ينظم رواق تندوف بمراكش، إلى غاية 26 يناير (كانون الثاني) الحالي، معرضاً للفنان جايمال أوديدرا، يضم صوراً تنقل لمشاهد وبورتريهات ملتقطة في المغرب والهند، فضلاً عن مجموعة من ديكورات البرونز، اشتغل عليها الفنان في محترف خاص بمراكش.
وتعكس صور أوديدرا انطباعات الحياة اليومية في المغرب والهند، من خلال تجاربه كفنان وكمسافر. وبدلاً من ثنائية التباين والاختلاف، يؤكد الفنان على أوجه التشابه بين البلدين والثقافتين، اللتين يعرفهما بعمق، بشكل جعله يسعى إلى نقل تناغمهما على مستوى الصور، الروائح والأصوات، بحيث تعرب مشاهد الحياة اليومية والبورتريهات عن إحساس بالألفة، تم التقاطها من خلال المظهر الصريح والفريد.
وقال أوديدرا لـ«الشرق الأوسط»: «هناك تشابه كبير بين المغرب والهند إلى درجة أنني حين أكون في المغرب أشعر كما لو أنني في الهند. وحين أكون في الهند أشعر كما لو أن الأمر يتعلق بالمغرب. ولذلك، فأنا لم أفعل، في صوري، أكثر من نقل مشاعري وذهابي وإيابي بين البلدين».
ولد أوديدرا في كينيا، وترعرع ودرس في إنجلترا. تخرج من الكلية الملكية للفنون المرموقة في لندن، وهو، أيضاً، باحث في برنامج «فولبرايت». كما أنه مصور ومصمم مشهور عالمياً، تنتقل مشروعاته من أوروبا إلى الهند، ومن أفريقيا إلى الولايات المتحدة. ومن خلال التعاون مع العلامات التجارية الفاخرة الرائدة في نيويورك وباريس ومومباي والمغرب، فإن قائمة دور التصميم الفاخرة التي طلبت الاشتغال من أوديدرا تشمل «كالفن كلاين، ورالف لورين، ودونا كاران، وجيفنشي». كما تمت الإشادة به كمصمم أزياء ومدير فني في بوليوود، بالهند، حيث تعاون مع بعض أشهر الممثلين والمخرجين في العالم.
في معرض أوديدرا بمراكش، نكون مع صور من أحجام متفاوتة، بالأبيض والأسود أو بالألوان. بورتريهات تشترك في ملامح عنوانها السمرة وتشابه طريقة اللباس الذي يغطي الرأس بالنسبة للنساء. أطفال في وضعية الحاجة. مراهقون يقتلون الوقت بجانب أسوار المدن. نسوة يتسوقن في المدن، يعملن في الحقول أو يحملن الماء إلى المنازل. تلاميذ مدارس عتيقة. صور عائلية. حيوانات أليفة تقاسم السكان أبواب المنازل. آلة خياطة في وضعية عطالة تنتظر المرأة التي تحرك خيوطها. كرسي ينتظر من يبحث عن راحة جلوس بعد تعب. وجوه رجال مضببة الملامح أو بارزة، بشكل ينقل لمتاعب الحياة وقهر اليومي، هنا في المغرب أو هناك في الهند، تأكيداً لوحدة التجربة الإنسانية رغم بعد المسافة واختلاف كثير من تفاصيل اليومي والتاريخ والحضارة.
في مدخل المعرض تواجهنا عبارات من توقيع الفنان أوديدرا أو بيورن داهلسروم، مدير متحف «إيف سان لوران» بمراكش. نقرأ في إحداها لأوديدرا: «مع الأزياء والألوان، حركية الناس وروائح العطور والتوابل، لا يمكن للمرء إلا أن يشعر بالبهجة. أماكن تلامس كل جزء منك.
لا يوجد مكان آخر يشبه بلدي الهند وبلدي المغرب». فيما نقرأ لداهلسروم: «من معظم المدارس الدينية التي لا يمكن الوصول إليها على حافة الصحراء إلى الأزقة الضيقة بطنجة، غالباً ما يركز جايمال أوديدرا على الحياة غير المعقدة للمحرومين بيننا. ومع ذلك، وعلى الرغم من وجودهم اليومي القاسي، فإن نبلهم وقوتهم تصل إلينا بشكل عميق في هذه الصور».
«بلدي المغرب... بلدي الهند»
معرض صور لجايمال أوديدرا في مراكش
«بلدي المغرب... بلدي الهند»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة