أبدى برلمانيون مصريون استياءهم مما وصفوه بـ«تلاعب سياسي» أقدمت عليه شبكة «سي بي إس» الأميركية بحق حوارها مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الذي تم بثه عبر برنامج «60 دقيقة»، مساء أول من أمس، وعدّوا أن «المقابلة لم تتضمن ما يُشين لتطلب مصر عدم إذاعتها».
وقبيل إذاعة الحوار، قالت القناة الأميركية: إن «الحكومة المصرية طلبت عدم بث اللقاء مع السيسي»، وعنونت قصتها التمهيدية بشأن كواليسه بـ«كيف حاولت مصر وأد مقابلة 60 دقيقة؟».
وخلال اللقاء، وجّه مقدم البرنامج، سؤالاً للسيسي، عما إذا كان التعاون الجاري بين مصر وإسرائيل هو الأعمق والأقرب؟... فأجاب الرئيس: «هذا صحيح»، وزاد: إن «القوات الجوية في بعض الأحيان تحتاج إلى العبور إلى الجانب الإسرائيلي؛ ولذلك لدينا تنسيق موسع مع الإسرائيليين».
وزير الخارجية المصري الأسبق، وعضو مجلس النواب، محمد العرابي، قال لـ«الشرق الأوسط»: إن «لقاء الرئيس في المحطة الأميركية لم يخرج عن النقاط الأساسية التي يتم إثارتها في وسائل الإعلام الغربية منذ عام 2013، التي تدور حول فض اعتصام رابعة، فضلاً عن الحديث عن السجناء، وهي أمور كلها ليست جديدة فيما يتعلق بإثارتها بحق مصر وردت عليها مؤسسات رسمية مختلفة في محافل عدة، وهذا يؤكد أن الحكومة المصرية لم تكن في حاجة إلى طلب عدم إذاعة الحوار».
ورأى العرابي، أن القناة مارست «تلاعباً سياسياً للترويج للقاء، ومحاولة جذب اهتمام قطاع أكبر من المشاهدين له، والإيحاء بأنه تضمن ما يمكن أن يكون محرجاً للسيسي، غير أن المقابلة الكاملة أظهرت أن إجابات الرئيس المصري، جاءت موفقة ومتماسكة وتتسق مع سابق تصريحاته بشأن القضايا ذاتها في أكثر من ظهور علني أو لقاء صحافي».
والمقابلة التي أثارت الجدل، كان السيسي أجراها في سبتمبر (أيلول) الماضي، على هامش زيارته إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان المصري، طارق الخولي، قال لـ«الشرق الأوسط»: إن «محاولة إضفاء حالة من الاهتمام بالحوار من قِبل (سي بي إس)، والترويج بأنه لقاء طلبت مصر عدم إذاعته أوحى بأنه سيتضمن ما يُشين»، وأوضح أنه وبعد متابعته للقاء وردود الفعل بشأنه في مستويات مختلفة يعتقد أن «الحالة انقلبت إلى العكس، وباتت القناة مادة للسخرية من قبل المتخصصين؛ إذ لم يتضمن شيئاً جديداً».
وزاد الخولي: إن «ما تصور البعض أنه سيكون أسئلة محرجة للرئيس أو إجابات غير موفقة، كما روّجت بعض وسائل الإعلام الداعمة لجماعة الإخوان، تحقق عكسه تماماً على ما ظهر في رد السيسي على سؤال بشأن أسباب تأخر مصر في القضاء على الإرهابيين في سيناء رغم تلقي مليار دولار من المعونة العسكرية الأميركية سنوياً؟... فجاء رد الرئيس بسؤال مضاد: ولماذا لم تستطع أميركا القضاء على الإرهاب في أفغانستان بعد 17 سنة وإنفاق مليار دولار؟».
وبحسب ما أفاد رئيس تحرير صحيفة «الدستور» اليومية المصرية الخاصة، محمد الباز، في تقرير نشره بشأن المقابلة، أمس، نقلاً عن من وصفه بـ«مسؤول مصري كبير»، فإن «مصر حاولت بالفعل عدم إذاعة الحوار (...) فقد رأينا (المسؤول) أنه ليس من اللائق أن تسجل القناة حواراً مع رئيس الجمهورية وتتأخر إذاعته لما يقرب من أربعة شهور، وبخاصة أنهم لم يقدموا سبباً مقنعاً للتأخير».
وشرح الباز نقلاً عن مصدره، أن القناة «طلبت من السفير المصري في واشنطن ياسر رضا، ترتيب مقابلة مع الرئيس المصري، تذيعه القناة بمناسبة 50 عاماً على إذاعة أولى حلقات برنامج (60 دقيقة) فقد بدأ في سبتمبر 1968... لكن المفاجأة أن الحوار تأخرت إذاعته ما يقرب من أربعة أشهر، دون أن تبدي القناة أسباباً مهنية، أو حتى سياسية لذلك».
استياء مصري من «سي بي إس» الأميركية: تلاعبت سياسياً بحوار السيسي
استياء مصري من «سي بي إس» الأميركية: تلاعبت سياسياً بحوار السيسي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة