية رائعة!». وتعمّد وضع علامة تعجب في نهاية الجملة ليركز على تأييده القوي لما قال.
وقال تلفزيون «سى إن إن» صباح أمس (الثلاثاء)، إن تغريدة ترمب «جاءت في وقت متأخر من الليل، وكان يمكن أن تُحدث هزة إذا كان قالها في المؤتمر الصحافي القصير الذي تحدث فيه إلى الصحافيين ظهر يوم الاثنين». وأضافت القناة التلفزيونية أن «ترمب، بعد سنوات في حملات انتخابية، وبعد سنتين في البيت الأبيض، لم يقدر على أن يحدد موقفاً واضحاً من (الحرب العالمية الشاملة ضد الإرهاب)»، إشارة إلى الشعار الذي اتخذه البنتاغون بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001. وبعد أن أعلن الرئيس جورج بوش الابن «الحرب على الإرهاب والإرهابيين».
وقال ترمب في تغريدته: «الحروب التي لا نهاية لها، خصوصاً التي بدأت بسبب أخطاء في اتخاذ قرارات، حدثت قبل سنوات كثيرة، والحروب التي نحصل فيها على مساعدات مالية وعسكرية قليلة من الدول الغنية التي تستفيد كثيراً مما نقوم به، ستصل هذه الحروب، في نهاية المطاف، إلى نهاية رائعة».
غير أن ترمب قال ذلك بعد يومين من استعماله عبارة «الإرهاب الإسلامي المتطرف»، وذلك إشارة إلى قتل واحد من الإرهابيين المتهمين في الهجوم على المدمرة الأميركية «كول» أمام ساحل اليمن في عام 2000.
ومنذ الحملة الانتخابية، ظل استعمال ترمب لهذه العبارة يثير نقاشاً. وخلال الحملة الانتخابية، عارضها الجنرال المتقاعد ديفيد بترايوس، الذي كان مرشحاً وزيراً للخارجية في إدارة ترمب نفسه. وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، وقبلها قائد القوات الأميركية في أفغانستان، ثم في العراق.
في ذلك الوقت، قال بترايوس إن الشعار «يسبب غضباً إسلامياً حول العالم للولايات المتحدة، ويعطي المتطرفين، مثل تنظيم داعش، حجة للقيام بأعمال ضد الولايات المتحدة».
وأضاف بترايوس، الذي تحدث إلى تلفزيون «سي إن إن»، أن عبارة «الإرهاب الإسلامي المتطرف» ليست لائقة، وليست صحيحة تماماً. وذلك لأنها «محمّلة بمعانٍ مختلفة لمجموعات مختلفة».
وفي أول خطاب أمام الكونغرس بعد أن صار رئيساً، تعمَّد ترمب استعمال عبارة «الإرهاب الإسلامي المتطرف»، وركز عليها. ثم كررها في مقابلات تلفزيونية بعد الخطاب.
ودافع عن ذلك شون سبايسر، المتحدث باسم البيت الأبيض، وقال إن ترمب كان يستعمل العبارة خلال حملته الانتخابية. وأضاف سبايسر: «هذه شعارات الرئيس التي وعد بتنفيذها، ولا يظنّن أحد أنه لن ينفذ تعهداته التي فاز على أساسها».
في ذلك الوقت، قارنت صحيفة «واشنطن بوست» بين تركيز ترمب على هذه العبارة، وبين عبارات كان يستعملها مسؤولون في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما. وقالت الصحيفة إن أوباما، عندما صار رئيساً عام 2009، أمر بعدم استعمال عبارات مثل «الإرهاب الإسلامي» و«الإسلام المتطرف». ونشرت الصحيفة تصريحات مسؤولين في إدارة أوباما السابقة عن هذا الموضوع.
وفرّقت ماري هارف، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية في ذلك الوقت، بين «إرهاب» و«إرهاب إسلامي»، و«تطرف» و«تطرف إسلامي». وركزت على «الحرب ضد التطرف العنيف».
وأضافت هارف: «ليس التطرف الإسلامي هو التطرف الوحيد الذي نواجهه. يوجد ناس يريدون قتل ناس باسم أسباب كثيرة. طبعاً، نحن نركز على الذين يقتلون باسم الإسلام».
وأضافت: «ونحن نشن الحرب ضد (داعش)، نريد من المسلمين المعتدلين أن يقولوا: (هؤلاء لا يمثلوننا). طبعاً، يتحدث هؤلاء المسلمين المعتدلين عن دينهم أكثر منّا. وطبعاً، نحن نريد من مثل هذه الأصوات أن تساعدنا في جهودنا».
من جهته، قال إريك هولدر، وزير العدل في إدارة أوباما: «نحن في حرب مع الإرهابيين الذين يرتكبون مثل هذه الأعمال البشعة، والذين يستعملون اسم الإسلام. لكنهم يستعملون تفسيرات غير صحيحة للإسلام لتبرير أعمالهم هذه». وقال جون إرنست، متحدث باسم البيت الأبيض في عهد أوباما: «نريد أن نركز على التطرف العنيف، وليس فقط التطرف الإسلامي العنيف. توجد أنواع أخرى من مثل هذا التطرف العنيف».
في العام الماضي، وتأكيداً لقيادته للحرب ضد الإرهاب، دعا ترمب إلى اتخاذ «عمل حاسم» ضد تنظيم طالبان في أفغانستان بعد تبنيه واحداً من أكبر التفجيرات في كابل منذ سنوات، والذي قُتل فيه 95 شخصاً، وجُرح أكثر من 200 شخص.
وقال ترمب: «أدين الهجوم الدنيء بتفجير سيارة في كابل، والذي خلّف عشرات القتلى من المدنيين الأبرياء، وجرح المئات. هذا الهجوم الإجرامي يجدد عزمنا وعزم شركائنا الأفغان».
وأضاف: «الآن على كل الدول أن تقوم بعمل حاسم ضد (طالبان)، وضد البنية التحتية الإرهابية التي تدعمها».
وأضاف: «الولايات المتحدة ملتزمة بحماية أفغانستان، آمنة، وخالية من الإرهابيين الذين يستهدفون الأميركيين والدول الحليفة لنا وكل من لا يشاركهم آيديولوجيتهم الشريرة».



اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.