جوليا روبرتس لـ «الشرق الأوسط»: أنا امرأة قوية.. ولا أحب النقاشات

أكدت أن التمثيل أمام ميريل ستريب نعمة ونقمة

جوليا روبرتس كما تبدو اليوم
جوليا روبرتس كما تبدو اليوم
TT

جوليا روبرتس لـ «الشرق الأوسط»: أنا امرأة قوية.. ولا أحب النقاشات

جوليا روبرتس كما تبدو اليوم
جوليا روبرتس كما تبدو اليوم

تتجمع تحت مظلة فيلم «August: Osage County» كل العناصر الصحيحة: مسرحية لتراسي لتس الذي قام بكتابة السيناريو بإجادة معرفية واضحة، ومجموعة من الممثلين ذوي الخبرة والنضج، كذلك إخراج متفاهم مع الشخصيات وذكي في تناوله الأحداث الاجتماعية على نحو يوحي بطموح المخرج (جون وَلز) ولو أنه يفتقد الخبرة التي لسواه.
«أوغوست: مقاطعة أوساج» يأتي في موسم الأوسكار وقد يلتحق بترشيحاته في أكثر من شأن. ففي نطاق السيناريو المقتبس، يتداول الوسط السينمائي في هوليوود إسم لتس على أساس أن الترشيحات لا يمكن أن تتجاوزه، وفي نطاق التمثيل الرجالي المساند هناك درموت مولروني، وفي التمثيل النسائي هناك ميريل ستريب التي لا تخيب الظن مطلقا، وجوليا روبرتس التي تعيد اكتشاف إمكاناتها هنا كما لم تفعل من قبل.
أجر جوليا روبرتس (في السادسة والأربعين حاليا) اليوم يحدد أي مكانة تحتلها، فهي على الرغم من أن أفلامها الأخيرة لم تنجز ما يأمله الفنان منها (إلا إذا رأينا أن نجاح «مرآة مرآة» قبل عامين يعود إلى أنها لعبت دور الشريرة فيه) إلا أنها تتقاضى 10 ملايين دولار بثقة.
في الواقع، فإن أفضل نجاح حققته في فيلم قامت هي ببطولته (ولم تكتف بالاشتراك به) هو «ابتسامة الموناليزا» وكان ذلك قبل 10 سنوات كاملة. الأفلام الناجحة بعد ذلك لم تشترط دورا رئيسا أو منفرد البطولة لها، وكان من بينها «أقرب» لجانب جود لو ونتالي بورتمان، و«أوشن 12» جنبا إلى جنب مات دايمون وبن أفلك وجورج كلوني وبراد بت وكاثرين زيتا جونز بين آخرين.
في «أوغوست» هناك ألم يمر في أنفس تلك الشخصيات المنتمية إلى عائلة واحدة اجتمعت لتؤكد كم هي غير متفقة. كما في الفيلم المغربي الحديث «روك القصبة» رب العائلة مات (عمر الشريف في الفيلم المغربي وسام شيبرد في الفيلم الأميركي). رب الأسرة في «أوغوست» كان شاعرا غير راض عن حياته ومدمنا للخمر. في مناسبة تأبينه تجتمع 10 شخصيات من أفراد عائلته وبعض الأصدقاء المقربين وفي مقدمتهم الأم (ميريل ستريب) التي ما زالت تغلي في فورة من مشاعر الضغينة والحقد على الرغم من أنها اكتشفت مؤخرا إصابتها بسرطان الحلق وبناتها الثلاث آيفي (جوليان نيكولسن) وكارن (جولييت لويس) وباربرا (جوليا روبرتس). والأخيرة لديها متاعبها الخاصة بها، فزوجها على أهبة تركها بعد 14 سنة من الزواج. الصورة العائلية مقلوبة في هذه المناسبة وجوليا روبرتس جزء منها.
إلى حد بعيد.. هذا فيلم عن خلاف الأم مع بناتها
* هل كان في حياتك الخاصة ما تستوحين منه؟
- لا.. من حسن الحظ أن علاقتي بأمي وعلاقتي بإبنتي علاقة متينة وطيبة. كل ما في الأمر أن النص مكتوب بذكاء وقدرة على أن يأتي محددا. كل شيء تراه في هذا الفيلم آت من وراء النص نفسه؛ بما في ذلك ماضي ومستقبل العلاقات بين أفراد الأسرة.
* هل شاهدت المسرحية؟
- نعم كنت شاهدتها ووجدتها ممتعة. المسرحية والفيلم قائمان على فكرة أن البيت مشيد على ألعاب الورق، ويمكن أن يهدم في أي لحظة. بالنسبة لي كنت راغبة، منذ أن تلقيت عرض العمل في هذا الاقتباس، أن أكون فيه.. شعرت أنني أعرفه تماما عندما قرأت السيناريو ووجدته مطابقا لنص المسرحية؛ ضمن أصول التحويل إلى فيلم طبعا. لم تكن عندي أي حاجة لاستلهام أي شيء ولا للبحث وراء العمل نفسه.
* ماذا عن جوهر الخلاف نفسه بين الأم والابنة؟
- الخلاف ليس بين الأم والابنة بالمطلق بقدر ما هو بين فيوليت وباربرا. فيوليت هي طبعا الأم (ميريل ستريب) وباربرا هي (أنا). ما أعنيه أن الفيلم يعكس حالة محددة لا أدري إذا ما كان من الجائز سحبها لوصف الحالات كلها بشكل عام.
* حافز جيد
* كيف وجدت التمثيل أمام ميريل ستريب؟
- كان ذلك نعمة ولعنة (تضحك).. بصفتك ممثلا، تريد أن تبدو مدهشا ومؤثرا أمامها، وفي الوقت نفسه تخشاها الذي هو في حد ذاته حافز جيد لكي يحاول الممثل أن يتجاوز حدوده السابقة.. هذا ما حدث معي.
* هل وجدتها متواضعة حيال الآخرين؟
- متواضعة؟ بل هي في قمة التواضع.. وهي بذلك تجعل الجميع مرتاحين معها وسعداء بأدوارهم أمامها.. وهي تعمل بالبذل نفسه الذي تعمل به أي ممثلة، حتى الصغيرات سنا.. إنها إنسانة مميزة.
* هل تشتغلين على نفسك كثيرا قبل التصوير؟
- كثيرا جدا.. قبل التصوير وخلال التصوير. هذه المرة سؤالي لنفسي كان إذا ما كنت أستطيع العمل على دوري إلى درجة مطلقة. أمامي ممثلة باتت أسطورية ليس من السهل مطلقا التمثيل أمامها والوصول إلى مصافها، وعندي الحاجة الطبيعية لدى كل ممثل، وهي تجاوز نفسه وتطوير موهبته أكثر مما فعل في آخر مرة وقف فيها أمام الكاميرا.
* الحوار في هذا الفيلم جزء مهم من العملية الأدائية كون المواقف أساسا آتية من نص مسرحي عليه الاعتماد على الحوار أكثر من عنصر الصورة.. هل قمتم بتمارين كثيرة؟
- نعم.. قمنا بتمارين كثيرة مع جون (المخرج جون وَلز) الذي كان حاضرا وكان لديه كثير من الملاحظات حول الشخصيات أو حول محيطها وبيئتها. اقتراحاته كانت تجد بيننا صدى طيبا.. عشنا في شقق في مبنى كحرف «L» وفي طابق واحد، فكنا كثيرا ما نلتقي فيما بيننا (من دون المخرج) لكي نتمرن أكثر.. كلنا أراد أن نكون على أفضل مستوى.
* مسألة أولويات
* الحوار مسترسل في بعض المشاهد، مما يجعلني أتساءل حول ما إذا كان على الممثل أن يعيد إلقاء الحوار من أوله في مشهد ما إذا ما تعرض المشهد للتوقف أو يستطيع استكمال الحوار من النقطة التي وصل إليها..
- هذا يعتمد كثيرا على المشهد وعلى العاطفة التي تشعر بها. العاطفة التي تجيش في صدرك والتي كانت عندي تشبه الجبل وعليك أن تصعده. أحيانا تستطيع الإكمال من حيث وصلت وأحيانا يصبح لزاما عليك أن تبدأ من نقطة سابقة حتى لا تخسر الزخم أو العاطفة.
* اختياراتك من الأدوار ومن الأفلام.. هل أنت مسؤولة عنها؟
- طبعا.
* كيف تختارين الأفلام التي تريدين العمل فيها؟ ما الحكم؟
- أختار أفلامي بالطريقة نفسها التي دائما ما مارستها من قبل. أقيس الدور على متطلباتي العائلية، خصوصا اليوم.. عندي ثلاثة أولاد علي أن أوفق بين الاعتناء بهم ومهنتي، وأحاول أن أسعى للتوفيق بين هاتين الناحيتين.
* لم يكن هذا هو الوضع قبل زواجك؟ صحيح؟
- لا.. الآن أجد نفسي أكثر رغبة في البقاء في المنزل. لم أعد أكترث بترويج نفسي بصفتي ممثلة.. ليس عندي اليوم تلك الحاجة لأن أبقى نجمة.. هذا متروك للجمهور أن يقرره.
* ألا يعني ذلك أن طموحاتك بصفتك ممثلة لم تعد تقودك؟
- نعم.. أشعر بأنني حققت ما سعيت من أجله. المسألة عندي هي مسألة أولويات، خصوصا أنه بات من الصعوبة بمكان كبير أن أجد أدوارا جيدة مثل هذا الدور.. دور لا يمكن لي أن أفوته.
* أفلامك بالأمس كانت أكثر نجاحا من أفلامك في السنوات الأخيرة.. إذا كنت توافقين، كيف تفسرين ذلك؟
- إذا كان المنظور هو العائد المادي، فأنا أوافق، لكن هذا الوضع ليس مسؤولية شباك التذاكر. في السنوات الأولى، وهذا يحدث مع كل ممثل، سعيت أن أكسب أرضا جديدة في كل مرة. وبعد ذلك تريد أن تحتفظ بما كسبته وتبني عليه إذا ما أمكن. لكن كما قلت قبل قليل، زواجي وكوني أصبحت أُمّا يقتضي تغيير الأولويات.. هذا أحد أسباب عزوفي عن التمثيل كثيرا، علما بأن احتياجاتي من السينما ومن مهنتي هذه تختلف عما كانت عليه سابقا.
* مهزومة
* هل كنت تشعرين بضغط الشهرة سابقا؟
- في الحقيقة ليس كثيرا.. إنه في رأيي اختيار.. تستطيع أن تتصرف كما لو أن الحلول معدومة والاختيارات صعبة ويوميات حياتك كثيرة وتستطيع أن تتراجع خطوات عن كل هذا وتترك مسافة كافية بينك وبينها.. هذا أساسي.. لو سألتني عن سبب نجاحي، وهو سؤال دائما ما أتلقاه من الصحافة، فإن جوابي هو دوما أن نجاحي يعود إلى أنني لم أقع تحت ضغط العمل وأعباء النجاح.
* من بين ممثلات اليوم، من اللاتي تجدينهن قادرات على تحقيق نجاح طويل الأمد؟
- هذا سؤال صعب لا أعرف إذا ما كنت أستطيع الرد عليه. أعتقد أنني أستطيع أن أختار روني مارا وراتشل ماكآدامز. لديهما موهبة حقيقية، وأعتقد أنهما مثاليتان كونهما ناجحتين وفي الوقت ذاته لا تحاولان فرض نفسيهما على الحياة الفنية أو إعلاميا.
* أعود إلى الفيلم لأن هناك منطقة أريد إيضاحك لها.. في مطلع الفيلم وحتى الساعة الأولى منه تختلف الشخصية التي تقومين بها عن النصف الثاني.. أعني من مهزومة إلى امرأة أقوى. هل هذا التفسير صحيح في نظرك؟
- تماما.. في مطلع الفيلم أصل وأنا أحمل مشكلات بيتي المهدد بالانهيار.. خلافات بيني وبين زوجي، وبيني وبين ابنتي التي تريد أن تتركني وتعيش في كنف أبيها. ربما كلمة «مهزومة» صحيحة... لكن الذي حدث بعد ذلك أن شخصيتي تستفيد مما تعيشه من خلافات البيت الواحد، وشيء غريب يقع بالفعل، وهو أنها تخرج أقوى مما كانت عليه.
* هل تعتقدين أنك امرأة قوية.. على الأقل عدد كبير من أدوارك يقدمك على هذا النحو؟
إلى حد ما نعم.. أنا امرأة قوية، لكني لست ممن يمارسون هذه القوة على الغير.. أعتقد أنني اخترت طريقة التصرف التي تعطيني القدرة على عدم الانزعاج. لا أريد أن أكون في وسط أي خلاف، ولا أتمنى دخول نقاشات عقيمة.. والحمد لله أنني في بيت يسوده شعور طيب وألفة. لا توجد خلافات عائلية كالتي تراها في هذا الفيلم.. وهذه حقيقة.



إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».